نور الشريف وفاروق الفيشاوي.. حكايات متشابهة عن المرض والموت وسند شريكة الحياة
لم تقف صداقة نور الشريف وفاروق الفيشاوي عند حدود أفلام قدماها سويًا مثل "السكاكيني" أو"بيت القاضي" أو "عندما يبكي الرجال" أو غيرها، لكنها كانت صداقة وطيدة امتدت إلى باقي أفراد أسرتيهما، وربما تشابهت أقدار كل منهما، سواء في أسباب الوفاة أو قصتهما مع شريك العمر.
السرطان و"السند".. عوامل مشتركة في حياة الفيشاوي ونور
مرض السرطان كان من أبرز العوامل المشتركة بين الثنائي، حيث أصيب الراحل نور الشريف بسرطان الرئة وتوفى بسببه في عام 2015، أيضًا فاروق الفيشاوي أصيب بسرطان العظام، وتوفى بعد معاناة معه لم تدم سوى 9 أشهر، بالرغم من أمله وتفاؤله الذي صاحبه للحظة الأخيرة.
اللحظات الأخيرة في حياة الثنائي ربما جرت وفق ما يتمنى أي شخص، أن يتوفى وسط أحبائه، وأسرته، فبالرغم من بعض الأزمات التي حلت على نور الفيشاوي وأسرته وفاروق الفيشاوي وأسرته أيضًا، إلا أن تلك الأزمات لم تؤثر على حالة الحب التي زُرعت في قلب كل منهم تجاه الأخر.
الفنان نور الشريف الذي ظل طوال حياته متمسكًا بحب عمره ووالده ابنتيه، الفنانة بوسي، قد يكون الأمر تغير في بعض الأوقات وحلت الأزمات محل الاستقرار الأسري، لكنها بالرغم من ذلك لم تقض على الحب القوي بينهما، والترابط الأسري الذي يتمتعان به مع ابنتيهما، فانفصل الثنائي بالفعل لكنها ظلا مترابطان ولم يفترقا، ولم تتأثر صلابة أسرتهما، وبعد إصابة نور بمرض السرطان، لم تترد بوسي في العودة له للوقوف بجانبه في أزمته، تشجيعه على التصدي لها والتغلب عليها.
دعم بوسي وسمية الألفي لزوجيهما
"السند" كان عنوان علاقة نور الشريف وبوسي، فلم يتذكر البعض فترة الفتور القصيرة التي تعرضا لها، لكنهما سرعان ما تجاوزاها، وعادا لما كانا عليه من قبل.. كل منهما سندًا للأخر حتى اللحظات الأخيرة للفنان الراحل.
فكرة السند أيضًا لم تقف عند علاقة نور وبوسي، لكنها امتدت إلى فاروق الفيشاوي وسمية الألفي، التي بالرغم من أن علاقتهما تخللها العديد من الأزمات على مدار أعوام كثيرة، ووصلت إلى حد الطلاق، إلا أن الانفصال لم يؤثر على تلك العلاقة التي على العكس باتت أقوى مما مضى.
أزمات كثيرة مرت بها سمية مع فاروق، لكنها حرصت على ألا تؤثر على علاقة ابنيها بهما، أو قصة الحب والصداقة التي عاشتها مع الفيشاوي، فظلا الصديقين والسند لبعضهما البعض حتى اللحظة الأخيرة.
سمية الألفي عن الفيشاوي: لا يقارن برجل أخر
ربما يتعجب البعض من فكرة الصداقة بعد الانفصال، لكن الحب المتبادل بين الثنائي والذي يظهر بصدق على ملامح كل منهما أو حديثهما، قد يزيل ذلك التعجب، فعندما سُئلت سمية الألفي في أحد الحوارات التلفزيونية عن زوجها السابق وصديقها الحالي، قالت إن فاروق الفيشاوي لا يقارن برجل أخر، وأضافت: "مالوش حل والكتالوج بتاعه متميز ومتفرد"، لافتة إلى أنها لو عاد بها الزمن لم تكن تُقدم على قرار الانفصال، خاصة وأنها كانت صغيرة في تلك الفترة، فكان يجب أن تتحمل أكثر، بحسب قولها.
سمية الألفي لم تترك فاروق الفيشاوي منذ إصابته بمرضه الأخير وظلت مرافقة له في أيامه الأخيرة بالمستشفى وحتى وفاته، وودعته بالدموع والحزن الصادق.