أشهر ليلة في عالم الموضة... دور الأزياء والنجوم يطلقون العنان لمخيّلتهم في Met Gala 2024
تُعد Met Gala أكبر ليلة في عالم الموضة بلا منازع... وعندما أعلن معهد Metropolitan Museum of Art’s Costume Institute عن قواعد اللباس الخاصة بحفل هذا العام، "حديقة الزمن"، في فبراير الماضي، لم يكن بمقدور المنظمين التنبؤ كيف سيكون التنفيذ على أرض الواقع بعد ثلاثة أشهر تقريبًا.
موضوع هذا العام مستوحى من القصة القصيرة التي كتبها "جي جي بالارد" J. G. Ballard عام 1962 والتي تحمل الاسم نفسه "The Garden of Time"، والتي تحكي قصة الكونت أكسل وزوجته، اللذين يعيشان حياة من الترفيه والجمال في فيلا كبيرة محاطة بحديقة من الزهور البلورية. خارج الفيلا، يهدد حشد من الغوغاء بزعزعة سلامهما، وهو ما يتجنبه أكسل عن طريق قطف زهرة تعكس الزمن حتى لا يتبقى منها شيء.
إطلالات تترجم "حديقة الزمن"
السجادة الحمراء المعتادة تم استبدالها بما يشبه حديقة مورقة لتتناسب بدورها مع موضوع الحفل، كما اتبع عدد من الحاضرين نهجاً حرفياً لقواعد اللباس في "حديقة الزمن" من خلال الإطلالات المغطاة بالأزهار. "سينثيا إريفو" Cynthia Erivo ارتدت بدلة تنورة من تصميم Thom Browne مع ذيل طويل مغطى ببتلات الزهور، بينما اختارت "أيو إيديبيري" Ayo Edebiri و"جريتا لي" Greta Lee فساتين Loewe الزهرية، وهي العلامة التي ترعى الحدث هذه السنة. كان التفسير الأكثر ميلاً إلى المغامرة هو فستان "لانا ديل راي" Lana Del Rey، من تصميم Sean McGirr المدير الإبداعي لعلامة ألكسندر ماكوين، والتي أطلت بفستان مزدان بأغصان الأشجار التي تدعم الطرحة على رأسها وحملت بيدها وردة حمراء.
وقال "ماكجير" عن مصدر إلهام هذا التصميم: "أردت أن أتصل بالجزء الأكثر شرًا من القصة وموسيقى لانا هي مصدر إلهام كبير".
نجوم ركّزوا على الجانب المظلم من القصة
في المقابل، سعى نجوم آخرون إلى التركيز على العناصر المدمرة في قصة بالارد. ارتدت الممثلة "ريبيكا فيرجسون" Rebecca Ferguson فستانًا من تصميم Thom Browne يشبه تمثالًا في حديقة تجتاحه الغربان. أما "دوا ليبا" Dua Lipa فارتدت فستانًا أسودًا من Marc Jacobs مكونًا من قطعتين مع كورسيه وتنورة شفافة وعباءة من الريش. من جهته، اختار Bad Bunny، أحد الرؤساء المشاركين في الحفل، إطلالة من دار Margiela صُممت خصيصًا له مع كورسيه من الساتان الأسود، سترة باللون الكحلي، وقبعة وأكمل الإطلالة بحذاء Tabi الشهير من العلامة.
وقال Tom Eerebout، الذي نسّق إطلالة ريبيكا فيرجسون: "أردنا مواصلة قصة The Garden of Time ولكن مع إظهار ما يحدث عندما يتم تدمير الحديقة. الغربان التي تشق طريقها فوق الصورة الظلية تبتلعها ببطء."
إطلالات تركّز على عنصر "الوقت"
هذا وركز البعض الآخر بدلاً من ذلك على عنصر "الوقت" في القصة، فوقع اختيارهم على إطلالات أرشيفية أعادت عقارب الساعة إلى الوراء. احتضنت بالنسياغا تراث العلامة من خلال العديد من الإطلالات: ارتدت "راشيل سينوت" Rachel Sennott، التي حضرت الحفل لأول مرة، فستانًا مصنوعًا من ثلاثة فساتين بالنسياغا من الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، بينما ارتدت "نيكول كيدمان" فستانًا مصمم خصيصًا لها مستوحى من تصميم Cristobal Balenciaga يعود إلى الخمسينيات.
من جهتها، أطلّت كيندال جينر Kendall Jenner فستاناً من جيفنشي يعود إلى عام 1999 من تصميم ألكسندر ماكوين لم يتم ارتداؤه من قبل، حيث تم عرضه في الأصل على عارضة أزياء.
أما تعاون "تيلا" Tyla ودار Balmain فأنتج فكرة فريدة من نوعها لموضوع "الوقت"، فقد ارتدت ثوبًا مصنوعًا من الرمل الذي تم تشكيله على جسدها. تمثيل مناسب لرمال الزمن، لكنه جعل من الصعب على المغنية صعود الدرج فتم حملها لتخطي كل هذه الأدراج.
وقال المدير الإبداعي لـ Balmain أوليفييه روستينغ، إن الهدف من الفستان هو "ابتكار شيء يدوم إلى الأبد".
زندايا تخطف الأنظار بإطلالتين
أما الإطلالة المنتظرة هذا العام فكانت للنجمة زندايا، والتي حضرت هذا العام بصفتها أحد الرؤساء المشاركين للحدث، وبدل إطلالة واحدة خطفت الأنظار باثنتين وطبعًا حملها توقيع منسق الأزياء الأيقوني Law Roach الذي كان حاضرًا كالعادة إلى جانبها. التصميم الأول الذي أطلت به زندايا كان من توقيع دار Margiela باللون الأزرق من تصميم "جون غاليانو" مزيّن بالتول مع غطاء رأس مثير، ثم عادت لتختتم الأمسية بفستان أسود لم يلبسه أحد قبلها من مجموعة Givenchy لربيع 1996، من تصميم غاليانو أيضًا، مع غطاء رأس مزدان بالورود من تصميم فيليب تريسي عام 2007.
فستان جينيفر لوبيز تطلّب 800 ساعة من التطريز اليدوي
ولا يكتمل مشهد إطلالات النجمات في حفل Met Gala دون إطلالة جينيفر لوبيز التي ظهرت في تصميم Schiaparelli Haute Couture صممّه "دانييل روزبيري" خصيصًا لها، بصفتها أحد الرؤساء المشاركين.
ارتدت جينيفر لوبيز فستانًا شفافًا بدون حمالات مع خط عنق مدور، ملفوف ومقطع من الأمام من التول، ومطرز بالكامل باللؤلؤ الفضي الدافئ وأحجار الراين. تطلب هذا التصميم أكثر من مليونين وخمسمئة ألف حبة خرز فضية و800 ساعة من أعمال التطريز اليدوي.
معرض Met Gala
على غرار الموضة على السجادة الحمراء، كان معرض هذا العام بعنوان Sleeping Beauties: Reawakening Fashion كثيفًا بالأزهار، ولكنه احتضن أيضًا التكنولوجيا، حيث جلب أكثر من 250 قطعة ملابس تعود إلى أربعة قرون من أرشيف معهد الأزياء إلى الحياة من من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي وإسقاط الضوء والرائحة والتقاط الصوت.
قال أندرو بولتون، أمين متحف ويندي يو المسؤول عن معهد Met للأزياء، في معاينة المعرض صباح يوم الاثنين، "الطبيعة هي استعارة أوسع للأزياء وهشاشتها وزوال الموضة"، مضيفًا "ولكن أيضًا الطبيعة الدائرية للأزياء وأفكار التجديد والولادة".
يتم تنظيم المعرض في ثلاث صالات عرض قائمة بذاتها تركز على عناصر الأرض والرياح والهواء، مع غرف ذات طابع خاص حول الزهور، والحشرات وغيرها من الطبيعة. الشخصيات المجاورة، مثل حوريات البحر.
ولإضفاء الحيوية على القطع، يتضمن المعرض عناصر حسية، مثل الجدران المعطرة برائحة الثوب وصوت حفيف الفستان الذي يعزف في الخلفية. كما حصلت الإطلالة الختامية للمعرض، وهي ثوب زفاف من ثلاثينيات القرن العشرين مع ذيل حورية البحر ارتدته شخصية المجتمع النيويوركية ناتالي بوتر، على المعالجة التقنية. سيتمكن رواد المتحف من التحدث مع نسخة طبق الأصل من الذكاء الاصطناعي لناتالي بوتر عن حياتها وذوقها في الموضة والملابس والحياة في نيويورك في الثلاثينيات.
سيتمكن الزوار من رؤية هذه الملابس وغيرها جنبًا إلى جنب مع الإبداعات المعاصرة من مارني وألكسندر ماكوين وكولينا سترادا ولويفي. وقال بولتون: "الموضة هي شكل من أشكال الفن الحي". "أحد الأهداف الأساسية وراء المعرض والتفاعلات الحسية هو تحويل الزوار من مشاركين سلبيين إلى مشاركين نشطين".