الغيرة في الحب .. متى تكون سبباً في الانفصال
الغيرة في الحب، على الرغم من دورها الكبير في تعزيز العلاقة بين الشريكين، وعلى الرغم من أنها قد تكون في بعض الحالات دلالة حب أكيدة، إلا أنها قد تكون سبباً في الانفصال في حالات أخرى.
ولذلك يمكن القول بأن الغيرة في الحب سلاح ذو حدين، قد تبني وقد تكون سبباً في الهدم، والانفصال بين الشريكين، فكيف ذلك؟
الغيرة في الحب دلالة عشق واهتمام
الغيرة في الحب في بعض العلاقات تكون دلالة حب واهتمام كبيرة، ويكون لها مذاقاً رائعاً يجعل للعلاقة بريق من نوع خاص، فمن منا لم يسعد بغيرة حبيبه عليه في وقت من الأوقات، وعبر موقف من المواقف الحياتية المختلفة، ومن منا لم تغمر السعادة قلبه، عندما لمس غيرة شريكه عليه، يا لها من فرحة تملأ قلب وعين من شعر بها، وتنعم في تأثيراتها الحلوة المبهجة للنفس.
نعم مبهجة، لأن الغيرة في الحب تُسعد طرفيها، لأن أساسها الحب والمشاعر، وهي ضرورية في العلاقة بين الحبيبين والزوجين، لأنها تقرب كل منهما بالآخر نتيجة للمشاعر الجميلة المترتبة عليها، هي كذلك وأكثر طالما باتت في معدلاتها الطبيعية، ولم تتخطى حد الاعتدال والتوازن.
الغير في الحب ليست نعمة دائماً
تصبح الغيرة في الحب نقمة، عندما تخلق حالة من التوتر والانزعاج بين الحبيبين، وعندما تصبح أمراً مثيراً للشقاء والتعاسة، وعندما يبدأ المحب في بغض حبيبه بعد أن كان مولعاً به، بسبب الشك والمراقبة وسوء الظن، وبسبب تكرار الخلافات.
وتعد الغيرة في الحب نقمة في حالات الغيرة المرضية التي يكون أساسها الشك، لأنها تزعج طرفيها وتجعلهما في حالة غليان مستمرة، وتقتل كل معاني الحب الجميلة من حياتهما.
الغيرة في الحب والانفصال
إن أساس الحب في أي علاقة يقوم على الهدوء والسكينة والاطمئنان، وهي أمور تضيع مع الغيرة في الحب المرضية، التي يرافقها الشك، ويتزامن معها الظن، فينعدم الحب متى انعدمت هذه الأمور، ما يؤدي إلى هدم أعمدة القوة في العلاقة، وهم: الهدوء والسكينة والاطمئنان والشعور بالأمان، ولذلك يحدث ما لا يحمد عقباه، وهو الانفصال، وخصوصاً بعد أن أصبحت الغيرة المرضية هي المسيطرة على شكل العلاقة، وبعد أن تمكن الشك من العلاقة وبات طرفاً مستديماً فيها.
ومن مساوئ الغيرة في الحب المرضية أنها، تسبب خلافات مستمرة بين الحبيبين، وتزيد من المشاحنات، لأنها تكون مصحوبة بمشاعر سلبية قوية بسبب الشك والظن، الذين لهما الدور الأكبر في تحطيم أجمل مشاعر الحب في لحظات، ولذلك يكون الانفصال هو الحل الأمثل والأسلم في الحالات التي يصبح الشك طرفاً ثالثاً بين الطرفين.
عليكم بالغيرة اللذيذ
وأخيراً، عليكم بالغيرة في الحب، تلك الغيرة الهادئة المعتدلة اللذيذة، لأنها تحقق سعادة الحبيبين، وتزيد من قوة العلاقة بينهما، ولها دور كبير في تحقيق الشعور بالبهجة والفرح في العلاقة، ولأنها غالباً ما تكون قادرة على ترك لمسات رومانسية ذات تأثير عميق على الطرفين حتى في أصعب المواقف، بمجرد اظهارها خلال تلك المواقف.