رؤية نقدية ـ "ولاد رزق 2"..عودة قوية لـ أسود الأرض رفعت سقف المنافسة!
كثيرًا ما تكون الأجزاء الثانية للأفلام أقل جودة من البدايات حتى أن البعض يحتاج لإعادة إطلاق حتى تستعيد البريق اللازم لمعاودة الجذب كما حدث مع سلسلة أفلام Spider Man على سبيل المثال، والتي لم تنجح محاولة إطلاقها الثانية، الحقيقة الثابتة أن الجزء الثاني يكون استغلالاً لنجاح الفيلم الأول، وتتأرجح الجودة من بعده ما بين المتوسط والجيد والضعيف لكن ليس بجودة وقوة الأول.
من النادر أن تكون الأجزاء الثانية هي الأفضل، وعادة ما تكون جزء من ثلاثية تتصاعد من خلالها الأحداث كما الحال مع Lord of The Rings التي وصلت فيه الأحداث لذروتها في الجزء الثالث الذي يعد الأفضل مقارنة بالاثنين السابقين، الجزء الثاني من "ولاد رزق 2" ينتمي للنوع الثاني فهو بالتأكيد أفضل من كل النواحي مقارنة بالأول، يمكن إعتبار الأول بمثابة تعارف بين الجمهور والشخصيات أو تمهيد للتعامل مع أفلام العصف الذهني Mind Twisting ، بشكل مختلف عن الطريقة الساذجة فى تناول هذا النوع المهم التي رسخها الثنائي عمرو سمير عاطف ويوسف الشريف فى الفترة الأخيرة في أعمالهما.
مع ظهور الجزء الأول كان واضحًا أن هناك شيئًا مختلفًا يتكون، الأمر الذى اتضح أكثر بتعاون مخرج الفيلم طارق العريان والمؤلف صلاح الجهيني ومع صقل التجربة فى زمن قياسي، نجد أنفسنا أمام فيلم مصمم خصيصًا وبدقة لينجح فى شباك التذاكر وصبغته التجارية مدعومة بمستوى فني جيد، كما أن الأداء التمثيلى أكثر من جيد باستثناء خالد الصاوي، وكذلك التصوير ووراءه مازن المتجول الذي شارك الثنائي العريان والجهيني النجاح من البداية عام ٢٠١٥، وأيضا تنفيذ مشاهد الحركة والمطاردات التي لا نبالغ إذا اعتبرناها الأفضل في السينما المصرية حتى الآن وتفوقت حتى على نظيرتها من فيلم "الخلية"، مشهد مطاردة سيارة الصقر (إياد نصار) وسيارة ربيع (عمرو يوسف) ورضا (أحمد عز).
ليس واضحًا حتى الآن إمكانية وجود جزء ثالث أم لا؟ مشهد ما بعد تتر النهاية يؤكد أن "ولاد رزق 2" جزء من عالم سينمائي على وشك التكون ومن المبكر الحكم عليه، لكنها تأكيدًا فكرة طموحة من قبل المؤلف صلاح الجهينى والمخرج طارق العريان اللذان معًا يكونان ثنائي فني تتطور كيمياء العمل بينهم من عمل لآخر حيث تتطور تجربتهم للأفضل.
فكرة استغلال نجاح الجزء الأول بالشكل الذي يكون عالم سينمائي أكبر أو مجرد التخطيط لذلك أمر يستحق الإشادة والدعم خاصة مع تطور المستوى الفني للأفضل وأيضًا يصب بشكل رئيسي فى مصلحة شباك التذاكر بشكل إيجابي، أي أنه يلقي بمنافعه لمصلحة الصناعة ككل سواء على مستوى ارتفاع عدد الأفلام المنتجة أو قيادة الانتاجات القادمة لمستوى أفضل فقط بأن تتحرى الجودة وتنجح لتصبح عادة فى مقابل تيار الهدم الذى يقوده بيتر ميمي المتفاخر بالأرقام التي تحققها أعماله المتدنية فنيًا، الأحرى ببيتر ميمي ومن يوازونه من مؤلفين ومخرجين وممثلين أن يتابعوا النجاح الحقيقي لصناع السينما الذين يضعون نصب أعينهم المنتج الفني لا ترتيبهم فى شباك التذاكر فقط، حتى بتقارير غير مؤكده والذى يترجمونه لنقود تدخل جيوبهم ووسيلة تفاخر يجذبون بها أموال إنتاجية جديدة تحت دعوى التفوق والإنجاز الزائفين.