حوار خاص بـ"هي" مع سيدة الموضة مصممة الأزياء "زاندرا رودز" Zandra Rhodes
تُعرف مصممة الأزياء والمنسوجات البريطانية وأيقونة الموضة العالمية "زاندرا رودز" Zandra Rhodes ، صاحبة وسام رتبة "السيدة القائدة" من الإمبراطورية البريطانية، باستخدامها المبتكَر للأقمشة وبإحداثها ثورة في أشكال الملابس من خلال الأنسجة المطبعة التي تفرض القصّة. وكانت "رودز" من أوائل المصممين الذين دمجوا ثقافة "البانك" المنتشرة في الشارع بعالم الأزياء الراقية، ومن هنا نالت لقب "أميرة البانك".
ولدت "زاندرا" في بلدة تشاتام بمقاطعة كنت الإنجليزية عام 1940 . درست في "كلية ميدواي للفنون"، ثم فازت بمنحة لدراسة تصميم المنسوجات في "الكلية الملكية للفنون" في لندن. وبعد التخرج، اختيرت أول تصاميمها للأقمشة من جانب العلامات التجارية الرائدة مثل "هيلز" و "فول أند تافن". إلا أن العديد من المصنعين البريطانيين التقليديين اعتبروا عملها خارجا عن المألوف للغاية. ودفعها ذلك إلى افتتاح "متجر فولهام رود للملابس" The Fulham Road Clothes Shop عام 1967 بالشراكة مع المصممة "سيلفيا آيتون".
لاحقا أُقفل المتجر، وعام 1969 انطلقت "زاندرا" في العمل وحدها، وحملت مجموعتها إلى نيويورك، حيث عرضت الكاتبة "ديانا فريلاند" ملابسها في مجلة "فوغ" الأمريكية. في الوقت نفسه تقريبا، بدأت المجلة نفسها بطبعتها البريطانية عرض تصاميم "زاندرا" التي كانت قد صارت مرادفا لحرير الشيفون واللباد الصوفي المطبع، والملابس المصنوعة من قماش كاليكو القطني المطبع. وعلى مدار مسيرتها المهنية الطويلة، صممت "رودز" لسيدات مرموقات كثيرات، مثل الأميرة "ديانا"، و"إليزابيث تايلور"، و "جاكلين كينيدي أوناسيس"، و "ديبي هاري"، و "إيزابيلا بلو"، و"باريس هيلتون"، و"جوان ريفرز"، و"لورين باكال"، و"مايكل" أميرة كنت.
احتفلت "رودز" العام الماضي بالعام الخمسين لعملها في الموضة. وللاحتفال بهذا الحدث المهم، أقيم معرض استعاديّ في متحفة الأزياء والنسيج في لندن، وصدر كتاب عن دار جامعة "ييل" بعنوان:
"زاندرا رودز.. 50 سنة رائعة في الموضة". وأُعدّ فيلم وثائقي لاحقا بعنوان "زاندرا بحرف زي".
اليوم تواصل تصميم مجموعات من الأزياء الجاهزة وإنتاجها وعرضها بشكل موسمي، علما أنها مطبوعة ومقصوصة ومنجزة على اليد في مشغلها بلندن. التقيتها خلال أسبوع الموضة في لندن، ووجدنا 30 دقيقة لنتحدث عن ماضيها وحاضرها ومستقبلها في عالم الموضة.
كيف تغيّرت الموضة منذ أن بدأتِ العمل قبل 50 عاما؟
بدأت في استوديو صغير في حيّ بايزووتر اللندني، حيث كنت أطبع أقمشتي الخاصة بيديّ، وأفصّل الفساتين بنفسي، وأضع اللمسات الأخيرة. أعتقد أن الأمور اختلفت اليوم، وصارت أقل عضوية، فالإنتاج الضخم وثقافة المستهلك قد غيّرا اتجاه عادات التسوق، لذلك اضطر المصممون للتكيّف مع ذلك.
ما النصيحة التي تقدمينها للأجيال الجديدة التي ترغب في دخول هذه المهنة؟
المنسوجات المطبوعة هي الأداة الأفضل، لأنها تؤثر في حياتنا. ولذا على الشباب تعلم كل شيء عنها، وكيف تؤثر في الموضة. يجب زرع الفرح في القماش وفي كل ما يفعله المرء. لا بد من السهر والدرس لفترات طويلة، والتدرّب مع أكبر عدد ممكن من الشركات. وعلى كل من يدخل هذا المجال أن يبحث عن مساره الخاص. الأزياء ليست بالضرورة مجرد تصميم! بل هناك الكثير من الدروب الأخرى التي يمكن أن نسلكها!
الأزياء والاستدامة. ما موقفك من هذه المسألة؟
أشعر بمسؤولية معينة لتثقيف جيل الشباب. لم تكن لدينا يوما قدرة على الشراء باستمرار، وأرى أن تصاميمي وتصاميم الكثيرين من مصممي الكوتور الآخرين هي إرث، فهذه الفساتين مصنوعة لتدوم، وتنتقل من جيل إلى جيل. أعتقد أنه مع صعود جيل الإنترنت، ازدادت الرغبة التلقائية في البيع والإعلان والشراء. ارتدى الكثير من المشاهير والنجوم من أزيائك.
هل في ذاكرتك لحظة تحبين أن تخبرينا عنها؟
ألبست العديد من المشاهير، وكنت محظوظة لأن العالم احتفل بفساتيني وأقمشتي. بدت "ديانا روس" رائعة في سترة الساتان المطويّ التي صممتها، واختارت الأميرة "ديانا" ارتداء زيّ من "زاندرا رودز" عندما أعلنت أنها حامل. كذلك غالبا ما نتذكر "فريدي ميركوري" في قميصه المثني الحالم. أعتقد أن تصاميمي تكون شخصية للغاية لمن يرتديها، ولهذا السبب ليس لدي زيّ مفضّل.
كيف سيكون مستقبل الأزياء؟
على الجيل التالي من مصممي الأزياء أن يفهم تماما أننا لا نستطيع إنتاج المزيد والمزيد! يجب أن نكون على دراية بما يمكن لهذا الكوكب التعامل معه وتحمله. نحن بحاجة إلى الاستثمار في ملابسنا والابتعاد عن ثقافة الأزياء السريعة التي نتخلص منها. الصنع والإصلاح وإعادة الصياغة هي عماد مفهوم جديد للتصميم!
هل لديك مشاريع مقبلة تودّين التحدث عنها؟
هناك الكثير من الأشياء المشوقة قيد التنفيذ! تعمل "إيكيا" على مجموعة كاملة معي، ستكون ثمرة جهد مزيج من العقول المختلفة التفكير، لتكوين شيء مميز للغاية. ولكوني في الأصل مصممة أنسجة، فإن هذا المشروع هو حقا حلم أصبح حقيقة بالنسبة إلي>