محمد علي القحطاني لـ"هي": أطمح في دراسة إدارة الأزمات والكوارث والتفوق فيه
محمد علي القحطاني، مبتعث سعودي تخصص طب الطوارئ والكوارث في أستراليا. هو باحث ومرشح للدكتوراه في إدارة الأزمات والكوارث فيجامعه كوينزلاند للتقنية في أستراليا (Emergency and Disaster management)وهو عضوا في جمعية إدارة الكوارث الأسترالية والتطوع في الأزمات والطوارئ، ويطمح في تعلم التخصصلمساعدة المتضررين والنهوض بالتخصص في السعودية لما له من أهمية كبرى. له عدة مشاركات في عدة مؤتمراتفي هذا المجال آخرها مؤتمر الكوارث والطوارئ في نيوزلندا وأستراليا عام ٢٠٢١
حدثنا عّن تجربتك الدراسية في أستراليا وكيف أثرت الدراسة عليك؟
تجربه الدراسة في أستراليا تجربه جميلة، وكانت من أكبر التحديات التي خضتها في حياتي وذلك يعود إلىالطبيعة الجغرافية لبلد مثل أستراليا محفوفا بالكوارث الطبيعية مثل الحرائق في الغابات، والفيضانات. كذلك اكتسبتمنها مزايا العمل التطوعي مع فريق العمل إثناء حدوث الكوارث. تجربتي كانت جميله جدا وكانت سبب في رفعالوعي العلمي والعملي. اجتزت التخصص بامتياز، وكان بمثابة أجمل تحديا لي فقد كنت أحد ممثلي السعودية في هذا التخصص النادر المتشعب المهم.
تجربة الغربة هي خليط من الحزن والإنجاز والتحديات. فهي صقلت شخصيتي جدا وجعلت مني الشخص الذي أريد أن أكون اليوم. فالمقارنة بين البلد الأم حيث الأهل والأصدقاء والراحة وبين بلد الاغتراب من حيث طبيعةالمجتمع هي تجربة جديدة وصعبة جدا.
ما التخصص الذي تدرسه؟
طب الكوارث والأزمات، هو التخصص الذي أدرسه، وتعددت المسميات في هذا التخصص لتشعبه ولأهميته. (Emergency and Disaster medicine) علم إدارة الأزمات والكوارث "وهو علم مؤسس كغيره من العلوم على مجموعة من الأسس والمبادئ العلمية والمفاهيم الخاصة به. وهذا ما يجعله علماً مختلفاً في أساليبه وتطبيقاته، فإدارة الأزمات والكوارث تهدف إلى التحكم فيإحداث مفاجأة، ومتفاقمة، والتعامل معها وتصنيفها ومواجهة أثارها ونتائجها، وهي إدارة تقوم على الدراسة والبحث.
وهي محطه مهمه جدا لكل الكادر الصحي وكذلك المجتمع لفهم ماهي الكوارث وماهي عواقبها وكيفية السيطرة عليها والتقليل من أثرها.
التخصص يعرف بعده أمور وعده مراحل، مثلا إدارة الأزمات، التأهب للأزمات، التعافي من الأزمات والحد من مخاطرها.
ما النصيحة التي تقدمها للطلبة اللي يرغبون بدراسة هذا التخصص؟
نصيحتي لمن يريد دراسة نفس التخصص، أولا التوكل على الله وثانياً أنصح بالقراءة والإلمام بالتخصص
وجميع فروعه. التخصص مجاله واسع وكبير ويمكن استثمار الوقت بالعمل بعد الدراسة في عدة مجالاتومنها مراكز الأبحاث أو المستشفيات، لذلك يجب على الطالب تحديد هدفه قبل الدراسة لكي يقدر على توجيهنفسه بالموارد المتاحة للوصول للهدف المراد تحقيقه.
هل يمكن للمرأة دراسة التخصص في المملكة العربية السعودية؟
اعتقد ذلك، لان المرأة جزء لا يتجزأ من المنظومة ومن الرؤية المستقبلية ٢٠٣٠ في السعودية بقياده ملهمناالأمير محمد بنسلمان. ولا أستطيع حصر الجامعات التي تقدم هذا التخصص، ولكن أجزم بعد جائحه كورونا أن هناك جامعات ستقدمهذا التخصص، وهذه أحد واجباتنا كمبتعثين ومختصين في التخصص هذا، أن نعودللوطن لنجعل التخصص متوفر في أكثر الجامعات أو جميعها لأهميته القصوى. وأخيرا وتزامنًا مع الرؤية ٢٠٣٠، التخصص سوف يرفع مساهمه المرآة السعودية في مجال الكوارث والمجال الطبي.
الأنشطة الجانبية إلى جانب الدراسة؟ هل من مشاركات ثقافية؟
كثير من الأنشطة والأعمال الجانبية تخللت مرحلة الابتعاث، ووجدت فيها المتعة والعلم والتعلم،
منها خدمه الطلاب السعوديين في دوله الابتعاث ومساعداتهم في إجراءات الدراسة والمهام الأخرى مثل السكن واحتواء الطلاب الجدد وقت وصولهم، وهذه الأنشطة رفعت من حماسي لتكون سببا لخدمة الطلاب الدوليين في أحد الولايات وترأسي للمجلس الطلاب الدولي.
التجربة الدراسية في الخارج لا تقتصر فقط على العلم، ولكن هنالك الكثير من العوامل تكون في مقدمة
أهدافنا وأحلامنا، منها تعلم ثقافات أخرى والاستفادة من تجاربهم، وأيضا تجسيد الصورة الجميلة للمبتعث،والتي يعكسها الطالب السعودي في بلد الابتعاث.
وأيضا كان لي الشرف في تمثيل الطلبة الدوليين في أحد الجامعات الأسترالية(فلندرز) ومساعدتهم فيمجالات مهمه في دراستهم وحياتهم في أستراليا، وترأست الطلبة الدوليين في أحد الولايات الإقليمية وكنت الممثلالرئيسي لهم في الجامعات.
وأيضا تم اختياري كأول شخص عربي يعمل في الحكومة في طب الطوارئ والأزمات، وهذا الإنجاز اعتبرهإنجازلبلدي في ظروف هذي الأزمة الصعبة. وقائمة الأعمال التطوعية كثيرة وأخرها في فيضان كوينزلاند في أستراليا مارش٢٠٢٢، كنت جزء مهم في مساعدة إخواني وعوائلهم خلال هذه الأزمة. وكذلكً تم إنشاء عمل تطوعي أسميناه Emergency and Disaster management volunteer
وهذا مخصص لكل الفئات وكل التخصصات للتطوع معنا في وقت الحاجة لهم عند حدوث أية كوارث لا قدر الله.
كيف استفدت من التجربة الدراسية في بلد الابتعاث؟
دراسياً استفدت من إمكانية تعمقي أكثر في مجال الأبحاث في تخصصي وإمكانية ممارسة شغفي، لقوة
أستراليا في التخصصات الطبية والأعمال البحثية في مجال الكوارث والأزمات. ومن الناحية الشخصية تعلمت منها الصبروالإحساس بالآخرين وتقديم يد العون لهم مهما كانت جنسياتهم ودياناتهم وآرائهم، تعلمت أن أتقبل كل شخص مختلف عني بدينه وأفكاره ومعتقداته وأن أتعامل معه بكل احترام وتقدير..
تجربتك مع فايروس كورونا، كيف تعاملت معه؟
بلا شك جائحه كورونا درس عظيم للجميع، وكانت مؤثره كثيرا على الدول والاقتصاد وكذألك على المبتعثين بما أني كنت من الصفوف الأولى في الدفاع في هذه الأزمة في أستراليا، فكنت خير سند لجميع إخواني وأخواتيالمبتعثين وعوائلهم وقت الإجلاء والحجر، كورونا كانت من أصعب المراحل التي مرت على وعلى جميع الطلاب والطالبات السعوديين في الداخل والخارج، مع قوه عزيمه الشعب السعودي، ودعمالحكومة السعودية، كانت استجابتنا لهذي الأزمة أحد أهم دروس الجامعات في الخارج. هذه الأزمة ساعدتنا على نقل بعض من تجاربنا إلى الخارج وطرق تعاملنا مع الأزمات