كبرياء النفس سلاح ذو حدين ولكن كيف تستغليه لصالحك
كبرياء النفس، كلمة قد تقودكِ للوهلة الأولى إلى معاني السيطرة والغرور والعظمة الذائفة، بل قد يختلط عليكِ صفة كبرياء النفس مع معايير متنوعة ربما تجعلُكِ تُسيئين فهم من يتصف بها.
وبما أننا نهتم عزيزتي بالجوانب التي تُطور من شخصيتك، وتنمي ذاتك، وقُدراتك ومهاراتك، ونُحفزك لما هو أفضل، وجب علينا أن نتحدث معكِ عن صفة قد تبدو مزعجة للبعض ولكنها سلاح العزة والكرامة للبعض الآخر.
وعلى الرغم من أن كبرياء النفس سلاح ذو حدين، إلا أنه وُصف من قبل خبراء تطوير الذات بأنه حصن الأمان للنساء أكثر من الرجال، ورمز قوتها لحمايتها من صعوبات الحياة في المجمل العام.
من هذا المنطلق، دعينا نتطرق إلى مفهوم كبرياء النفس وكيف يُمكنك استغلاله لصالحك،من أجل تعزيز ثقتك بنفسك وتطوير ذاتك في كافة أمور حياتك، بناء على توصيات استشارية خبيرة قضايا المرأة العربية ومدربة تطوير الذات الدكتورة نورهان النجار من القاهرة.
كبرياء النفس مرآة العزة
لا يعني كبرياء النفس التعالي والتكبُر وإقصاء الآخرين كما تعتقد الكثيرات، بل هو التواضع والكرامة والسمو والترفع والإبتعاد عن الغرور. فكبرياء النفس مقترن بصفة عزة النفس وهي شيء داخلي يُعبر عن العزة والكرامة، وعدم الرضا عن التوبيخ، ويعني ترفع المرأة عن كل الأمور والمواطن التي يُمكن أن تُقلل من قيمتها.
كبرياء النفس سلاح ذو حدين
لاحظ الفلاسفة وعلماء النفس الاجتماعيون أن الكبرياء هو عاطفة ثانوية معقدة تتطلب تنمية الإحساس بالذات وإتقان الفروق المفاهيمية ذات الصلة، كذلك يختلف الكبرياءعن السعادة والفرح من خلال التفاعل القائم على اللغة مع الآخرين. من ناحية أخرى يُنظر إلى الكبرياء أحيانًا على أنه فاسد، وأحيانًا يكون لائقًا أوفضيلة، في حين أن بعض الفلاسفة مثل أرسطو وجورج برنارد شو يعتبرون الكبرياء فضيلة عميقة، فإن بعض الديانات العالمية تعتبر الكبرياء خدعة كاذبة.
صفات المرأة عزيزة النفس
تشعر المرأة عزيزة النفس بالفخر لما تقوم به، والرضا لكل ما يحدث لها حتى وإن كان سيئاً، ولذا لا نراها تتزمر أو تُعرض نفسها لانتقاد الآخرين، وهذا الرضا يمنحها السعادة، كما أن لديها قناعة تجعل اليأس يعزف عن قلبها.
كذلك تعتمد المرأة عزيزة النفس على نفسها في ما قد تقوم به من أعمال وأمور، ولا توُكل مهامها للآخرين، أو تلقي أعبائها عليهم، فهي ليست شخصاً طماعاً مستغلاً، بل أنها تتوسل إلى الله في نيل ما تريده، وإن كانت لها حاجة عند أحد من الناس فإنها تتطلبها بترفع دون أن يُذهب ماء وجهها ولا تُبدي أي تذلل في الحصول عليها حتى وإن كانت في أمس الحاجة لها.
كما أنها تدرس ما تريد القيام به جيداً حتى لا تقع فيما لا تحب، وتحذر من القيام بسلوك يُسيء لها، فهي تحترم ذاتها وتعرف حدودها، كذلك لا تسمح للآخرين بتجاوز حدودهم معها، وتبتعد عن الوساطة ولا تحشر أنفها فيما لا يُعنيها ولا تسمح لنفسها بتجاوز المسموح فهي لا تتحمل أن يقم شخص بإهانتها، وبهذا تحافظ على كبريائها وعزة نفسها وكرامتها.
طرق استغلال كبرياء نفسكِ لصالحك
تعرفي على نفسك
إذا أردتى أن تكوني عزيزة النفس عليك أولاً أن تعرفي نفسك وتفهميها جيداً، كذلك عليك أن تُخصصي لها الإحترام وتُشعريها بأنها مُتفردة لا يُشبهها أحد، وأن تكتشفي ذاتك ومبادئها وسلوكها وشخصيتها ومهاراتها، وهذا بالطبع يتطلب وقتاً، لذا كوني صبورة.
سامحي نفسك
أحد أهم الأمور التي تُكسبك عزة النفس أن تكوني متسامحة مع ذاتك ومُحبة لها، وهذا لا يعني أنك لا تؤنبيها على الخطأ، بل عليك أن تتعلمي مسامحة نفسك على الأمور التي فعلتيها في الماضي، والاعتراف بأنها " أخطاء "، فكل إنسان يُخطئ ويعتذر للآخرين إن تتطلب الأمر، كما يعتذر لنفسه ثم يمضي قدماً نحو الحياة.
تقبلي نفسك
وذلك أمراً مهماً لتكوني عزيزة النفس، لذا تقبلي نفسك بعيوبها وجمالها، بحسناتها وسيئاتها، ولا تنظري لنفسك نظرة الكمال والمثالية، فالكمال لله جل وعلا، والإنسان يظل ناقصاً مهما بدا مثالياً، ولكن حبي ذاتك وكل ما يتعلق بها، لتكوني مرتاحة خصوصاً في الأجزاء التي لا تستطعين تغييرها، وذلك لا يمنعك من تطوير نفسك بل على العكس.
توقفي عن الغيرة
الغيرة أمرجيد، إذ أنها تجعلك تشعُرين بروح المنافسة في داخلك، لكن الغيرة المُفرطة تُفسد الأمور دوماً، إنها تجعلك تنظرين إلى ما في أيدي الآخرين وتسعي إلى نيلها، دون النظر إلى ما في يدك، وهذا يُولد مشاعر سلبية تجعلك تكرهين نفسك وتتمني أن تكوني شخصاً آخر.
عززي نفسك بصفاتك الشخصية
لاشك أن لكل شخص صفاته الشخصية التي تحدد شخصيته وطباعه، لذا ابحثي عن صفاتك وإعتزي بها، وليس من الضروري أن تمتلكين لقباً أو منصباً أو جاهاً أومكانة اجتماعية عالية حتى تفخرين بنفسك، فإن كل ذلك لا يستحق الفخر إن لم يُتوج بصفاتك الجميلة وأخلاقك الحميدة.