بعد الجدل الكبير... علامة أزياء تعتذر وتتعهّد بعدم استخدام الفراشات في تصاميمها
ما قد يعتبره مصمم أزياء ابتكار قد يراه البعض الآخر "خطوة ناقصة" أو سوء تقدير يمس بشخص أو بلد أو ثقافة أو أي كائن حيّ، وصولًا إلى الفراشات التي دفعت المصمم جون تاكاهاشي Jun Takahashi وراء علامة Undercover لتقديم اعتذار بسبب استخدامه فراشات على قيد الحياة في عرض أزيائه الأخير.
المصمم جون تاكاهاشي يعتذر بسبب استخدامه الفراشات الحيّة
بدّل المصمم جون تاكاهاشي رأيه بشأن استعمال الفراشات في الموضة ونقل هذه الرسالة إلى مؤيدي حقوق الحيوان. فبعد تقديمه فساتين مزدانة بفراشات حيّة على مدرج Undercover لموسم ربيع 2024 الشهر الماضي خلال أسبوع الموضة في باريس، تعهد المصمم بعدم استخدامها مرة أخرى. ناشدت جماعة تُعنى بالمعاملة الأخلاقية للحيوانات، مؤسس الدار ومديرها الإبداعي للقيام بذلك في 10 أكتوبر، وأجاب بعد تسعة أيام "برسالة صادقة"، وفقًا لممثل منظمة "بيتا" PETA.
قال تاكاهاشي إنه توصل إلى الفكرة المتمثلة في جعل الفراشات ترفرف حول الورود الاصطناعية داخل فستان شفاف، لكنه في الوقت نفسه كان قلقًا بشأن الفراشات. وأوضح كيف أن ظهور فراشة بيضاء بجانبه بعد جنازة جدته قبل 20 عاما جعلته "سعيدًا للغاية" وكان مطمئنا لقربها، وقال إن منذ ذلك الحين إن الفراشات غالبا ما تأتي إلى جانبه وتطير بالقرب منه لفترة من الوقت.
وعلى الرغم من ذلك، قال تاكاهاشي إنه كان قلقًا على الفراشات التي تم استخدامها، نظرًا لرغبته في أن تكون "آمنة وبصحة جيدة"، فقد تم طلبها من شركة تستخدم طريقة أخلاقية لتربية الفراشات وقبل العرض، تم منحها مساحة واسعة، حيث يمكنها التنفس والتحليق. وبعد نهاية العرض، تم إطلاق سراحها في الحديقة. "ولكن في نهاية المطاف، كما قلت، أو كما اعتقدت في مكان ما في قلبي، كان هذا الفعل لا يزال خطأ"، كتب تاكاهاشي إلى بيتا.
مع أسفه لأنه حاصر فراشات يمكنها الطيران بحرية في السماء، وعد مؤسس Undercover بأنه لن يستخدم الفراشات أو الحيوانات الحية الأخرى في إبداعاته مرة أخرى.
وقبل ختم الرسالة، قال تاكاهاشي: "من فضلكم لا تترددوا في إبلاغنا بالمزيد حول هذا الموضوع لأننا نريد أن نتعلم التصرف بشكل أفضل. وأدعو الله أن تأتي الفراشات إلى جانبي مرة أخرى."
موسم خريف وشتاء 2023 لم يسلم من الانتقادات
مجموعة Schiaparelli لربيع وصيف 2023 في أسبوع الموضة في باريس لم تسلم من الانتقادات بدورها، إضافة إلى إطلالة كايلي جينر التي وصلت إلى العرض بثوب أسود مخمليّ طويل وتباهت برأس أسد مزيف معلّق على خط العنق.
وكما أوضح المدير الإبداعي للدار دانييل روزبيري، فإن المجموعة مستوحاة من رواية Inferno "الجحيم" الكلاسيكية لدانتي ودوائر الجحيم التسع، وهي "استعارة للشك والعذاب الإبداعي" التي يعيشها جميع الفنانين.
القصيدة الشهيرة التي تعود للقرن الرابع عشر، تضمّنت النمر والأسد والذئب، والتي تم تمثيلها جميعًا كرؤوس حيوانات على فساتين مختلفة في المجموعة. وشدد روزبيري على أن كل رأس حيوان كان مصنوعًا من الراتنج الرغوي ومواد أخرى من صنع الإنسان، وأطلق عليها اسم "التحنيط المزيف".
وفي منشور على انستقرام، كتبت العلامة " م يتم إيذاء أي حيوانات أثناء صنع هذه الإطلالات."
ورغم ذلك، لم تسلم المجموعة من انتقادات الأشخاص الذين يدافعون عن حقوق الحيوانات.
الموضة وعلاقتها بالقسوة على الحيوانات
منظمة "بيتا" لحقوق الحيوانات، وشعارها "الحيوانات ليست ملكنا لنأكلها أو نلبسها أو نقوم بتجارب عليها أو ان نستخدمها لترفيهنا أو ان نضايقها بأي شكل من الأشكال"، تقول دائمًا بأنه لا يوجد شيء "طبيعي" في الملابس المصنوعة من جلود الحيوانات أو فرائها. بالإضافة إلى التسبب في معاناة ووفيات الملايين من الحيوانات كل عام، يساهم إنتاج الصوف والفراء والجلود في تغير المناخ، وتدمير الأراضي، والتلوث.
وعلى مرّ السنوات وحتى يومنا هذا، تقوم منظمة بيتا بمقاطعة عدد من عروض الأزياء في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، فيعمدون مثلًا لإلقاء طلاء أحمر في ممر العرض أو حمل يافطات منددة ويقومون بمقاطعة العروض، ما دفع العديد من المشاهير إلى تبني شعارات المنظمة والمطالبة بوقف كل ما يؤدي إلى معاناة الحيوانات، وصولًا إلى إعلان بعض العلامات التجارية وقف استخدام الجلود الطبيعية ولجوئها إلى الجلود الاصطناعية.