مجتمع الثقافة والفنون في السعودية يحتفي بتعيين 3 عضوات في مجلس الشورى
احتفى مجتمع الثقافة والفنون في السعودية بالأوامر الملكية التي صدرت بتعيين ثلاث شخصيات نسائية من المشهد الثقافي في مجلس الشورى وهن: الدكتورة إيمان الجبرين، الأستاذة منى خزندار والدكتورة مها السنان.
مجلس الشورى يفتح أبوابه لـ 3 شخصيات من عالم الفنون والثقافة
صدرت الأوامر الملكية يوم الأحد 18 أكتوبر 2020 بإعادة تشكيل مجلس الشورى برئاسة الشيخ الدكتور عبد الله آل الشيخ وتعيين حنان الأحمدي مساعدا لرئيس مجلس الشورى، وعضوية 150 عضوا، لمدة 4 سنوات. وأشاد المجتمع الثقافي في السعودية باختيار 3 عضوات من مجال الفنون البصرية والثقافة ليكنّ عضوات في مجلس الشورى وهن: الدكتورة إيمان الجبرين فنانة تشكيلية وأستاذ مساعد تاريخ الفن في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض، حصلت على درجة الدكتوراة من جامعة ساسيكس البريطانية في موضوع "بناء الصورة: ممثلات المرأة في أعمال ومسيرة صفية بن زقر من 1968-2000م". والأستاذة منى خزندار عضو الهيئة العامة للثقافة السعودية منذ 2018م، وشغلت منصب المديرة العامة لمعهد العالم العربي في باريس من (مارس 2011 - مارس 2014) ومنذ 1987 حتى توليها هذا المنصب، عملت أمينة لقسم الفنون المعاصرة والتصوير في متحف المعهد، حيث ركزت خلال تلك الفترة على الفن الحديث والمعاصر لمنطقة الشرق الأوسط. والدكتورة مها السنان باحثة في تاريخ الفنون الإسلامية والفن السعودي الحديث، أستاذ تاريخ الفن في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وشغلت منصب المدير التنفيذي للجمعية السعودية للمحافظة على التراث.
رواد الفنون في المملكة يحتفون بالأوامر الملكية
وفي حديث خاص لموقع "هي" أخبرتنا الفنانة التشكيلية نجلاء السليم إحدى أبرز الناشطات في المجتمع الفني السعودي عن هذا القرار بقولها:" تعيين 3 سيدات وهن الأستاذة منى خزندار، والدكتورة مها السنان والدكتورة إيمان الجبرين له وقع مختلف عن كل الفترات السابقة للمجلس، ذلك لأنه قرار يُعنى بالفنون بكل مجالاته. خبرات السيدات المختارات تعتبر تخصصية في التاريخ والتراث والهوية، خاصة الهوية السعودية، مما يؤكد أن الفنون قد أخذت مجراها الطبيعي ضمن الخطط التطويرية للدولة". أما عن دور الفنانين في هذا الشأن تضيف نجلاء:" بقي أن نعمل كفنانيين ونتكاتف جميعا لإنتاج الفنون الإبداعية. بما يليق برفعة ومستوى وفخامة بلدنا".
كما شاركتنا برأيها الفنانة السعودية د. زهرة الغامدي ذات الخبرة الأكاديمية في الفنون الإسلامية والحرف المعاصرة والفنون البصرية، وعضو هيئة تدريس في قسم الفن والتصميم بجامعة جدة بقولها:" د.إيمان الجبرين و د.مها السنان والأستاذة منى خزندار من الشخصيات المتميزة علميا ومهنيا وفنيا، ويحق لنا أن نسعد ونفخر بالقامات الفنية والثقافية ونجاح الفنون وتقدمه. نتمنى لهن مزيد من التفوق والنجاح".
أما الفنانة التشكيلية الرائدة وداد البكر فقد حدثتنا بقولها:" يعتبر هذا القرار مفتاحا لمزيد من التواصل والازدهار لعالم الفنون الثقافة من خلال هذه النخبة من الشخصيات المختارة". وتضيف:" سوف تكون احتياجات المشهد الفني على طاولة مجلس الشورى، وسوف تصل أصوات الفنانين كجزء من المجتمع، فالفن نتاج الثقافة ووسيلة يتم من خلالها تأريخ الحضارات، ودون الفن لا يوجد انعكاس للثقافة". أما عن كونهن سيدات فتقول وداد:" أرى أن اختيار الشخصيات الثقافية من فئة النساء أمر رائع، فهن سيدات لهن بصمات واضحة وقيادية في مجال الفنون والثقافة مما يثبت كفاءتهن العالية وخبرتهن الطويلة، كما أنهن متعمقات في المشهد الفني والثقافي. وهو دليل على وعي المرأة السعودية بأهمية التعليم الثقافي، ومساعدة الآخرين وإثراء المجتمع عن طريق الفنون".
وقد شاركنا عمار علمدار وهو مصمم معماري سعودي ومقيّم فني رأيه بقوله:" مجلس الشورى تأسس لكي يخدم المجتمع المكون من رجل وامرأة. لذا فإن وجود وجود سيدات، رائدات، أمهات في هذه المناصب هي مسؤولية كبيرة لتوصيل أصوات المجتمع بصورة متوازنة. الشعوب تتطور بالفنون والثقافة و التصاميم، و لكي يكون لنا ذاكرة مجتمع لأجيال مستقبل، علينا كلنا الارتقاء بما يناسب مجتمعنا من فن و ثقافة مع ذوي خبرة و رؤية في مجالات الفنون الثقافية كالشخصيات المختارة. بالنسبة لمجتمع الفنون، من أسعد الأخبار أن نشاهد بأعيننا التغيرات التي حلمنا بها منذ ٣٠ سنة تتشكل و تتصور لتكمل رؤية ٢٠٣٠".
وفي حديث خاص لموقع "هي" تخبرنا الفنانة الشكيلية السعودية تغريد البقشي، عضو مؤسس في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية عن رأيها بهذه الخطوة بقولها: " كان الخبر له وقع وأثر جميل ممتلئ بالفخر في نفوسنا كفنانين. إن منح الثقة من الجهة السامية للمرأة وتمكينها في مناصب وقيادات عليا لها وزنها في مجال الفنون، كما أنه توثيق أن الفن هو جودة وأسلوب حياة مستدامة. الأعمال الفنية ليست فقط للزينة على الجدران بل فن نعيشه ونتنفسه، كما أنه وسيلة نصور من خلالها حضارتنا العريقة والقرارات الشامخة والعظيمة".
دعم وزارة الثقافة للتراث والفنون في السعودية
عززت الأوامر الملكية الصادرة من المقام السامي الملك سلمان بن عبدالعزيز الجهود الواضحة لوزارة الثقافة السعودية التي قفزت خطوات كبيرة ونهج جاد في مسيرة دعم التراث والمشهد الفني بالمملكة، الأمر الذي يحرص عليه وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود حيث أحدث نقلة نوعية في قطاع التراث والفنون وأبرز العديد من الكنوز الثقافية في السعودية. كما دعم هوية اللغة العربية عبر إطلاق مبادرة "عام الخط العربي 2020" الذي كان لها أثرها الكبير على إبراز الثقافة العربية وذلك عبر إشراك الفن المتجدد لتعزيز الهوية الراسخة للخط العربي وتثبيتها خاصة لدى الأجيال الصاعدة. وقد عبر معالي الوزير عن أهمية الخط العربي بقوله:" 'قصة ثقافتنا مع الخط العربي تتجاوز كل الحدود التقليدية؛ هي قصة حضارة وإرث وثقافة وحياة".
في حديث خاص لموقع "هي" تخبرنا الفنانة السعودي لولوة الحمود التي تخصصت في فنون الخط العربي بشكل هندسي وهي أول سعودية تحصل على الماجستير في الخط العربي والزخارف الهندسية بقولها: "اهتمام المملكة بالجانب الثقافي والفنون البصرية كجزء أساسي من مسيرة الوطن. أشيد باختيار الشخصيات النسائية الثلاث ضمن عضوية مجلس الشورى فهن على اطلاع ومعرفة بالحركة التشكيلية الفنية بالمملكة وما ينقصها لملئ الفراغات فيها وخاصة من حيث بناء البنية التحتية". وتضيف بقولها:" بالإضافة إلى المعرفة بالمشهد الفني والخبرة المهنية والعملية. تملك الشخصيات الثلاث خلفية أكاديمية بارزة سوف يضفي وزنا على الحركة الفنية والثقافة البصرية في المملكة بحيث تتخطى الجانب التجاري لتكون ضمن أسس التعليم والثقافة".