"امرأة حقبة الثمانينات" تتجسّد بإتقان في مسلسل "الصفقة"... مصممة الأزياء دلال الهاجري تكشف كواليس الإطلالات
"تدخل امرأتان رائدتان معترك البورصة الكويتية التنافسية في ثمانينيات القرن الماضي وتزعزعان بيئة العمل التي يديرها الرجال"... بهذه الجملة تعرّف منصة نتفلكس عن مسلسل "الصفقة" أو The Exchange الذي وضع الدراما الكويتية على السكة العالمية بعد النجاح الكبير الذي ناله. وإلى جانب القصة المحبوكة بنجاح لنقل أحداث حقيقية، والتمثيل الاحترافي لفريق العمل، فقد برزت أزياء المسلسل ونالت حصّتها من الإهتمام العربي والعالمي وقد نقلتنا برحلة ممتعة إلى حقبة الثمانينات.
كيف تم اختيار إطلالات الممثلتين روان مهدي ومنى حسين، اللتين أبهرتانا بتمثيلهما وأزيائهما على حد سواء، هذا ما ستكشفه مصممة الأزياء "دلال الهاجري" التي تولّت المهمة الشيّقة وستأخذنا في جولة سريعة إلى عالم الأزياء في مسلسل الصفقة وأسراره.
ما الذي يميّز موضة الثمانينات... وكيف تجسّدت في مسلسل "الصفقة"
صيحات مثل الأكتاف البارزة أو Shoulder Pads، الألوان الزاهية، الجلد الصناعي البراق، البدلة الرسمية أو Power Suits والإكسسوارات الكبيرة، تنقلنا فورًا إلى حقبة الثمانينات التي اشتهرت بهذه السمات.
كان لهذه الفترة من الزمن تأثير كبير على الموضة الحديثة على وجه الخصوص، مع وجود نجمات مثل غريس جونز ومادونا وبيانكا جاغر، حتى أن هذا التأثير ما زال يتمدد إلى صيحات عصرنا الحالي فنرى دور الأزياء العالمية وحتى النجمات يعدن تجسيد موضة الثمانينات سواء في مجموعاتهم الجديدة أو في إطلالاتهم، لذلك نرى بين الحين والآخر بروز صيحات مثل البايكر شورت، السترات ذات الأكتاف الجريئة، فساتين السهرة المصنوعة من قماش التفتا، وخصوصًا الجاكيت البايكر الذي بات قطعة لا غنى عنها في خزانة ملابس كل امرأة. بعض هذه التصاميم حملت توقيع أشهر العلامات مثل كريستيان لاكروا، إيف سان لوران، كارل لاغرفيلد، كنزو وغيرها...
في مسلسل "الصفقة" على نتفلكس تعرّفنا على شخصيتين بارزتين جسّدتا حقبة الثمانينات بامتياز من خلال أزيائهما: "فريدة"، التي تلعب دورها الممثلة روان مهدي، وشخصيتها تقليدية كلاسيكية أنثوية إلى حدّ ما وهذا الأمر بدا جليًا في اختيارها الفساتين والتنانير، على عكس "منيرة" التي تلعب دورها الممثلة منى حسين الجريئة والتي تتميّز باختياراتها التي تلفت الأنظار وتفضيلها لتصاميم السراويل في كثير من الأحيان.
إطلالات روان مهدي ومنى حسين في مسلسل "الصفقة"
تجسيد موضة الثمانينات باحترافية دون مبالغة لم يكن بالمهمة السهلة، لكن مصممة الأزياء دلال الهاجري تحمّلت هذه المسؤولية بنجاح فجاءت النتيجة مبهرة.
عن اختيار الإطلالات وتنسيقها، تشرح دلال الهاجري "أنها كانت تقرأ النص، تفهم الشخصيات لمعرفة ما تحب أو لا تحب وعن ما تقدّمه في المجتمع وماهية شخصيتها في منزلها، وعلى هذا الأساس تقوم بتأسيس خزانة ملابس كل شخصية".
وعن سبب اختيارها الألوان وابتعادها عن اللون الأبيض في التصاميم، تقول "في البورصة، يتواجد حوالى مئة شخص فإذا ارتدى الجميع ألوانًا صيفية أي اللون الأبيض أو السكري أو أيًا من الألوان الفاتحة، فهذا الأمر يُتعب الكاميرا وهو غير مريح للنظر".
ما يميّز أزياء مسلسل "الصفقة" أنها أعطت كل شخصية حقّها وما يتلاءم مع طبيعتها. عن شخصية "فريدة"، تقول الهاجري "فريدة كلاسيكية وأكثر هدوءًا في شخصيتها، ودائمًا ما ترتدي قطعة واحدة، مثلًا الفستان وقد ننسّق معه حزامًا، لكنها دائمًا كلاسيكية ومتحفّظة في ملابسها وتبتعد عن التصاميم الجريئة جدًا".
أما عن شخصية "منيرة" فتقول "إن هذه الشخصية تشبهني، ففي حين نرى أن فريدة كلاسيكية جدًا وتتقيّد بأسلوب الملابس نفسه، نجد أن شخصية منيرة مختلفة تمامًا حيث تنوّع في ملابسها وستايلها. وأردفت الهاجري "منيرة على عكس فريدة لا تلتزم بارتداء قطعة واحدة كلاسيكية بل تنسّق القطع مع بعضها، نرى الأولى باللؤلؤ الكلاسيكي أما الثانية فتتزيّن بالسلاسل الذهبية أو الفضية، لأنها مختلفة حتى في ما يتعلّق باكسسواراتها".
عندما نتحدّث عن فترة الثمانينات نفكّر فورًا بالألوان القوية والمتضاربة في إطلالة واحدة، وقد جمعت منيرة في إحدى إطلالاتها ببليزر جلد ألوان البنفسجي والأحمر والأخضر والأصفر، وكشفت الهاجري في هذا الشأن "أن هذه القطعة من أحد أسواق الكويت الشعبية والتي يُطلق عليه اسم "سوق الجمعة" وهو عبارة عن سوق شبه مجاني حتى أنه بالكاد يقصده الناس، لكن صادف أن مصمم الإنتاج قصده ليجمع قطعًا أثرية للديكورات فأرسل لي صورة الجاكيت ليستشيرني لأنه رأى أنها تتماشى جيّداً مع المسلسل، ومن الواضح أن هذه القطعة عتيقة لكن حالته ممتازة جدًا".
وعن كيفية انتقاء قطع المسلسل تكشف الهاجري أن "أول خطوة اتخذتها في تنسيق إطلالات شخصيتي فريدة ومنيرة هي اختيار ما هو أصلي حتى لو لم يدرك الناس ذلك، أردت ملابس تجسّد فعلًا فترة الثمانينيات. اكتسبت من خلال دراستي في سان فرانسيسكو القدرة على الوصول إلى المتاجر الصغيرة المخفية التي تملك ملابس فينتاج، وأول ما قمت به هو مراسلتها عبر البريد الالكتروني، فتلقيت رسائل تحتوي على خيارات عدة وقد انتقيت منها الأزياء القديمة التي تعود إلى حقبة الثمانينيات، وإطلالات الشخصيات في المسلسل تذكّرنا بتلك الأيام، وهي قطع حقيقية وليست نسخة طبق الأصل".