افتتاح الجناح السوري في إكسبو 2020 دبي
تم افتتاح الرسمي للجناح السوري يوم أمس ، وذلك بحضور معالي وزير الإقتصاد السوري الدكتور محمد سامر الخليل الذي دشن افتتاح الجناح رسمياً ، وسعادة السفير الدكتور غسان عباس، سفير الجمهورية العربية السورية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمفوّض العام للجناح، والمهندس المعماري السيد خالد شمعة مصمّم ومدير الجناح إضافة إلى العديد من الشخصيات الرسمية الأخرى وكبار الحضور.
تأتي مشاركة الجمهورية العربية السورية تحت شعار "معاً المستقبل لنا" لتعكس صورة التاريخ والثقافة والفنون والاقتصاد السوري، حيث سيتم التركيز فيها بشكل أساسي على تقديم سورية كعنصر فاعل ومؤثر في تاريخ وثقافة وفنون واقتصاد العالم، كما تهدف المشاركة إلى مد جسور من التعاون المثمر مع الجهات المشاركة والزائرة لهذا المعرض العالمي المهم خاصةً أنه سيجمع 192 بلد للعمل من أجل مستقبل أفضل.
وسيكون جناح سورية في إكسبو 2020 دبي نافذة تعرض حضارة ثرية ساهمت بإرساء الأسس التي تربط عالمنا المعاصر، وتسعى لأن تنهض من جديد وتطالب بمكانتها في العالم. كل هذا يجعل الإنسان السوري مثالاً حقيقياً يجسّد موضوع "تواصل العقول وصنع المستقبل" الذي اتخذه معرض إكسبو 2020 دبي شعاراً له.
وفي هذه المناسبة قال معالي وزير الاقتصاد الدكتور محمد:" يشرفنا اليوم أن نتواجد على أرض الإمارات العربية المتحدة للإحتفال بحدث عالمي ضخم يترقبه العالم على أحر من الجمر، ونريد أن نشكر حكومة الإمارات على حسن الضيافة والتنظيم المتميز الذي شهدناه. سيصحب الجناح السوري زواره في رحلة لاكتشاف عراقة الماضي وتاريخ بلدنا وحضاراتها المتنوعة على مر السنين، ولتحفيز الأفكار الجديدة من أجل إعادة ابتكار عالمنا، ونحن على ثقة تامة بأن إكسبو 2020 دبي سيكون بوابة الإبداع والنجاح و فرصة لنا ولجميع المشاركين نسعى من خلالها لخلق تأثير إيجابي في مستقبل البشرية".
كما أشاد سعادة السفير غسان عباس المفوض العام لجناح سورية قائلاً:" أود أولاً بالنيابة عن فريق عمل جناح الجمهورية العربية السورية أن أهنئ دولة الإمارات العربية المتحدة والشعب الإماراتي على استضافة معرض إكسبو الدولي للمرة الأولى في المنطقة، ونحن على قناعة كاملة بأن هذا المعرض سيشهد نجاحاً منقطع النظير. نسعى لأن تكون مشاركتنا في إكسبو 2020 دبي إضافة متميزة لهذا المعرض الدولي الهام تعكس الصورة الحضارية للثقافة السورية وللشعب السوري بجميع مكوناته. نرى في هذه المشاركة فرصة لنعزز حضورنا على الساحة الدولية من خلال تواصلنا مع زوار من جميع أنحاء العالم خلال فترة المعرض“.
سيتمكن زوار الجناح من رؤية نسخة طبق الأصل عن أبجدية أوغاريت، المتفق على أنها أول أبجدية في التاريخ تعود لحوالي العام ١٤٠٠ قبل الميلاد، وسيتعرفون على مراحل تطور الكتابة والأبجدية في مناطق متعددة من سورية، وكيفية تأثير هذه الأبجدية في العالم وصولاً إلى اللغة العربية التي أثرت في العديد من لغات العالم، ويمكن للزوار قراءة كلمات بلغاتهم ذات أصل عربي، في إشارة إلى أن ما يجمعنا كبشر، أكثر بكثير مما يفرقنا.
في محطة أخرى يركز الجناح على تطور المجتمعات الزراعية الأولى في سورية والتي يؤرخها الباحثون بحدود ١٥٠٠٠ عام قبل الميلاد، والتي كان لها دور في تطوير تقنيات مبكرة للعد والتسجيل تسبق الكتابة عن طريق رقم طينية تسمى "التوكنز" وهي الأساس التي بني عليه اقتصاد العصر البرونزي وما تبعه من حضارات. في هذه المحطة أيضاً سيتمكن الزوار من المشاركة في عمل فني تفاعلي يكون زوار الجناح جزءاً منه، ويرمز إلى رؤية الفنان عن العلاقة العضوية بين الطبيعة والإنسان.
بعد ذلك، سيتعرف الزوار على أقدم تدوين موسيقي مكتشف في العالم، وسيشاركون من خلال تجربة تفاعلية بالفيديو والصوت والضوء في عزف وغناء هذه المقطوعة التي كتبت في أوغاريت منذ حوالي ٣٥٠٠ عام، وترمز هذه المحطة إلى التخاطب مع زوارنا من جميع أنحاء العالم بلغة عالمية موحدة هي الموسيقا التي تربطنا جميعاً.
يستضيف الجناح أيضاً معرضاً جماعياً لرسامين سوريين موضوعه "أنا السوري" حيث تمثل كل لوحة معروض وجهاً من سورية، وترتكز فكرة المعرض على أن كل إنسان سوري هو جزء من الوعي الجماعي بأننا جميعا متشابهون ومترابطون وبأننا معاً سنبني مستقبلاً أكثر إشراقاً لسورية والعالم.
كل وجه على حدة سيروي قصة فردية ولكن جميع الوجوه معاً تقدّم صورة متكاملة عمّن هم السوريون للعالم أجمع. من خلال المعرض سيقوم كل فنان بإعادة التفكير وإعادة صياغة مفهومنا عن الشخصية الفردية والشخصية الإنسانية بعيداً عن التحيزات والانتماءات الضيقة. سيقوم الفنانون بتوقيع جميع اللوحات بإمضاء واحد هو "أنا السوري" تعبيراً عن ذوبان الأنا الفردية لصالح الجماعة.
وفي نهاية الجولة يستقبل الجناح زواره في مساحة تعبر عن سورية والسوريين بكلماتهم وصورهم حيث أطلقت إدارة الجناح مبادرة خلال التصميم شارك فيها ما يزيد عن ١٥٠٠ مواطن سوري من داخل وخارج سورية، شاركونا رسائلهم إلى العالم من خلال رقم خشبية تشبه تلك التي وجدها المنقبون في أرجاء سورية، وستكون هذه المحطة لوحة رائعة معبرة عن مشاعر السوريين جميعاً وطموحاتهم ورؤيتهم للمستقبل.