كل ما تريد معرفته عن الألوان في عالم الموضة والأزياء.. أقسامها ترتيبها ودورها النموذجي
في عالم الموضة والأزياء الشاسع والواسع، أساسيات وقواعد عديدة، فتصنيع الملابس أو الأكسسوارات وحتى إعتمادها من قبل المتسهلك يدور حول قاعدة أساسية ونقطة مهمة وهي الألوان. لماذا إختار المصمم هذا اللّون بالذات؟ ولماذا أنا سارعت لإعتماد هذه القطعة بهذا اللّون عدى عن غيرها! أسئلة كثيرة، يمكننا أن نطرحها جميعها تتمحور حول أهمية الألوان، ودورها في هذا المجال، من حيث التصنيع والتوزيع والإستهلاك. لون القطعة يجعل منها تصميم ينبض بالحياة، تصميم أنيق، لافت، بارز، ولون آخر قد يجعلها تصميم لا مكان له من الإعراب. نعم، إنها مسؤولية المصمم، وأيضاً مسؤولية المستهلك الذي يجب أن يكون على معرفة سابقة بجموعة الألوان التي تليق به، بشخصيته، بلون بشرته، والتي أيضاً تعكس طاقته الإيجابية، وتشعره هو ومن يحيط به بالراحة. نعم، للألوان الدور الأبرز في حياتنا، ليس فقط في عالم الموضة والأزياء، بل بكل تفصيل صغير يحيط بنا، من ديكور المنزل، إلى كل ما يحيط بنا في هذا العالم الخارجي الواسع. لهذه الألوان ترتيبات، مجموعات وتقسيمات، كما لهذه الألوان جانب نفسي، لا يمكننا غض النظر عنه، بالإضافة إلى كثير من التفاصيل سنحاول اليوم أن نستعرضها في هذا النص. إذا كنت من محبي عالم الألوان، تابعي معنا هذا النص الشيق المليء بالمعلومات المهمة.
الألوان تندرج تحت 3 خانات
لنبسطها لكِ، عالم الألوان أو عجلة الألوان، تحوي ما يقارب 12 لوناً، هنا نتحدث طبعاً عن العجلة غير الموسعة التي قد تصل مع بعض التدرجات إلى 24 لوناً. تنقسم الألوان إلى 3 خانات، الألوان الأساسية أو كما يقال الألوان الأولية Primary colors، الألوان الثانوية Secondary colors، والألوان الثلاثية Tertiary colors. لنتكلم بدايةً عن الألوان الأولية، هي الألوان الأساسية التي يمكننا من خلالها أن نصنع الألوان الأخرى، وهي الأزرق، الأحمر، والأصفر. أما الألوان الثانوية، فهي الألوان التي يمكننا أن نحصل عليها من خلال دمج الألوان الأولية مع بعضها البعض، وهي البرتقالي ( الأحمر مع الأصفر)، الأخضر (الأصفر مع الأزرق)، والبنفسجي ( الأحمر مع الأزرق). وهنا تبقى خانة الألوان الثلاثية، ومن خلال التصنيف يمكننا أن نستنتج أن هذه الألوان هي وليدة مزج الألوان الأولية مع الألوان الثانوية، مثال على ذلك اللّون الذي ينتج عن دمج الأصفر مع البرتقالي مثلاً، يعتبر لون ثلاثي، أو اللّون الذي ينتج عن دمج اللّون الأزرق مع الأخضر، وأمثلة كثيرة غيرها.
في عالم الموضة والأزياء.. ألوان مختلفة
نستعرض بعض الأزياء العالمية، التي من خلالها يتم إستعراض اللّون بشكلٍ أساسي، ليكون هو محور الإطلالة، وهو نبض التصميم، وهو العنصر الأساسي الذي يجذب المستهلك بالتأكيد، ليبقى لكل شخص حرية إختيار اللّون الذي يليق به، أو اللّون الذي يعجبه بالتأكيد.
اللّون الأحمر من الألوان الساسية، أو الألوان الأولية، فهو لون جذاب من الطراز الرفيع، يكون هو دائماً محور أي إطلالة دون منافس.
أما الألوان الثانوية فذكرناها سابقاً، نستعرض منها اللّون الأخضر الذي يعتبر لون ثانوي رائع، وهو مزيج للأصفر مع الأزرق، وأيضاً يعتبر في عالم تصميم الموضة والأزياء من الألوان الجذابة والحاضرة في كل موسم من كل سنة، بتدرجاته المميّزة واللاّفتة.
بين ألوان دافئة وألوان باردة.. ألوان فاتحة وألوان داكنة
أيضاً الألوان تنقسم إلى ألوان دافئة، وألوان باردة، ألوان فاتحة وزاهية، وألوان داكنة. عالم الألوان لا ينتهي، وتفاصيله الصغيرة والدقيقة، لا يمكننا إختصارها اليوم في هذا النص. لنبدأ في خانة الألوان الدافئة، والتي من إسمها يمكننا أن نعرفها تلقائياً، أبرزها اللّون الأحمر، الأصفر، والبرتقالي. هذه الألوان النارية أيضاً، أي ألوان النار، تعتبر ألوان دافئة، تشعرك بالحرارة والدفىء، والحيوية.
أما الألوان الباردة هي الألوان التي تشعرك بالإنتعاش، والبرودة، وهي الأزرق، الأخضر، والبنفسجي. هذه الألوان المميّزة، تعتبر ألوان باردة، وتصنف في هذه الخانة، وأي تصميم يحمل هذه الألوان، من الطبيعي أن يكون تصميم، منعش لافت، ورومنسي إن صح التعبير.
الجدير بالذكر، أن الألوان الباردة والألوان النارية، تلتقي في كثير من التصاميم المميّزة، ويمكنك تنسيقها أيضاً مع بعضها البعض، فهذا يعتمد على الذوق الشخصي للفرد، ورؤية المصمم الإبداعية في أي تصميم. فيما يخص الألوان الفاتحة والألوان الداكنة، فهذا يعود في مجال الألوان إلى زيادة اللّون الأبيض لجعل اللّون أفتح، أو إضافة الأسود، لجعل اللّون داكناً.
البعض قد يسأل عن دور اللّون الرمادي، المحايد، في هذه الدوامة كلها، فيمكننا أن نقول لك أن هذا اللّون، يلعب دور في زيادة أو نقصان سطوع اللّون وإشراقه. إذاً الأبيض، الأسود والرمادي، هي ألوان تساعد على زيادة عدد تدرجات الألوان وسطوعها، ولها دور بارز في إختلاف الألوان وتعددها.
معاني الألوان وإنعكاساتها
هذا الشق واسع وكبير، لذا سنختصره بفكرة عامة، أن جميع الألوان لها دورها، ومعناها، وإنعكاسها، وهذا أمر نسبي ومتفاوت من شخص إلى آخر. اللّون الذي نعتمده، هو الذي يعكس جمالنا بشكل تلقائي وللوهلة الأولى، هنا إذا تحدثنا عن دوره المباشر، فبعض الألوان تناسبنا كثيراً، وبعضها الآخر يظهرنا بصورة باهتة جداً. لذا من الضروري أن نعرف جيداً، ما هي الألوان التي تناسبنا وتناسب لون بشرتنا وشعرنا. النقطة الثانية والأهم، هي أن لكل لون إنعكاسه على شخصية الشخص الذي يعتمده وأيضاً على كل من يحيط به. سوف نستعرض مثالاً على ذلك، إذا إعتمدت اللّون الأصفر، تلقائياً ستشعر أنت بالحيوية، وستعكس طاقة إيجابية على كل من يحيط بك. أما اللّون الرمادي مثلاً، هذا اللّون المحايد، إعتماده يمنحك ثقة عالية في النفس، وجدية لا توصف، كما أنه يناسب جداً مقابلات العمل، لأنه بشكلٍ أو بآخر، يجعلك محط ثقة للجميع.
اللّون الأحمر، نظراً لقوته وجاذبيته، وقدرته على تحريك المشاعر، فبات اليوم رمز للحب وللرومانسية، ويعتمد في يوم الحب بتصاميم ملابس متنوعة لا تعد ولا تحصى.
غالبا ما يكون الّلون هو أول ما تلاحظه حول مظهر الآخرين، لا تؤثر خيارات الألوان على كيفية رؤيتك للآخرين وكيف يرونك فحسب، بل تؤثر أيضا على كيفية رؤيتك لنفسك. ارتداء الّلون الذي تحبه، يمكن أن يهدئ أعصابك أو يرفع مزاجك عالياً، بمعنى أنه يمكنك حرفياً تعزيز ثقتك بنفسك بشكلٍ لافت.
إختيار المصمم للألوان.. صدفة أم عمداً؟!
يختار مصمم الأزياء ويحدد أنظمة الألوان التي لها تأثير فني مرغوب، في كل مجموعة من مجموعته، بناءً على خارطة الألوان، الجو العام، أو الرغبة الشخصية بلون معين. يحدد مصمم الأزياء أنظمة الألوان لكل مجموعة أزياء، التي تتكون من أنواع مختلفة من الملابس بتصميمات وألوان ومطبوعات مختلفة. لنتحدث قليلاً عن الذوق الشخصي، فبعض المصممين تعتمد ذوقها الشخصي، بعيداً عن الصيحات، فيُطلق عليها لون معين، وتعتمده علناً. مثالاً على ذلك، Louboutin، الذي إعتمد اللّون الأحمر في جميع التصاميم، كبصمة له في عالم تصميم الأزياء والأكسسوارات. Valentino Red، إسماً مألوفاً في عالم تصميم الأزياء والدور الراقية، نظراً لإعتماد هذا اللّون الجذاب بإستمرار، في كل مجموعة. في معظم الأحيان يكون إستخدام اللّون، مرادفاً للمصمم في كل مجموعة، حتى إنه في بعض الأحيان يرافق إسم العلامة التجارية.
المصمم الإيطالي العالمي جورجيو أرماني، بات معروف بإسم ملك "الجريج" وهو اللّون الذي يكون ما بين البيج، والرمادي أي Grey، وذلك طبعاً لإعتماده الدائم والمتكرر لهذا اللّون في تصاميمه. من ناحية أخرى دور أزياء عالمية كثيرة، باتت تصنف بأنها منتجة لتصاميم بألوان داكنة أبرزها Yamamoto، Rick Owens وغيرها. هذه الأمثلة خير دليل على قوة الالوان ودورها في عالم الموضة والأزياء، وإرتباطها الوثيق بأي تصميم يطلق من أي مجموعة ومن أي دور أزياء عالمي.
توجهات الموضة والألوان في الأعوام القادمة
طبعاً المراقبين يتوقعون توجهات الموضة على مدى 20 أو 30 عاماً، وهي توقعات قد تصيب وقد تخيب. على سبيل المثال، أعلن Lidewij Edelkoort فيما يخص اللّون البني الذي عاد مؤخراً إلى ساحات الموضة العالمية بعد غياب لسنوات عديدة، أنه اللّون الأساسي القادم الذي سيحل محل الأسود على مدار ال 30 عاماً القادمة. الآن، يمكن العثور على الّلون البني في كل مجموعة أزياء تقريبا، في الشارع الرئيسي وفي خزائن الملابس الاستهلاكية.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن خبراء معاهد الألوان الرائدة مثل General ،Pantone و Coloro مكرسة أيضا حصريا لتقديم المشورة والتنبؤات المتعلقة بالألوان. على سبيل المثال، يقوم معهد بانتون للألوان سنوياً بتسمية لون العام ويتوقع الألوان الشائعة التي سيستخدمها المصممون في أسابيع الموضة الرائدة، بما في ذلك أسبوع الموضة في نيويورك وأسبوع الموضة في لندن. كما يقومون بتحليل مجموعات الأزياء التي يعرضها المصممون وتحديد الشكل الذي ستبدو عليه لوحة الألوان.
من هنا يمكننا أن نستخلص أههمية الألوان ودورها البارز في عالم الموضة والأزياء، ونختم هذا النص بقول لهيلدا فرانك، المتنبئة بالاتجاهات وخبيرة الألوان البلجيكية في كتابها "بيع الألوان": يمكن للون أن يجعل المنتج يبدو رخيصاً أو أنيقاً، يمكن أن يكون الّلون طبيعياً أو اصطناعياً، ذكورياً أو أنثوياً، موثوقاً به أو تافهاً، خالداً أو عصرياً.