بين عصبية "أمينة خليل" وارتباك "منى زكي".. لماذا تغضب نساء مسلسلات رمضان؟
مسلسل لعبة نيوتن الحلقة 20 حيث أن الرجال غاضبون من النساء، والنساء تنتقمن من الرجال..هذا ما نراه بوضوح في الأيام الأولى من مسلسلات رمضان، وتختلف أسباب الغضب من عمل للأخر، ولا يتوقف الأمر على تفاصيل حبكات الصراع الدرامي فقط، بل داخل كواليس المسلسلات نفسها؛ ففي الأيام الأولى إنتشرت أخبار إنسحاب "أحمد السعدني" و"مصطفى درويش" من مسلسل "كله بالحب"، ولمحت بوستات منسوبة لهما على مواقع التواصل الإجتماعي إلى أن السبب تدخل بطلة العمل "زينة" في تفاصيل العمل، وجاء تتر المسلسل يعرض إسم البطلة بإلحاح وتكرار وخط كبير على حساب باقي أسماء الأبطال، ولا نعرف مصير هذا الصراع وأبعاده، لكن الواضح أن عدد من المسلسلات التي بدأ عرضها قبل أيام حمل كثير من ملامح الغضب بين الرجل والمرأة.
الإنتقام داخل الحارة وداخل القصر!
في الحلقات الأولى فرضت بعض الشخصيات النسائية حكاياتها؛ فالمرأة محور عدد كبير من المسلسلات، وتقود حبكتها الدرامية وتوجه أحداثها، وتحمل عناوين بعض المسلسلات أسماء شخصيات نسوية صريحة؛ مثل "زيزي-أمينة خليل" في "خلي بالك من زيزي"، و"غزال-غادة عبد الرازق" في "لحم غزال"، وربما لا تحمل مسلسلات مثل "قصر النيل" اسم البطلة لكن الحدوتة التي تضم شخصيات كثيرة تتحكم فيها شخصية البطلة "كاميليا-دينا الشربيني"، وهى إمرأة تزوجت مؤخراً العم العجوز لعائلة ثرية تُعاني أزمات مادية خلال حقبة الستينيات، ونعرف أنها تُخطط للإنتقام من العائلة التي كان والدها يعمل في واحدة من شركات الأب الراحل.
المسلسل من النوعية التي تتصدر البطلة الغامضة "كاميليا-دينا الشربيني" الأحداث بتكتيكات الإنتقام الذكية، والتعبيرات الساخرة التي تؤكد ثقتها المُفرطة في نفسها، وإستمتاعها بتنفيذ خطتها للإنتقام من عائلة الباشوات والهوانم، وبشكل خاص "نبيل-نبيل عيسى" وزوجته المُتغطرسة "ريهام عبد الغفور".
مسلسل لعبة نيوتن الحلقة 21 حيث تيمة الإنتقام تُسيطر على الحلقات الأولى بتنويعات مُختلفة، منها الإنتقام الذي يستلزم خطة طويلة، وهو أمر مُفيد لحشو 30 حلقة، ولهذا لا تبدو مُهمة "غادة عبد الرازق" سهلة؛ فهي تبحث عن إبنها الغائب "كريم"، ومن أجل الوصول إلى مكانه تزرع نفسها بطريقة بوليسية داخل سوق لبيع اللحوم، وتجلس بصحبة "شوق-مي سليم" داخل السوق لبيع الكوارع أمام محلات كبير السوق الحاج "مأمون-أحمد خليل"، وإختيار المكان له علاقة بالرغبة في التسلل لعالم الحاج مأمون الملىء بالمشاكل والصراعات والأسرار، وبإستثناء بعض الإثارة في نهاية الحلقة الأولى، نتابع مطًا وتطويلًا في مشاهد "غادة عبد الرازق"، ومنها مشاهد صامتة لا تستلزم كل هذا التأمل أو الموسيقى الحزينة، ويحمل المسلسل ملامح الدراما الشعبية البعيدة عن عالم القصور والباشوات التي يُقدمها مسلسل "قصر النيل".
صراع الأزواج!
في مسلسل أخر هو "خلي بالك من زيزي" تأتي البطلة من الطبقة المتوسطة البعيدة عن التيمات الشعبية أو الأرستقراطية، ولا نرى البطلة غامضة تكتم غضبها تحت قناع الغموض أو المسكنة، بل نرى البطلة تنطلق في غضبها وعصبيتها دون سيطرة على إنفعالاتها، وتقوم "أمينة خليل" بشخصية "زيزي" وهى زوجة شابة تُعاني من عصبية مُفرطة، وتزيد من عصبيتها الفشل المُتكرر في الإنجاب بوسائل طبية، وحينما يطلب زوجها الإنفصال، فهى تقوم بضربه على رأسه بأباجورة وتُهشم زجاج سيارته، وتبدأ رحلة الطلاق بينهما من خلال صراع يقوده محامي كل منهما، وداخل العمل تيمة أخرى عن غضب المرأة من زوجها، وتُجسدها شخصية شقيقة المحامي "محمد ممدوح"، التي ترغب في الإنتقال من المنصورة إلى القاهرة بعيداً عن حماتها التي تُسيطر على حياتها. رغم أن العمل ينتمي للكوميديا الخفيفة، لكنه يميل في نهاية بعض الحلقات للميلودراما خاصة في مشاهد من نوعية توهان ابنة أخت المحامي في محطة القطار، والحوار بين البطلة وزوجها من خلف الباب المُغلق، وغبى مستوى الأداء لا تًسيطر "أمينة خليل" على أدائها العصبي الذي يميل للمُبالغة.
عمل أخر يبدأ بغضب نسائي من نوع أخر هو "لعبة نيوتن"، وهو عمل يبدو بسيطاً في حكايته، ولكنه يتطور مع كل حلقة، ويبدأ في أولى حلقاته برسم شخصية زوجة حامل ضعيفة الشخصية تخطط مع زوجها للإنجاب في أمريكا، وذلك أثناء وجودها هناك في رحلة تابعة للعمل، وتستغل عدم ظهور ملامح الحمل بوضوح عليها لتقوم بهذه الرحلة، ولكن تلك التفاصيل تتوارى خلف رغبة الزوجة في الخروج من تسلط وسيطرة زوجها الذي يُعاملها مثل طفلة لا تستطيع التصرف بدونه، وتكون الرحلة وتخلف الزوجة عن العودة بصحبة زملائها بداية مُحاولة إمرأة الإعتماد على نفسها بعيداً عن سيطرة الزوج.
حروب عائلية!
يبدو أن هناك تيمة مُفضلة تقفز في ذهن كل مؤلف يشرع في كتابة مسلسل بطلته إمرأة، وهى تيمة صراع المرأة والرجل، ويُمكن أن نزيد عليها تيمة الإنتقام، وسيُقابلنا غضب المرأة ممكن حولها في تلك النوعية من الأعمال، وهى قد تتفاوت في جودتها من ناحية الصياغة الدرامية وفنيات الإخراج والأداء، ولكنها تظل مُكررة وتحصر بطولات المرأة داخل إطار درامي محدود، وهناك نماذج درامية أخرى لا تسير على نفس المنوال تماماً؛ منها مسلسل "ضد الكسر" الذي يبدأ بالبطلة "نيللى كريم" غارقة في دمائها في منزلها، وبعد نقلها للمستشفى تبدأ تحقيقات الشرطة للكشف عن هوية الشخص الذي حاول قتلها، ولا زلنا نُتابع خلال الحلقات الأولى تفاصيل عن الشخصيات التي تُحيط بالبطلة وتشك بها الشرطة، ومنها زوج البطلة وشقيقتها، وهناك الحرب الأهلية التي تعيشها "يسرا" مع أهلها، وأظن صُناع العمل يقصدون الحرب العائلية التي تتعرض لها البطلة من أفراد عائلتها.