هيثم دبور مؤلف "عيار ناري": أعمل على تنفيذ الفيلم منذ 6 سنوات..و"حرق" الأحداث كان مقصودًا
واجه صناع فيلم "عيار ناري" انتقادات وإشادات الجمهور بالفيلم منذ عرضه الأول بمهرجان الجونة السينمائي في دورته الثانية، واهتموا بالإجابة على تساؤلات الجمهور الخاصة ببعض المشاهد التي أثارت استغراب البعض.
قضية شائكة أثارها الفيلم، خاصة بأحداث ثورة يناير، وكانت مثار جدل الكثيرين، من جانبهم حاول صناع الفيلم الحديث عن كواليس تصويره وكيف بدأت فكرته، حيث حاورت "هي" مؤلف الفيلم هيثم دبور الذي كان يشارك أيضًا في مهرجان الجونة السينمائي بالفيلم القصير "ماتعلاش عن الحاجب"، وأجاب على تساؤلات البعض وكشف عن كواليس "عيار ناري".
متى بدأت العمل على قصة فيلم "عيار ناري"؟
فكرة الفيلم بدأت لديّ منذ عام 2012، وطرحتها وقتها على المخرج كريم الشناوي ورحب بها وبدأنا العمل على أول نسخة للقصة، وقمنا بتطوير السيناريو وبدأنا في التحرك لعرض الفيلم على شركات الإنتاج، كما أخدذنا أكثر من منحة لتطوير السيناريو من لوس أنجلوس، إلى أن انتهينا من العمل على السيناريو كاملًا وبدأنا في التنفيذ الفعلي للفيلم.
لم تقلق بسبب إسناد "عيار ناري" لمخرج يقوم بإخراج فيلم روائي طويل للمرة الأولى؟
لا، فكريم الشناوي صديقي وعملنا سويًا في عدة أفلام قصيرة وتسجيلية، وأنا أعرف عمله جيدًا، كذلك أنا بدأت العمل على الفيلم قبل "فوتوكوبي"، فكان من الممكن أن يكون أول في لي أيضًا، وأنا لا أهتم بعدد تجارب المخرجين الذين أعمل معهم سواء كان قليلا أو كثيرًا، أنا أتعامل مع الفيلم هل هو يشبه من سيقوم بإخراجه أم لا.
إذن ما الذي ميّز كريم الشناوي عن غيره لإسناده مهمة الإخراج؟
"عيار ناري" يشبه كريم جدًا، فهو من أكثر الأشخاص التي تستطيع أن تخرج الفيلم بالروح التي تخيلناها، فنحن في عمل جماعي، وأنا أئتمن المخرج على الورق الذي لابد أن يشبهه ويسمح بالمناقشات الكثيرة فيه.
هل واجهتم صعوبات في إنتاج "عيار ناري"؟
الفيلم كان صعبًا جدًا، من ناحية موضوعه ومضمونه وشكل النوعية التي يُقدّم فيها، فهو فيلم إثارة وجريمة في إطار بوليسي، وهو نوع غير مشهور كثيرًا في مصر، حيث يهتم الفيلم بدافع الجريمة أكثر من من فعل الجريمة؟، وكنا نتمنى تقديم هذا النوع بشكل فني جديد نضع فيه مجموعة أفكار نود طرحها، فكان من الصعب أن يتم تنفيذ الفيلم كما نريد، وبالفعل عرضناه على شركات إنتاج كثيرة إلى أن وجدنا شركتي "فيلم كلينك" و"آي برودكشن" متحمستان لإنتاج الفيلم.
هل الفنانين الذين قدموا الفيلم هم من تم ترشيحهم منذ اللحظة الأولى.. وهل تدخلت في اختيار أحدهم؟
بعدما انتهينا من كتابة "عيار ناري" تناقشت كثيرًا مع المخرج كريم الشناوي من أجل ترشيح الأبطال، والوصول لأفضل فنان يلعب كل دور، وبالفعل وصلنا إلى اقتراحات مشتركة وكان القرار النهائي للمخرج طبعًا، لكن كل النجوم الذي لعبوا أدوارهم في العمل كانوا المرشحين الأوائل له.
رأى البعض أن أحداث الفيلم واضحة من البداية.. حيث تنبأوا بأن محمد ممدوح هو من قتل شقيقه منذ المشاهد الأولى، هل "حرق الأحداث" كان مقصودًا؟
بالطبع، رأينا أن تكون الأحداث واضحة من البداية لأننا نهتم بأسباب ودوافع الجريمة أكثر من معرفة هوية الشخص الذي فعلها، وعندما يكتشف المشاهد الدوافع وراء أفعال الأبطال سيجد نفسه أمام مشكلة أخلاقية تجعله يتناقش فيها مع من حوله، وأؤكد أننا لم نكن نهتم بهوية القاتل، لأننا منذ أول مشهد ونحن نعرفه، وهذا كان قرارنا من البداية.
بعد العرض الأول للفيلم في الجونة كان لبعض المشاهدين انتقادات للموسيقى التصويرية لأمين بوحافة واعتبروها غير لائقة على الحالة المصرية في "عيار ناري".. ما تعليقك؟
انطباعات الجمهور عقب الخروج من المشاهدة الأولى للفيلم، لا أعول عليها، فأنا ظللت لمدة 6 سنوات أعمل على هذا الفيلم وتعبت فيه، وأنا سأركز على الانتقادات الموجودة في المقالات المنشورة عن الفيلم، كذلك الموسيقى الخاصة بالفيلم يسأل عنها المخرج.
هل عرض الفيلم لأول مرة من خلال مهرجان الجونة من الممكن أن يؤثر على عرضه الحالي في السينمات، ويعتبره الجمهور من نوعية "أفلام المهرجانات"؟
إطلاقًا.. فأفلام المهرجانات تعتبر أفلامًا جماهيرية أيضًا، كما أن بعض وسائل الإعلام هي من صدّرت تلك الصورة للجمهور، ونحن نحتاج لتغيير هذه الصورة أيضًا، فعلى سبيل المثال فالأفلام التي تشارك في الأوسكار نسارع لمشاهدتها في دور العرض، كما أنها تتصدر قائمة الأعلى إيرادًا، ويتم مشاهدتها في كل دول العالم، لكن في مصر غالبًا ما نحب تصدير فكرة أن أفلام المهرجانات غير جماهيرية، لكن على العكس، فـ"عيار ناري" فيلم جماهيري ومسلي والدليل أن هناك جمهور كبير شاهده واهتم بمناقشته.
ما خطوة هيثم دبور المقبلة بعد "عيار ناري" و"ماتعلاش عن الحاجب"؟
من المقرر أن نشارك بـ"ماتعلاش عن الحاجب" في أكثر من مهرجان، كذلك أجهز حاليًا لمشروعين وفور الانتهاء من أحدهما سأبدأ في تصويره على الفور.