للوالدين : احذرا تربية الأطفال تربية مزدوجة !
إن الطرق و الأساليب الصحيحة في تربية الأبناء هي أساس تكوين ملامح شخصياتهم، و كلما التزم الوالدين باتباع الأساليب التربوية الصحيحة كلما انعكس ذلك بشكل إيجابي على الأبناء، و لكن للأسف هناك العديد من التصرفات و السلوكيات التي قد تصدر من الوالدين في تربية أبنائهم دون أن يدركوا بأنهم قد اتبعوا اسلوبا تربويا يتسم بالتضارب و الازدواجية، ما يخلق بداخل نفوس الأبناء صراعا مزدوجا يؤثر على الثقة الكافية في أنفسهم، و خلق شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل و التواصل مع الآخرين مستقبلا.
بهذه الطرق ستجعلين اطفالك اكثر ايجابية
و من أبرز الأساليب التربوية المتضاربة و المزدوجة ، الأساليب التالية :
الاختلاف بين الوالدين
ان الاختلاف بين الوالدين في التربية له الكثير من الانعكاسات السلبية على المدى البعيد في شخصيات الابناء، حيث أن تعامل الأب بأسلوب معين مع الأبناء كالعقاب مثلا بحرمانهم شيئا معينا و تأتي الأم و تحث على عدم تنفيذ ذلك الحرمان أو تقوم بالعكس، و خاصة في حالة عدم الاتفاق بين الأبوين في أسلوب تربية الابناء أو كثرة المشاكل بين الشريكين و التفكك الأسري، و غيرها من الحالات ستنعكس على نفسيات الأبناء و تؤثر على سلوكياتهم مستقبلا.
و تظهر آثار ذلك جليا في السلوكيات التي يكتسبها الأطفال، و منها الكذب و التحايل و التمويه و عدم تكوين علاقات إيجابية مع الآخرين سواء على المستوى الأسري أو خارجه، فضلا عن زعزعة الثقة بأنفسهم.
الخرس الاختياري لدى الاطفال: اسباب و تشخيص و علاج
التناقض في سلوكيات و تصرفات الوالدين
ان مطالبة الطفل بأداء سلوكيات و تصرفات معينة، بينما يتصرف الوالدين بشكل نقيض لهذه السلوكيات و التصرفات سينعكس على شخصيته الحالية و المستقبلية بشكل كبير، و من ذلك أن يقتحم أحد الوالدين غرفة الطفل ليرى ما يفعل، ثم يطلب منه أن يدق باب الغرفة قبل أن يدخل عليه، فكيف نريد من أطفالنا الاستئذان و نحن لا نفعل ذلك معهم، و قد يُطلب من الطفل ألا يرفع صوته أو يصرخ حين يتكلم، و تأتي الأم و لا تجد طريقة لترهيب صغارها سوى الصراخ عليهم.
و يجب أن يدرك الوالدين أن الأسلوب التربوي و التوجيهي للأبناء يعتمد في المقام الأول على وجودهم كقدوة في حياة أبنائهم، و لن يلتزم الطفل بأي سلوك مهما كان طالما غابت القدوة من أمام عينيه، و سيخلق ذلك صراعات نفسية بداخل الطفل ستنشيء مستقبلا شخصية ضعيفة و عديمة الثقة في الآخرين.
التذبذب في المعاملة
التذبذب في المعاملة يعني عدم استقرار الأب أو الأم من حيث استخدام أساليب الثواب و العقاب، فيعاقب الطفل على سلوك معين مرة و يثاب على نفس السلوك مرة أخرى، فمثلا عندما يسب الطفل أمه او أباه نجد الوالدين يضحكان له و يبديان سرورهما، بينما لو فعل ذلك أمام الضيوف فيجد أنواعاً من العقاب النفسي و البدني، فيكون الطفل في حيرة من أمره لا يعرف هل هو على صح ام على خطأ فمرة يثيبانه على السلوك و مرة يعاقبانه على نفس السلوك.
و غالبا ما يترتب على اتباع ذلك الأسلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين، و حتى عندما يكبر هذا الطفل و يتزوج تكون معاملة زوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها برفق و حنان تارة، و تارة يكون قاسيا بدون أي مبرر، و قد يكون في أسرته في غاية البخل و دائم التكشير أما مع أصدقائه فيكون شخصا اخر كريما متسامحا ضاحكا مبتسما.