القيادية والمبتعثة الإماراتية ليلى فريدون لـ"هي": التكنولوجيا مكّنتنا من التعايش مع الظرف الاستثنائي
مدى استعداد الحكومات والمؤسسات الحالية للتكيف مع التحول الرقمي للثورة الصناعية الرابعة هو عنوان أطروحة ليلى محمد فريدون طالبة الدكتوراه الإماراتية المبتعثة في جامعة King’s College London في دراسة علوم الحاسب الآلي. دراستها العليا للتحول الرقمي، ما هي إلا تتويج لرحلتها المهنية والأدوار والمناصب التي تقلدتها، وأبرزها منصب مديرة تنفيذية لمكتب المدير العام لهيئة الطرق والمواصلات في دبي الذي يشكل نقلة نوعية في حياتها، لكونها من الإماراتيات المتميزات بتقلد هذا المنصب الذي كان حكرا على العنصر الذكوري.
تؤمن ليلى بأن الابتكار هو الأداة الأساسية لاستمرار الأعمال، وقد حصلت على لقب سفيرة النوايا الحسنة ،لجهودها التطوعية، وخاصة في مجال تنمية الشباب، وأيضا جائزة الشرق الأوسط للتميز ال 14 للقيادات من معهد جائزة الشرق الأوسط للتميز عام 2014 لكونها من الأشخاص المؤثرين.
صفات المرأة القيادية لرياده الأعمال: الذكاء العاطفي والسياسي وإدارة المشاريع والاتصال الفعال والسياسي والثقة والتمكين
التكنولوجيا اليوم العصب النابض والمسير لحياتنا، لكنها سلاح ذو حدين في الوقت ذاته، كيف نوظفها إيجابيا دون إدمانها؟
للتكنولوجيا إيجابيات متعددة كفيلة بتوفير الوقت والجهد، والتعلم والعمل عن بُعد والتواصل الاجتماعي، مع مراعاة عدم الإفراط في استخدامها والمحافظة على الخصوصية.
كيف نجحت التكنولوجيا في إنعاش العالم واستمراره في ظل جائحة كورونا؟
كانت وسيلة ممتازة خففت من وطأة الحجر الصحي، ومكنتنا من التعايش مع الظرف الاستثنائي، والتأقلم مع الوضع والتواصل مع العالم الخارجي من خلال إتاحة العمل من المنزل، والحصول على التشخيص الطبي عن بُعد وممارسة الرياضة والترفيه عبر تطبيقاتها.
تمتلكين علامة فارقة في مجال إدارة المشاريع في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتتسلحين بخبرة واسعة في مجال الابتكار. كيف تمكنتِ من توظيفها في جوانب الحياة؟ وأي المجالات الأفضل للعمل بها اليوم؟
استفدت شخصيا من هذه المهارة في حياتي في إدارة مشاريعي العملية والشخصية. إدارة المشاريع منظومة إدارية مهمة لجميع الشركات والمؤسسات في جميع المجالات بلا استثناء.
الابتكار هو الأداة الأساسية لاستمرار الأعمال، كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، "الابتكار اليوم ليس خيارا، بل ضرورة، وليس ثقافة عامة بل أسلوب عمل". تتنافس جميع الشركات الكبرى في مجال الابتكار الذي أصبح من المهارات والجدارات القيادية لإدارة الأعمال، فالعالم يشهد اختراعات عديدة لم نحلم بها من قبل، وأدت إلى تغييرات جذرية في حياتنا.
"هكذا وجدت جانبي المشرق" يقدم كتابي، خريطة طريق لاكتشاف الذات وكيف نعيش الحياة التي نريدها بناء على تجاربي الشخصية الحياتية والعملية. وهو خطوات عملية للقارئ ليتعرف إلى نفسه بعمق
كيف تجدين استعداد الحكومات والمؤسسات للتعامل والتكيف مع التحول الرقمي الجديد؟
تتسابق الحكومات اليوم في تعزيز مكانتها على الخريطة العالمية في التحول الرقمي لمواجهة تحديات المستقبل، وتطويع التقنيات والأدوات التي توفرها الثورة الصناعية الرابعة لخدمة المجتمع وتحقيق السعادة والرفاه لأفرادها، ومن ثم تحقيق اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية التي تدمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية.
وهناك العديد من التحديات وشح في الموارد البشرية المتخصصة في مجال إدارة البيانات الضخمة، والتي تعد المحرك الأساسي للثورة الرقمية. يحتاج التحول الرقمي إلى تغيير جذري في البيئة الداخلية، وخاصة النماذج الإدارية، وأسلوب الإدارة، فلم تعد النماذج الإدارية التقليدية مفيدة في عصر الاقتصاد الرقمي، بل تشكل عائقا أساسيا في التحول الرقمي.
ماذا عن الثورة الصناعية الرابعة عنوان أطروحتك في جامعة "كنجز كولج لندن”؟
غيرت الثورة الرقمية، أو ما يسمى الثورة الصناعية الرابعة اليوم وبشكل أساسي الطريقة التي نعيش ونعمل بها، ويرتبط بعضنا بالبعض الآخر بها.
ما يميز هذه الثورة أن حجم التحوُّل ونطاقه وتعقيداته مختلف عما شهدته البشرية من قبل، كما أنها تخترق معظم المجالات بتكنولوجيا ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، والمركبات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، وعلم المواد، والحوسبة الكمومية، وسلسلة الكتل Blockchain، وغيرها، والتي تفتح اليوم الأبواب أمام احتمالات لا محدودة تطمس الخطوط الفاصلة بين المجالات المادية والرقمية والبيولوجية. وهو ما له آثار اقتصادية واجتماعية كبيرة.
كيف وجدت الثورة الرقمية في الغرب؟ وما الذي يميزها عن تجربة الشرق الأوسط؟
طبعا نشأت الثورة الرقمية، وانطلقت من الغرب، لكن يعتمد التقدم في الثورة الرقمية على الاقتصاد بوجه عام. فالدول ذات الاقتصاد المتطور لديها إمكانات أفضل من الاقتصادات الناشئة، لكنها ليست بالضرورة سهلة التحقيق، فالتحول يحتاج إلى تغييرات جذرية في السياسات والقوانين والنماذج الإدارية، والتي تعتبر صعبة في الغرب ومكلفة جدا، وخاصة للمؤسسات القديمة والحكومات البيروقراطية.
وهو ما يتيح للاقتصادات الناشئة بناء كيانات اقتصادية جديدة متناسبة مع التحول الرقمي وبتكلفة أقل من الدول المتقدمة. لكن التحدي الأساسي هو توفر الخبرات الإدارية والتقنية المناسبة.
تقلدت مناصب عديدة بحكم تخصصك المهني، أهمها منصب مديرة تنفيذية لمكتب المدير العام لهيئة الطرق والمواصلات في دبي. كيف وجدت المهمة وحجم الدور الذي هو في العادة حكر على الرجل؟
يعتبر عملي في هيئة الطرق والمواصلات بمنزلة نقلة نوعية، حيث انتقلت من المسار التقني إلى المسار الإداري، كانت تجربة مميزة جدا وممتعة ومليئة بالتحديات، تعلمت من خلالها العديد من المهارات القيادية، مثل اتخاذ القرار والإشراف، إدارة فرق العمل، والتواصل الفعال، والتفكير الاستراتيجي، والابتكار، واستشراف المستقبل، والتعليم، والنزاهة الادارية. واستطعت تطوير هذه المهارات مع الوقت والخبرة، حتى أصبحت أكثر قدرة على اتخاذ القرارات، وتنفيذ المشاريع وإدارة العمل.
ويكتشف طاقاته الكبيرة الكامنة فيه ثم ينطلق لتحقيق أهدافه وأحلامه في الحياة.
ما التحديات التي واجهتك باعتبارك امرأة إماراتية في قطاع يغلبه العنصر الذكوري؟
بصراحة أعتبر نفسي محظوظة، لأن دولة الإمارات تؤمن بدور المرأة وتدعمها، فالمرأة اليوم تتواجد في المناصب والأدوار القيادية، وتشارك أخاها الرجل في قيادة النهضة في دولة الإمارات.
ما رأيك بالتجربة الإماراتية وتمكين المرأة؟ وهل حققت المرأة اليوم طموحاتها وأثبتت دورها الريادي عربيا وعالميا؟
كل الشكر لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة العليا لمؤسسة التنمية الأسرية، لدعمها اللامحدود للمرأة الإماراتية، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات. أعتز بكوني امرأة إماراتية، وأعتبر التجربة الإماراتية في مجال تمكين وتعزيز حضور المرأة نموذجا عربيا مشرفا قابلا للمحاكاة من الدول العربيةوالأجنبية، وأستطيع القول بناء على مساهماتي ومشاركاتي في العديد من المؤتمرات العالمية، بأن المرأة الإماراتية اليوم تتحدث عن إنجازاتنا في المناصب والأدوار القيادية، وتشارك أخاها الرجل في قيادة النهضة في دولة الإمارات والمساهمة عالميا في تثقيف نساء العالم عن كيفية تحقيق أحلامهن.