المصمم جان شارل زكريا: تبقى المرأة السعودية نجمة الموضة العالمية
في وقت تتألّق فيه عواصم الموضة الأربع بعروض أسابيع الموضة الجديدة، من نيويورك ولندن إلى ميلانو وباريس، تبقى المرأة السعودية بالنسبة إلى المصمم اللبناني جان شارل زكريا، نجمة الموضة العالمية التي لا تضاهيها تألّقا أجمل نجمات الغرب، نظرا إلى أنوثتها الواثقة. فإن المرأة العربية عموما والخليجية خصوصا على حدّ قول المصمّم الشاب: "تحمل في شخصيّتها البارزة ما تفتقده نساء العالم". لذلك نراه، من أجل إطلاق أوّل بوتيك خاص بتصاميمه، يختار دون تردّد الرياض، لكونها العاصمة العربية التي تعشق الرفاهية والفخامة.
بداية لماذا وقع الخيار على عاصمة المملكة العربية السعودية من أجل إطلاق أول بوتيك يحمل اسم "جان شارل زكريا"؟
إن الهويّة العربية تجري، وبكل فخر، في عروقي. ولذلك فإن المبدع العربي لا يقلّ إبداعا عن المصمّمين الغربيين. وقد لمعت أسماء عديدة من المصمّمين العرب في عواصم الموضة الغربية، بل رأينا عددا لا يستهان به من نجمات "هوليوود" في حفلات الأوسكار أو في مهرجان "كان" أو غيرها، يتألّقن بفساتين ومجوهرات تحمل توقيع أسماء عربية.
وبالعودة إلى بوتيك "جان شارل زكريا" في منطقة السلمانية في الرياض، فإن افتتاحه قد تأخّر بسبب الظروف التي فرضتها جائحة كورونا. أما الإصرار والحماس لافتتاح البوتيك في الرياض الغالية، فلم يضعفا بسبب العوائق، بل زادا بإذن الله. وقد كان قراري في لحظة اتخاذه، عبارة عن ردّة فعل صادقة، بعد التشجيع الكبير الذي لاقيته من اللجنة العربية التي كانت قد اختارتني مصمّم الأزياء الأصغر سنا في الوطن العربي.
في مشوارك حديث العهد نسبيا في عالم الموضة، نتفاجأ بعدد مجموعات الأزياء الراقية التي تزيد رصيدك الإبداعي نجومية تلامس العالمية من دون مبالغة. فمن المرأة الملهمة في ابتكاراتك الجميلة والرائعة؟
من دون أي تردّد يمكنني التأكيد أن المرأة العربية هي ملهمتي، ولو سافرت تصاميمي إلى أقصى حدود المعمورة، وذاع صيتها في مختلف بلدان العالم. صحيح أنني وبكل تواضع حقّقت إنجازات لا يستهان بها بالنسبة إلى عمري وخبرتي الفتية، وابتكرت تصاميم كثيرة، لكني أجزم بأن أحد أحلامي وطموحاتي قد تحقّق في افتتاح أول بوتيك خاص بتصاميمي في ربوع المملكة العربية السعودية.
من دبي في الإمارات العربية المتحدة إلى وهران الجزائرية مرورا بدمشق وبيروت، هل تعكس مجموعاتك روح البلدان التي تعرض فيها تصاميمك الاستثنائية؟
ليس بالضرورة أن يفرض مكان العرض الفكرة التي تلخّص الروح الخاصة بكل مجموعة من التصاميم. ومثال ذلك مجموعة "هيلينا" المستوحاة من صورة المرأة اليونانية التي تصبو إلى الكمال في مسيرة كيانها، ومجموعة "تو مانيرا" المستوحاة من صورة المرأة الإسبانية التي تتمسّك دائما بإضفاء اللمسات الخاصة بها دون سواها. أما المجموعات
الأخرى مثل مجموعة "لامب" ومجموعة" فيتاليتي"، فتستوحي روحها من قضايا مختلفة مثل موضوع تمكين المرأة التي تثابر وتجاهد وتقوم بخطوات صغيرة، إلى أن تنجلي جمالية الأمور وتصل إلى الرقي المنشود.
وألفت أيضا إلى موضوع تحدّي الصعوبات، وعلى رأسها تلك الناجمة عن جائحة كورونا.
فعلى الرغم من كل الظروف المعاكسة، على المرأة الأنيقة ألا تستسلم، وأن تحافظ على روتين العناية بجمالها. وإن اضطرّها الأمر للتوقّف، عليها أن تعود إلى جهوزية الانطلاق من جديد أو حتى الإقلاع لتحلّق عاليا كما يليق بأنوثتها، لأن المرحلة مهما كانت قاسية ستنتهي حتما. وهذا ما حاولت
ترجمته في لمسات مجموعاتي المبتكرة في زمن كورونا والصعوبات الاقتصادية.
ماذا عن مجموعتك الجديدة "أسيل"؟ خاصة بعد أن اعتدنا على تصاميمك المتميزة باللوك الجريء في فساتين السهرة وحتى في فساتين الأعراس؟
لا بدّ من مواكبة المرأة العصرية في أي مجموعة من الأزياء! فنحن نبتكر التصاميم التي تحاكي سيّدة اليوم. صحيح أننا نقدّم الجديد، لكننا في الوقت نفسه نستلهم من حياة المرأة العصرية، شرط أن نحترم خصوصية مجتمعنا وتقاليدنا العريقة.
فتبقى هي أولا وأخيرا بطلة كل إلهام وإبداع. ولذا فإنني أتوجّه في مجموعة
"أسيل" إلى السيدة العربية العصرية التي تحرص على العناية بأناقتها، حرصها على جمالها وحضورها اللافت.
إن مجموعتي الجديدة تحمل اسم "أسيل" نسبةً إلى الملمس الناعم الرقيق وأقمشة الحرير التي تميّزها. وتتضمّن المجموعة سبع عباءات راقية وثمانية فساتين تبرز بألوانها وبالروح التي أضفيها على تصاميمي.
ما الأهم بالنسبة للمصمّم جان شارل زكريا خلال تقديم مجموعة الأزياء الراقية على خشبات العروض أو غيرها؟
لا بدّ من الحرص على أن يكون العرض كاملا متكاملا، بمعنى أن يهتم المصمّم بأصغر التفاصيل، مثل تسريحة الشعر والماكياج والمجوهرات، كما يهتم بالقماش واللون والتطريز والقصّة، وما يليق بالأزياء الراقية من الحرير والكريب إلى التول والساتان.
هكذا يستطيع المبدع أن يفرض المظهر الذي يعكس روح إبداعه. وفي مجموعة "أسيل" نرى العباءة العصرية الراقية، وقد تميّزت من جهة بقماشها الحريري الملمس، ومن جهة أخرى بقصّاتها الجذّابة عند الخصر والأكمام. وهي بقصاتها وألوانها تضفي لمسة جمال بارز على العباءات التقليدية.
أما الألوان، فتلفت بدرجاتها المنوّعة، من الأزرق والأخضر إلى الفضّي والأصفر، فضلا عن التطريز اليدوي والتزيين بالريش والترصيع بكريستال "سواروفسكي” والحجارة الكريمة من فيروز وصفير وغيرها.
توزّعت عروض مجموعاتك السابقة بين عارضات الأزياء والوجوه التلفزيونية المشهورة من مذيعات ونجمات وغيرهنّ. لماذا وقع اختيارك في مجموعة "أسيل" الراقية على الممثلة المعروفة هبة داغر؟
أولا يجسّد جمال الفنانة هبة داغر جمال المرأة العربية بتكوين وجهها وعينيها وشعرها.
فالمواصفات التي يتميّز بها جمالها تتطابق تماما مع المظهر الذي أبحث عنه، وتتناسب مع تصاميم عباءات مجموعتي "أسيل”. فضلا عن ذلك تربطني بالسيدة هبة داغر علاقة صداقة واحترام متبادل. ولا ننسى طبعا أهمية خبرتها في مجال الفن والإبداع.
لماذا اتجهت في مجموعتك الجديدة إلى تصميم العباءة؟
باختصار إن المبدع يعشق أن يتحدّى نفسه من جهة أولى، والعباءة الراقية من جهة ثانية تليق فقط بالمرأة الواثقة بنفسها!
هل من أجواء أو شروط معيّنة تساعدك في عملية الإبداع؟
غالبا ما أستوحي ابتكاراتي من المارّة خلال جلوسي في أحد المقاهي، فألتقط الذبذبات التي أحوّلها إلى طاقة إبداعية. كما أن المشاعر التي تختلج في نفس المبدع، سواء أكانت سلبية أم إيجابية، تؤثّر بدورها في مسار الإبداع. لذلك أحاول أن أستفيد من كل الحالات التي أمرّ بها في حياتي،
لأترجم الحزن أو الفرح إلى تصاميم تحلّق فوق ضغوط الحياة وإرهاق الروتين، بل تسمو عاليا على أجنحة نشوة الإبداع.