كيف تديرين وقتك بشكل فعال.. نصائح من اخصائية لتطوير نفسك
ربما تكون إدارة الوقت العنصر الأكثر تجاهلًا لنمط حياة متوازن وصحي. في علم النفس، من المعروف أن المرأة التي تتقّن مهارة إدارة الوقت تكون أقل عرضة للتوتر والقلق، والاكتئاب، والإرهاق، وتعيش حياة متوازنة وتشعر بالسعادة.
في هذا الاطار، تقول د. سينتيا روكز Cynthia Roukoz أخصائية نفسية مختصة بأمراض الجهاز العصبيneuropsychologist في American Wellness Center في مدينة دبي الطبية، إن أحد أفضل تعريفات "الإجهاد" stress هو التصور بأن المطلوب منكِ أكبر مما يمكنك تحقيقه فعلياً.
في حال كنتِ غير منظمة، أو إذا كنتِ تخططين باستمرار لأعمال تفوق طاقتكِ وقدراتكِ، فمن المرجح أنكِ ستشعرين بدرجة عالية من التوتر.
تفسّر د. روكز أنّه عندما تُعاني المرأة من ضعف في إدارة وقتها، يراودها شعور مُزمن "بضغط الوقت"، ويتحوّل بمرور الوقت، الى شعور ضار للغاية وينعكس على رفاهيتها وصحتها النفسية.
ودعمًا لمسيرة المرأة المستمرة في تطوير الذات، تشاركنا د. روكز بأهم الخطوات لتحسين إدارة الوقت، حيث تعتبر أنه يجب تطبيق هذه المهارات يوميًا، خاصة المرأة الت تحاول التوفيق بين وظيفتها، وحياتها الأسرية، وحياتها الاجتماعية، وأوقات فراغها.
خطوات أساسية لإدارة فعالة للوقت
ضعي قائمة بكل ما تريدين القيام به أو إنجازه في اليوم التالي
من المستحسن وضع القائمة في وقت سابق. سيسمح لكِ هذا بتطبيق ما يُعرف بـ"السلوكيات الموجهة نحو الهدف" goal-directed behaviors. خلافا لذلك، قد تركزين على أي مهمة تظهر فجأة، فتهملين إكمال المهام التي وضعتها سابقًا.
حددي أولوياتكِ حسب الأهمية والعجلة
يمكن تحديد العمل الذي تقومين به على أنه "عاجل" Urgent ولكنه ليس "مهم" Important. على سبيل المثال، يمكن أن يكون إرسال دعوة بالبريد الإلكتروني لحفل تستضيفينه "عاجلاً" إذا كان الحفل قريب، ولكنه ليس "مهمًا". من ناحية أخرى، يمكن تصنيف تحديد موعد مع طبيب الأطفال لإبنكِ على أنه "هام" و"عاجل". سيسمح لك هذا التصنيف بتحديد أولوياتكِ على القائمة التي وضعتها من 1 إلى 20 على سبيل المثال. يمنحك إعطاء الأولوية لأهمية كل عنصر فرصة للتفكير فيما هو مهم حقًا بالنسبة لكِ.
حددي الوقت المطلوب لكل عنصر ودونيه على القائمة الخاصة بك
من المهم أن تدربي نفسكِ على تقدير الوقت المطلوب لإكمال المهام المختلفة حيث سيسمح لك ذلك بالتخطيط بشكل مناسب في المرة القادمة. اسألي نفسكِ دائمًا: "هل أستطيع القيام بكل هذه المهام في الوقت المخصص لها؟". إذا كانت الإجابة "نعم"، فأنتِ إذا جاهزة للمضي قدمًا، وإذا كانت الإجابة "كلا"، فقومي بمراجعة خطتكِ.
إذا كانت الإجابة على السؤال الذي طرحتيه "كلا"
قومي بتأجيل المهمة المُصنفّة على أنّها من بين أقل أولوياتكِ (العنصر الأخير في القائمة، المصنف على أنه ليس عاجلاً وليس مهمًا) إلى اليوم التالي.
وتختم د. روكز قائلة: "ضعي في اعتباركِ أن الأمر الأهم هو معرفة حدودكِ واحترامها مع الحفاظ على حديث إيجابي مع النفس. لا تلومي نفسكِ أبدًا لعدم قدرتك على إنجاز جميع المهام الموجودة في قائمكِ. على العكس، إعترفي بنجاح المهام التي تمكنتِ من تحقيقها وكافئي نفسك على ذلك. إدارة الوقت تشبه تمامًا تحديد المكان الذي تريدين الذهاب إليه، قبل ركوب سيارتكِ ومغادرة المنزل. هل سبق لكِ أن خرجتي من منزلكٍ وركبتي سيارتكِ وبدأتي في القيادة دون تحديد وجهتكِ؟ في هذه الحالة، سيضيع وقتكِ في القيادة، دون معرفة إلى أين تذهبين، وسينتهي يومكِ بقليل من الرضا. هذا تماما ما يحدث عندما لا نطبق تقنيات إدارة الوقت المناسبة في حياتنا اليومية. نضيع في مجموعة من المهام التي يتعين علينا القيام بها وينتهي بنا الأمر إلى إضاعة الوقت، مع القليل من الإنجازات. خططي لمساركِ واستمتعي بالرحلة، سيتيح لك ذلك الشعور بالنجاح والإنجاز".