نصائح طبية لرعاية الطفل مريض السكري
رعاية الطفل مريض السكري مسؤولية كبيرة، تستوجب احاطة القائم على رعايته بكل ما يتعلق بالرعاية الصحية الكاملة لمريض السكر، ولذلك يجب على القائمين على رعاية الطفل مريض السكري استشارة الطبيب بشأن رعايته رعاية دقيقة لوقايته من التعرض لأي مضاعفات خطيرة تترتب على الجهل بالتعامل معه.
نصائح طبية لرعاية الطفل مريض السكري
تمثل مسألة رعاية طفل مصاب بمرض السكري مسؤولية كبيرة تتطلب معلومات كافية ووافية عن هذا المرض، ودراية واسعة بأفضل وسائل العناية به، والإلمام كلياً بالمحظورات.
ولابد لنا من إدراك أن رعاية طفلٍ مصابٍ بالسكري تتطلب جهداً إضافياً لينعم دائماً بالراحة، وليكون محمياً من أي مضاعفات هو بغنى عنها.
من أجل ذلك يقدم الدكتور شريف الريفي استشاري طب الأطفال ورئيس قسم السكري والغدد الصماء لدى الأطفال في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، نصائح طبية مهمة حول رعاية طفل مصاب بمرض السكري.
اتباع نمط حياة صحي والاستعداد الدائم للحالات الطارئة
على الرغم من أن تعريف مرض السكري هو واحد بالنسبة لجميع المرضى، إلا أن حالة كل مريض تختلف عن الآخر تبعاً لظروفه البدنية والصحية واستجابة جسمه للمرض بحد ذاته. لذلك يتعين علينا دائماً معرفة حالة طفلنا بدقة متناهية، والاستفسار من مقدم الرعاية المختص عن وتيرة جرعات الأنسولين والإجراءات الواجب اتخاذها في الحالات الطارئة.
فبحسب د.الريفي، فإن بعض الأطفال المصابين بالسكري يتبعون وتيرة يومية معينة لفحص مستوى السكر في دمهم. ويقومون بذلك عبر استخدام جهاز مراقبة سكر الدم المستمر أو عبر مقياس وخز الإصبع التقليدي. ويكون في العادة الأطفال المصابون بالسكري على دراية بطريقة، وموعد فحص سكر دمهم، إلا أنه يجب تذكيرهم عند الضرورة.
وتتوفر أجهزة مراقبة سكر الدم المستمر القابلة للاتصال بالهواتف المتحركة للوالدين، إذ تمنحهم القدرة على مراقبة المعلومات الصادرة عن الجهاز حول مستويات السكر في دم طفلهم. وتساعدهم هذه الأجهزة في مراقبة حالة طفلهم باستمرار والاستجابة سريعاً لأي طارئ مفاجئ.
تجنب التعرض لأشعة الشمس
إن الحصول على الحماية من حرارة الصيف مسألة في غاية الأهمية للجميع، وينطبق هذا الأمر على الأطفال المصابين بالسكري أيضاً، نظراً لأن التعرض الزائد لأشعة الشمس يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم لديهم.
فإذا كان الأطفال يستمتعون بوقتهم في الهواء الطلق، يجب تشجيعهم على اللعب في المناطق المظللة، وتجنب الخروج في أوقات ذروة الحر خلال اليوم، وضمان استخدام واقيات الشمس باستمرار، وتذكيرهم بتناول الماء، وتشجيعهم على ارتداء ملابس تحميهم من أشعة الشمس وقبعة لحماية رأسهم.
تناول الوجبات الخفيفة الصحية
إن تناول المأكولات الصحية يساعد في السيطرة على مستويات السكر في الدم بسهولة أكبر، لاسيما وأنه بصرف النظر عما يأكله الطفل، فإن الطعام سيرفع سكر دمه بشكل مباشر، لذلك فإن الفواكه مثل البرتقال والتوت الأحمر والأفوكادو والتفاح والبطيخ والتوت الأسود تعتبر خيارات مثالية.
وعلى أي حال، لا يعني ذلك منع الأطفال من تناول الحلويات، فإن هذا الوقت مخصص لاستمتاعهم، والطعام المحبب على قلوبهم جزء من متعتهم هذه، لذلك يمكنهم تناول الحلويات طالما بقيت مستويات السكر في دمهم ضمن النطاق الصحي، ويتعين التحقق من حاجتهم لجرعة أنسولين إضافية إذا اقتضت الحاجة.
تشجيع الأطفال على ممارسة النشاط البدني
لا يمكن أبداً تجاهل أهمية وفوائد النشاط البدني، لاسيما لمرضى السكري. فيمكن للرياضة مساعدتهم على ضبط مستويات سكر الدم، وتعزيز حساسية خلاياهم للأنسولين، الأمر الذي يدعم قدرتهم على مواجهة مقاومة الأنسولين.
إلا أنه يجب أولاً التحقق من قدرة الطفل على ممارسة النشاط البدني تجنباً لتخطيه حدود قدراته. كما يجب مراقبة كمية الكربوهيدرات التي يتناولها وجرعات الأنسولين لديه في حال إجهاد نفسه وتعديلها حسب الحاجة.
ونظراً لحرارة الطقس المرتفعة، من المفضل حث الأطفال على ممارسة نشاطاتهم واللعب داخل المنزل. فهنالك العديد من النشاطات التي يمكن لهم القيام بها في الداخل، مثل لعب الغميضة والرقص وغير ذلك من النشاطات المسلية.
الحديث مع الطفل لمساعدته على تخطي مخاوفه
ثمة العديد من الأمور التي يمكن القيام بها لضمان سلامة الطفل وراحته، إلا أنه من المهم منحه فسحة للتعبير عن مخاوفه بأريحية، ومناقشة أي أمر يشغل باله، ويمكن أن يساعد في ذلك سؤاله عن حاله بين الحين والآخر، وتشجيعه على التحدث، والاستماع له والاستعداد دائماً لمساعدته.
وأخيراً، فإن من حق جميع الأطفال دون استثناء الاستمتاع بطفولتهم إلى أقصى الحدود. لكن إذا راودتكم أي شكوك حول حالة الطفل أو عند تعرضه لوضع طارئ، لا تترددوا بالاتصال بمقدمي رعايته الصحية للحصول على النصيحة المثلى.