كيف تُحولين مشاعرك السلبية إلى طاقة إيجابية مؤثرة في تطوير ذاتك
تُعد المشاعر السلبية داءً لا تقل خطورته عن أي مرض عضوي يُمكن أن يُدمر حياة المرأة. والخطير في الأمر أن النساء اللواتي يُعانين من المشاعر السلبية لا يحتفظن بها لأنفسهِن فحسب، بل يفرضونها بشكل مُباشرعلى المُحيطين بهن. وبالرغم من عدم قدرة المرأة على تغيير الظروف المُحيطة بها، إلا أنها قادرة على تغيير نظرتها إليها.
ومن هنا، تُوضع المرأة على المسار الصحيح، إذ أنها عندما تُدرك أهمية المصارحة الذاتية والاعتراف بالمخاوف والوضع الذي تعيشه، إضافة إلى وضعها سُبل لتغيير هذا الواقع أي تحديد خطة مستقلبية، يُصبح باستطاعتها تحويل واقعها تدريجياً.
وعموماً، إن المعتقدات والتربية والمبادئ التي اكتسبها المرأة تتحكم بهذا المسار، فكلما استمرت بمقارنة نفسها مع الآخرين بأسلوب سلبي، كلما نتج عن ذلك إما ردة فعِل عدائية لإثبات نفسها، وإما ردة فعل أخرى، وهي الاستسلام.
وفي كلتا الحالتين، لا تصل المرأة إلى المصالحة النفسية مع نفسها، لأن التفكير الإيجابي قائم على دعم الآخرين وتقبّل النفس بسلبياتها وإيجابياتها، إضافة إلى تقبُل الآخر أيضاً.
لذا لابد الأخذ بعين الاعتبارأهمية الإيمان بالنفس الذي يٌساعد المرأة على تخطي التحديات التي تواجهُها والتعلم من تجارب الماضي الذي وقعت فيها، من أجل تحديد استراتيجية إيجابية في الوصول إلى الهدف والتعامل مع المصاعب.
وفي ما يتعلق بأدوات وصول المرأة إلى الطاقة الإيجابية، تكمُن في مراقبة أفكارها، قدرتها على إدارة حوار ذاتي مع نفسها، وجذب التفكير الإيجابي نحوها، ما يتطلب ذلك شروطاً أساسية لتحقيق ذلك، أبرزها: " المسؤولية، والوعي، والايمان، وتقبل الآخرين، والابتعاد عن تقليدهم، والاعتراف دون الالتفات إلى عامل الوقت لأن التغيير يتم تلقائياً".
من هذا المُنطلق، اطلعي معنا عزيزتي على خطوات فعالة لتحويل مشاعرك السلبية إلى طاقة إيجابية مؤثرة في تطوير ذاتك، وذلك من خلال استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
اطلقي عنانك للسماء
بالتأكد التفكيرخارج الصندوق، مبدأ رائع للخروج من دائرة المشاعر السلبية، لذا احرصي على الاستمتاع بالطبيعية وخصصي أوقات أسبوعية للتنزُهة لوحدك، إذ أظهرت الأبحاث أن الخروج إلى الهواء الطلق يعزز صحة الإنسان، كما أنه له تأثير كبيرة في تقليل مستويات التوتر لديكِ وتحسين الذاكرة التي تعمل على إطلاق مشاعر مُتجددة، من أجل تقبُل ما يدور حولك بحيادية وتفكير هادئ.
اخلقي الطاقة الإيجابية
لا شك أن جلوسك بمفردك لفترات طويلة يُساهم في إحياء المشاعر السلبية والذكريات المؤلمة، لذا يُمكنك التخلص من ذلك، بخلق أجواء إيجابية مع الأخرين لتقليل التركيزفي مشاكلك، كذلك لا تتخلي عن فعل الخير للأخرين، فهو يُولد شعور بالرضا أنتِ في حاجة إليه، من أجل تحسين حالتك المزاجية وتحويل المشاعر السلبية إلى طاقة إيجابية هادفة تُزيد من احترامك لنفسك وثقتك بنفسك.
ضحكاتِك دوائك لذاتك
الضحك فهو أفضل دواء لمعظم الأمراض التي تعاني منها البشرية، وقد ثبت أنه يقوي جهاز المناعة، ويحسن الحالة المزاجية، ويقلل من الألم ،ويحمي النفس من التوتر. لذا اجعلي ابتسامتك وضحكاتك دوائك لذاتك. على سبيل المثال يُمكنك مُشاهدة البرامج الكوميدية، أوالجلوس مع شخصيات مُحببة لقلبِك وحديثها مُمتع، أواللعب مع الأصدقاء أو مُشاركتهم الأنشطة البدنية أو الذهبية لتجديد حيويتك والتخلص من المشاعر السلبية بشكل تدريجي وبناء.
تخطي المراحل السيئة في حياتك
لن تتغلبي عن المشاعر السلبية من دون مُواجهتها، للتخلص من عبء التفكير المُسيطر عليكِ. وذلك لأن التركيز على أمورك السلبية ليس فقط مزعج بل ويعكر صفوحياتك، ويجعلك أقل فاعلية في التعامل مع الأمور الأخرى. لذا يجب أن تُحاولي تخطي المراحل السيئة والعزم على عدم تكرارها، والبدء بتشغيل الأفكار الإيجابية في عقلك.
التمييز بين الحقيقة والتفكير
حاولي الموازنة بين الحقيقة والتفكير. بمعنى التخلي عن وضع أفكار سلبية في رأسك لا تُشبه الواقع أبداً، ولا تُحملي نفسك وعقلك أفكار لا تستحق. لذا ضعي نفسك أول القائمة وافصلي بين الحقيقية والتفكير السلبي نهائياً، كي تتمكني من تحويل المشاعر السلبية إلى طاقة إيجابية في خطوات ثابتة من دون تراجع أو استسلام.
كوني لطيفة مع نفسك
اعلمي أن السر الوحيد للتخلص من المشاعر السلبية في أسرع وقت، هي حبك لذاتك وطريقة تعامُلك مع نفسك، لذا لا تعيشي دور الجلاد وكوني لطيفة مع نفسك، وابدئي تبديل الأفكار السلبية من داخلك قبل طلب مساعد الآخرين، واحرصي على خلق أنماط جديدة والبدء بفعلها والتعود عليها.
سيطري على مشاعرك
وأخيراً، عندما تستطعين السيطرة على مشاعرك السلبية والتخلص منها واحدة تلو الآخرى، وإنهاء معيار التعاسة والمشاكل بداخلك، واستبدالها بأخرى أكثر حيوية، فحتماً ستكوني قد وصلتي إلى معيارالإتقان العاطفي وهو مهارة أساسية في الحياة تسمح لك بالتحكم بظروفك إلى ما تُريدي لا إلى ما هي تُريد.