التوكيدات ستُغير حياتكِ.. كيف ومتى تستخدمينها؟

يمكن أن تكون "التوكيدات" أو "التأكيدات" affirmations أداة قوية لتعزيز احترام الذات وتحسين الحالة المزاجية والتغلب على الأفكار السلبية التي تثير القلق وتعزيز تطوير الذات. كما يمكنها أن تساعدكِ في التغلب على التوتر عن طريق زيادة مرونتكِ النفسية.

1
التوكيدات هي عبارات إيجابية عن نفسكِ تعزز قبول الذات وحب الذات

لكن ما هي التوكيدات، وما الذي يجعلها فعالة؟

التوكيدات هي عبارات إيجابية عن نفسكِ تعزز قبول الذات وحب الذات. وتشير الدراسات في هذا الاطار إلى أن التوكيدات الإيجابية يمكن أن تحسن بشكل كبير من ثقتكِ بنفسكِ وتؤسس صورة إيجابية عن نفسكِ.

قوة استخدام الوكيدات

نحن نتاج ما نفكر فيه، ويمكن لأفكاركِ أن تؤثر على حياتكِ، بدءا من كيف تشعرين وتتصرفين، وصولاً  إلى كيفية إدراككِ لنفسكِ والآخرين ووضع الخطط للمستقبل.

وفقًا لـ"قانون الجذب" Law of Attraction، يمكن أن يكون عقلكِ الباطن أداة قوية لجذب الوفرة والصحة والحب والنتائج الإيجابية الأخرى في حياتكِ. العقل الباطن هو جزء من عقلكِ يخزن ويستعيد تجاربكِ ومعتقداتكِ وقيمكِ وذكرياتكِ. لكن العقل الباطن يعمل تحت سيطرة عقلك الواعي. لذا، فإن التفكير الإيجابي ضروري لجذب الوفرة والازدهار.

2
يعد قبول الذات مكونًا أساسيًا من عناصر احترام الذات الذي ينطوي على قبول نفسكِ كشخص كامل بغض النظر عن عيوبكِ

غالبًا ما تكون أنماط التفكير السلبي جذور اضطرابات الصحة العقلية ومشاكل العلاقات ومشكلات السلوك حيث لا يستطيع العقل الباطن التمييز بين الواقع والخيال.

اعتمادًا على طبيعة الأفكار التي تزرعينها في عقلكِ الباطن، قد تحققين أحلامكِ وأهدافكِ أو تتصارعين مع تدني احترام الذات والقلق وانعدام الأمن. لذا، لكي تشعرين وتفكرين بطريقة إيجابية عن نفسكِ، تحتاجين إلى رعاية قبول الذات وحب الذات. يعد قبول الذات مكونًا أساسيًا من عناصر احترام الذات الذي ينطوي على قبول نفسكِ كشخص كامل بغض النظر عن عيوبكِ. لذلك، من الضروري إزالة الأفكار السلبية من عقلكِ الباطن وزراعة الأفكار الإيجابية بدلاً من منها.

ولتشجيع النمو الذاتي، تحتاجين إلى استخدام "التوكيد" self-affirmation بانتظام، حيث تعزز  التوكيدات التصور الإيجابي للذات. نظرًا لأننا نميل إلى التصرف وفقًا لتصورنا الذاتي، فإن تكرار العبارات الإيجابية عن نفسكِ كل يوم سيقنع عقلك الباطن بقبول العبارات الإيجابية على أنها الحقيقة الوحيدة والتصرف وفقًا لها. سيؤدي ذلك إلى تحسين ثقتك بنفسك وتعزيز التعاطف مع الذات وتعزيز النمو الذاتي.

كيف ومتى تستخدمين التوكيدات الإيجابية؟

3
كيف ومتى تستخدمين التوكيدات الإيجابية؟

غالبًا ما نغذي عقلنا الباطن بأفكار النقد الذاتي والمهانة الذاتية، فكم مرة قلتي لنفسكِ أنكِ لا تستحقين شيئًا ما أو لا يمكنكِ فعل شيء ما؟ غالبًا ما تتكرر الأفكار السلبية التلقائية في عقلك الباطن، وتشكل حياتكِ. لذا  إذا كنتِ ترغبين في تطوير ذاتكِ والنمو، فابدأي بأفكارك. غذيّ عقلكِ الباطن بتوكيدات إيجابية عن نفسكِ لإعادة برمجة عقلكِ الباطن للسعي نحو النجاح.

يمكن أن تكون التوكيدات الإيجابية أداة مفيدة في التغلب على القلق. تتميز اضطرابات القلق بالأفكار السلبية التلقائية- وهي الأفكار السلبية غير المقصودة التي تخطر ببالكِ أثناء ساعات الاستيقاظ. تؤدي هذه الأفكار السلبية إلى "التشوهات المعرفية" cognitive distortions (أنماط التفكير السلبية negative thinking patterns)، مما يساهم بشكل كبير في تغذية المعتقدات الخاطئة والمشاعر السلبية.

تتداخل التشوهات المعرفية مع تصورنا لأنفسنا والأشخاص الآخرين والمواقف، مما يؤدي إلى القلق أو التسبب بمشاكل احترام الذات أو احداث مشاكل في العلاقات أو الاكتئاب. وهنا يظهر دور التوكيدات المهم، حيث يمكنها أن تساعدكِ في التغلب على الأفكار السلبية واستعادة الشعور بالسيطرة على الأعراض التي تشعرين بها. يمكنها أيضا مساعدتك في تعلم كيفية إعادة برمجة عقلك الباطن للعمل وفقًا لتصريحات إيجابية عن نفسك.

لتطبيق التوكيدات الإيجابية بشكل فعال للنمو الذاتي، استخدمي دائمًا المضارع. ابدئي تأكيدك بكلمات عن نفسك وليس عن الآخرين. اجعليها محددة وموجزة وملهمة.

الطريقة الفضلى لبدء التوكيدات للنمو الذاتي هي اختيار مجال من حياتك تريدين تحسينه أو تغييره، واختيار ثلاثة إلى خمسة توكيدات تركز على هذا المجال وكتابتها.

احرضي على تكرار قائمة التوكيدات الخاصة بك كل صباح ومساء. يسمح لكِ هذا ببدء يومكِ بعقلية إيجابية والذهاب إلى الفراش بأفكار إيجابية. تغذية عقلك الباطن بعبارات إيجابية سيعزز من حبكِ لذاتكِ، وثقتكِ بنفسكِ، ويُسّهل من جذبكِ للنجاح.