مصممة الأزياء أروى العماري لـ"هي": المجلس له بعد اجتماعي وثقافي لأفراد المجتمع السعودي و هو عنصر مهم في الموروث السعودي
احتفلت مؤخرا مصممة الأزياء السعودية أروى العماري بعرض مجموعة تراثية في جناح السعودية في اكسبو دبي 2020 تتغنى بأصالة التراث وتنقش حاضرنا بجمال ذكريات ماضينا.
قدمت المصممة أروى العماري عرضا استثنائيا لمجموعة من التصاميم التي ازدانت بنقوش وأنماط ملهمة من التفاصيل العريقة والهوية السعودية البارزة.
وبمناسبة احتفال المملكة العربية السعودية بيوم التأسيس الذي يصاحبه احتفالات ثقافية وتراثية وفنية متنوعة، تحدثنا المصممة أروى العماري في حوار خاص لـ"هي" عن تصميمها الذي قدمته من ضمن برنامج 100 براند سعودي، برنامج الأزياء الإرشادي الذي أطلقته هيئة الأزياء لدعم وتطوير أعمال المصممين السعوديين.
إليك تفاصيل الحوار الخاص بـ"هي" مع المصممة أروى العماري...
"مجالسنا" مصدر إلهام تصميم عرضته من ضمن برنامج ١٠٠ براند سعودي.. حدثينا عن رؤية هذا التصميم ؟
هذه القطعة مستوحاة من المجلس السعودي وهو مكان الاجتماعات.
المجلس له بعد اجتماعي وثقافي لأفراد المجتمع السعودي و هو عنصر مهم في الموروث السعودي وقد تم تسجيله في اليونسكو في قائمة التراث العالم اللامادي في السعودية وبعض دول الخليج لأهميته الثقافية و الاجتماعية. أهمية المجلس عميقة لجميع أفراد المجتمع السعودي وكل منا له ذكرى في هذا المكان.
وتكمن أهميته لكونه ليس فقط مكان إجتماع العائلة وليالي السمر بل أيضا لكونه مكان لأداء الواجبات الإجتماعية من إستقبال الضيوف وإقامة حفلات الزفاف أو واجب العزاء أو لحل النزاعات ومناقشة أمور وقضايا مختلفة.
التفاصيل في هذه القطعة تعكس تراث السعودية ماضيا و حاضرا ومستقبلا، ويستهويني دائما دمج العناصر الفنية لسرد القصص عن طريق تصاميمي.
الطبعات على القماش مستوحاة من أرضية المجلس المنسوج عادة بالصوف و قد رسمت باليد بتقنية ديجتال. أما تفاصيل الصوف الموجودة على أطراف القطعة (الأكتاف والخصر والذيل) فهي تعكس كيفة تحول حياتنا من حياة فيها عمل يدوي يحمل في كثير من الاحيان الجهد والمشقة إلى تطور تكنولوجي في جميع مجالات الحياة.
قصة التصميم مستوحاة من “ الدقلة” وهو لباس تراثي رجالي عبارة عن معطف طويل يلبسه الرجال فوق الثوب في المناسبات المهمة و الأعياد و حفلات الزفاف و كان يلبس في الماضي في فصل الشتاء. أما الجزء العلوي من القطعة الداخلية فهو قماش عاجي خام من قماش الخيام مزين بمثلثات تعكس الفتحات الموجودة في بيوت الطين والتي كانت موجودة للتهوية.
قصة من الذاكرة ارتبطت بالتصميم الذي قدمته من ضمن برنامج ١٠٠ براند سعودي؟
لعبة المراكي التي كنا نلعبها مع بنات وأبناء خالاتنا و وأعمامنا وقت اجتماعات العائلة... كنا نبني ونبتكر بيوت باستخدام "المراكي" أو المساند و نختبئ داخلها ..كذلك قصص جدتي في ليالي السمر.
ما هي التقنيات ومراحل التصميم التي اعتمدتها؟
المرحلة الأولى بدأت بالإلهام حيث اخترنا أرضية المجلس الأحمر المزين بالنقوش لأنه العنصر المشترك في كل المجالس بدون استثناء، ولألوانه القوية والمؤثرة. ثم عملنا على تجسيد النقوش والرسومات عن طريق الرسم اليدوي باعتماد التقنيات الرقمية "ديجيتال".
المرحلة الثانية اعتمدت على تنفيذ الطباعة على القماش، عملية نسج و حياكة الصوف يدويا على أطراف من جهة ذيل الفستان و الصدر و والأكتاف و من ثم الذيل و هو يشبه السجادة
وهذة الحياكة أعطتها طابع نسيج السجاد.
قصة الفستان مستوحاة من الدقلة و الصاية و هي ألبسة تراثية رجالية تشبه الكوت أما القطعة الداخلية فتم استخدام تقنية حرارية لإضافة المثلثات في منطقة الصدر فوق القماش العاجي من خامة الخيام وثم تم اضافة الهدب الأزرق من الصوف وهو مشابه لزينة الخيام و الجمال.
كيف يتحدى المصمم نفسه ويجدد عنصر الابتكار في التصميم؟
يجب أن ينظر المصمم دائما داخل محيطه بفكر جديد ليستطيع أن يستوحي من عناصر غير تقليدية .. البيئة المحيطة بنا غنية جدا و مليئة بالعناصر المثيرة للاهتمام، وخاصة في ثقافتنا السعودية و العربية.
الإلهام منها يساعدنا على رواية قصص عنا و عن حياتنا من خلال الفنون بجميع أشكالها و هي قصص ذات قوة ناعمة، تؤثر في الآخرين و تحفزهم لمعرفة المزيد عنّا.
فريق العمل:
مصممة الأزياء: أروى العماري
عارضة الأزياء: تركية المنيف
تصوير فوتوغرافي: رعد جميل
تصوير فيديو : مشعل الحلافي و صالح الفوزان و عبدالله المسلم
مدير إبداعي : الجوهرة الهملان
مكياج وشعر: نور و شيماء الغامدي و حياة ال مسعود وعايشة العمري
موقع التصوير: استديو الفنان حمود العطاوي