المصممة درة كلثوم لمجلة "هي": الاستدامة تتطلب الشفافية بكل نواحي العمل ومن المهم أن يبدأ الفرد والمجتمع باتخاذ خطوات مستدامة أولية
كانت درة كلثوم منذ الصغر تذهب مع والدتها لمحلات بيع الأقمشة وتنبهر بألوان وطبعات الأقمشة، وتحب أن تصمم ملابسها بنفسها وتختار الأقمشة وتنسقها، أسست درة علامتها سادة بعد تخرجها من جامعة دار الحكمة بتخصص تصميم الأزياء فجمعت بين شغفها بالبيئة وحبها للتصميم لتحقق بذلك الاستدامة في علامتها التي توفر قطعاً متعددة الاستخدام وسهلة التنسيق وذات جودة عالية من مواد صديقة للبيئة كالأزرار ومواد معادة التدوير وأقمشة راكدة "DEADSTOCK "وتقوم المصممة درة بتصميم حقائب قماشية من الأقمشة المتبقية فتتأنى في عملية التصميم والإنتاج كما تحرص على استخدام مواد معادة التدوير ومقننة في التغليف، فهي تهدف دائماً إلى ابتكار حلول صديقة للبيئة، فحرصنا على لقاء المصممة السعودية درة كلثوم وطرح الأسئلة حول توجه الاستدامة:
-باعتقادك ماهي أوجه الاستدامة المتعلقة بتصميم الأزياء؟
بنظري الاستدامة في عالم الموضة هي ابتكار وتصميم أزياء تواكب اهتماماتنا واحتياجاتنا الحالية من دون التأثير سلباً على بيئتنا وكوكب الأرض ككل، ومن أبرز أوجه الاستدامة استخدام أقمشة ومواد طبيعية مثل الكتان وقماش البامبو وغيره، وتبني التصميم الذكي بحيث تكون القطعة ذات تصميم جيد وتواكب احتياجات الفرد، والتأني بخط الإنتاج لضمان الجودة العالية ودراسة ما يتعلق به من تقنين المخلفات الناتجة عنه.
-ما الفرق بين الأزياء المستدامة والأزياء السريعة؟
مبدأ الاستدامة واسع ويشمل ممارسات عديدة فتبني العنصر الأخلاقي لكل من يكون عاملاً في خطوط التصنيع والإنتاج، واستخدام مواد وأقمشة صديقة للبيئة، والتأني في مرحلة التصميم، والعمل على انتاج كمية قطع وبجودة عالية، جميع تلك العوامل قد ترفع من سعر القطع عكس الأزياء السريعة التي تنتج كميات مضاعفة وبسرعة هائلة من أقمشة متنوعة لتواكب الصيحات الرائجة، وبالتالي تقل جودة القطع ويكون سعرها مغري حتى تتم عملية البيع على نطاق واسع وخلال كل ذلك تضيع حقوق كثير من البشر الذين يعملون في المصانع فعجلة الأزياء السريعة تحث الناس على الاستهلاك وحب التغيير السريع، وتلك كلها ممارسات تؤثر سلباً على البيئة، بينما الاستدامة تتطلب الشفافية بكل نواحي العمل، ومن المهم أن يبدأ الفرد والمجتمع باتخاذ خطوات مستدامة أولية.
-كيف أثر نهج الاستدامة على أسلوب حياتك وهل يمكنك ذكر أمثلة لذلك؟
عندما سافرت لأمريكا عام 2010م شدني اهتمام المجتمع بتجميع المخلفات الورقية والبلاستيكية لإعادة تدويرها، عندها بدأت بتطبيق ذلك بمنزلي، ثم فكرت بأساس المشكلة وهي كمية المخلفات التي تنتج وتستهلك يومياً وأثرها السلبي على البيئة، فبدأت أقلل استهلاكي للعلب والأشياء لتقليل مخلفاتي، وتعلمت الكثير عن البدائل الطبيعية وكيفية تقدير البيئة أكثر واعتبارها مسؤوليتنا، فتطور شغفي بأسلوب الاستدامة إلى تغيير تخصصي من علم النفس إلى تصميم الأزياء لإيجاد حلول بديلة أنقلها إلى المجتمع و أعمل على توعيته عن أثر سلوكياتنا اتجاه الموضة والاستهلاك على البيئة.
-ما هي خياراتنا كمحبين للأزياء للمحافظة على البيئة؟
يمكن ذلك بالبحث عن العلامة وممارساتها قبل الاقتناء منها، والتي تكون ممارساتها أخلاقية، وأيضاً اقتناء قطع ذات جودة عالية لاستعمالها لأطول فترة ممكنة، وتعويد النفس على تقليل الاستهلاك، ويمكن أن نحاول تبديل مفهوم التغيير المستمر للملابس بتكرار القطع وتنسيقها بطرق مختلفة في كل مرة نلبسها، ونبتعد عن شراء القطع لسعرها المغري، وأخيراً أنصح بقراءة ملصق العناية بالقطعة للاعتناء بها والمحافظة عليها لأطول مدة ممكنة.