المصممة الكويتية فرح المسباح لـ "هي": شخصية المرأة إلهامي الأول وأحرص على الجودة والدقة في التفاصيل
من وحي القصور الأرستقراطية التي تعود إلى القرون الوسطى، ولوحاتها الفنية الزيتية التي تزيّن الجدران، وأثاثها المبالغ فيه و المطعم بالذهب، وبأفخر الأقمشة الحريرية، ومن وحي الضوء الخافت الذي يعكسه وهج القمر على البحيرة أثناء الليل، من وحي الفتاة الشقيّة والجميلة والراقية، تقدّم مصممة الأزياء الكويتية فرح المسباح أوّل مجموعاتها من الأزياء الراقية، وتكشف لـ“هي” عن فرادة هذه التصاميم وعن الدقة في تفاصيلها عبر هذا الحوار.
أخبرينا أكثر، كيف اكتشفتِ شغفك بالتصميم؟ ومتى بدأت مسيرتك في هذا المجال؟
بدأت في سن صغيرة، وتحديداً أثناء مراهقتي. ما ساعدني هو أن والدتي وأخواتي كانوا شغوفين بالموضة، ويحرصون على اقتناء أجدد صيحات الموضة، وهذا أثّر بي، وكنت أحرص على اقتناء قطع مميزة تمثل شخصيتي واهتماماتي، هنا لاحظت أنني مهتمة بالموضة. ولكن ما ساعدني باكتشاف موهبتي في التصميم هو مهاراتي في الرسم. كنت دائما أرسم فتيات من خيالي، وأعبّر عن شخصيتهن عن طريق ثيابهن، وما زالت هذه طريقتي في التصميم دائما، وتلهمني شخصية المرأة.
لماذا اخترتِ مجال الأزياء الراقية؟
لأنني أحرص على الجودة والدقة في التفاصيل، كما أنني أحب اختيار أفضل الأقمشة، واستخدام أفضل التقنيات في الخياطة. وكل قطعة أصممها تأخذ الكثير من الوقت لاختبارها وإضافة اللمسات المميزة عليها. لا يهمني الوقت المستغرق لإعداد التصميم في سبيل جمال القطعة. هذا ما يميز الأزياء الراقية، فهي تستهلك الكثير من الوقت لتدوم عند صاحبتها مدة طويلة.
مجموعتك الجديدة لربيع وصيف 2022 مستوحاة من مدينة توسكاني الإيطالية.. ماذا تعني لك هذه المدينة؟ ولماذا كانت مصدر الوحي الأساسي؟
إيطاليا وقصورها الجميلة والقصص التي كانت شاهدة لها كانت المصدر الأساسي لإلهام المجموعة بشكل عام، خصوصا اللوحات والرسومات الفنية التي تزين جدران هذه القصور، وإيطاليا هي بلد هذه الفنون الجميلة. فاستوحيت الكثير من تلك النقوش الموجودة على الجدران وبعض الثياب الثرية من تلك الحقبة في بعض القطع، خصوصا التطريز اليدوي الذي صممناه. وأيضا كانت الألوان مستوحاة من المناظر واللوحات الزيتية. وجدنا القصر المناسب في توسكاني، وحرصنا أن تصور المجموعات وكأنها إحدى تلك اللوحات القديمة التي تزين جدران هذه القصور.
أخبرينا أيضا عن مصدر الوحي الآخر، وهو الفيلم الشهير A room with a View.
الفيلم يحكي رواية مثل الكثير من الروايات التي تكرر محورها في تلك الأزمنة، وهي فتاة في مقتبل عمرها تغرم بفتى ليس من مستواها الاجتماعي، وفي الكثير من الأحيان تحصل هذه القصص في قصر أسرتها، لأنه قد يكون أحد موظفي القصر، أو أحد أساتذتها الذي يعلمها الفنون الراقية كالموسيقى أو الرسم وغيرها. فتهرب لمكان وتلتقي به بالسرّ، ولأن القصر كبير الحجم يسهل عليها ذلك. المجموعة عبرت عن هذه القصة بالتفاصيل الثرية بالقطع التي تعكس مستوى الفتاة الاجتماعي والتطريز اليدوي المذهب الذي يعبر عن ثراء صاحبة القطعة، وعكست شفافية وشقاوة شخصية الفتاة بالفتحات اللافتة والجريئة. حتى الألوان والأقمشة المستخدمة تتعلق بتفاصيل هذه القصص.
ما الأقمشة التي استُخدمت في التصاميم؟
اعتمدنا الجاكار والتفتا في أغلب القطع، وكانت هذه الأقمشة تستخدم كثيرا لصناعة الثياب الراقية قديما. غير أنها تساعد على إبراز حجم وقصة الفستان الذي صممته. كما استخدمنا لإضافة التفاصيل أسلوب “التور” في القبعات وهو متعارف عليه في قبعات العصر الحديث في أوروبا والذي كانت تستخدمه السيدات لإخفاء وجوههن. فأضفته للقطع ليعطي لمسة من الشفافية والغموض بشكل لطيف.
هناك ألوان محددة اعتمدت عليها في هذه المجموعة، أخبرينا عنها، ولماذا اخترتها؟
أكثرت من الألوان الداكنة، لأنني كنت أتخيل أن الليل هو الوقت الذي نبقى فيه وحدنا، ونفكر في ما نحب أو ما يشغل بالنا بهدوء. فتخيلت أنني في أحد تلك القصور، وما قد أراه من النافذة ليلا. فرأيت لون السماء وانعكاس ضوء القمر على البحيرة ألوان الزهور تحديدا، والفوانيس التي تضيء المكان، فاخترت من هذا المنظر اللون الأسود والكحلي والبيجي والزهري.
من المرأة التي تستهدفها تصاميم فرح المسباح؟
أستهدف المرأة القوية الواثقة بنفسها، والتي تعرف ما يناسبها، وما يعكس شخصيتها، وتحب إبراز ذلك. وهذا تحديدا ما لاحظته مع عميلاتي جميعهن يردن التميّز، ولا يخشين من فكرة كونهن مختلفات عن غيرهن.
ما رأيك في المرأة العربية وذوقها في الموضة؟
أحب ذوق المرأة العربية، فهي تستهوي التفاصيل الراقية والمتميزة، وتحرص على اقتناء ما هو جديد ومختلف، ودائما اختياراتها للقطع التي تلبسها تعبر عن نفسها وعن ذوقها الرفيع. مهما كانت القصة والحدث الذي ألهم تفاصيل مجموعتي تأتي المرأة العربية دائما ملهمتي الأولى التي تجعل من تلك القصص والتفاصيل ما يمثلها ويناسب ذوقها واختياراتها الدقيقة للقطع.
ما مشاريعك المستقبلية؟
أود أن أوسع دائرة تصاميمي لتضم الإكسسوارات والأحذية، ولكنني أبدأ بخطوات بسيطة، وحاليا أدخلت القفازات والقبعات إلى مجموعاتي، متمنية أن تتوسع أكثر مستقبلا باذن الله