تحولات في عالم تكنولوجيا الأزياء... A Fashionable FUTURE
إعداد: HEBA NOUMAN
تمرّ صناعة الأزياء بثورة تكنولوجية كبرى .. في هذا العام، يستعدّ عالم تكنولوجيا الأزياء لتحولات أكثر من أي وقت مضى. من التصميم الثلاثي الأبعاد والطباعة الثلاثية الأبعاد إلى ابتكارات الذكاء الاصطناعي، ستستمر أوجه التكنولوجيا في مجال الموضة في التغيّر، وسيستمر هذا الاندماج في إعادة تحديد سبل ارتباطنا بالأزياء في عالم يزداد رقمنة.
من المرجـــــــــــح أن يكــــــــــون الذكاء الاصطناعي التوليدي هو التكنولوجيا الأسرع تحــــــــــركا في الوقت الحالي، ويبدو أنه سيغير الطريقة التي نصمم بها الأزياء وننتجها ونبيعها ونرتديها.
تستخدم علامتا "زارا" و"إتش أند أم" الذكاء الاصطناعي للتحكم في سلاسل التوريد، وهو ما يعزز استدامة ممارساتهما من خلال الحد من المخزون الزائد والهدر. كما تستعين الكثير من العلامات التجارية أيضا بالذكاء الاصطناعي للمســــــــــاعدة في عمليات التصميم، مع صــــــــــور للملابس تولد من طلبات وتوجيهات مطبوعة، من أجل تصّور المواد والأنماط المختلفة. وذلك يتيح للمصممين اتخاذ قرارات متعمّقة قبل إنتاج الملابس بشكل فعلي.
تسبر المجموعات الطليعية التي تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي أغوار التقاطع بين الموضة والتكنولوجيا. وتستخدم المواهب الصاعدة في التصميم بالذكاء الاصطناعي هذه التكنولوجيا منذ بضع سنوات لابتكار مجموعات أزياء، في ظل إقامة عروض في نيويورك على أساس موسمي.
يمكــــــــــن للذكاء الاصطناعي أن يكون مصمما مشاركا، ومحللا للصيحات، وعارض أزياء، ومتسوقا شخصيا، ولكننا ما زلنا لا نعرف سوى القليل عمّا يمكن أن تعنيه هذه التكنولوجيا لصناعة الأزياء ككل.
إن التصميم وإعداد النماذج الأولية بأبعاد ثلاثية موجودان منذ بعض الوقت، ولكننا نشهد الآن اعتمادا أوســــــــــع لهذه التقنية في شركات من مختلف الأحجام. تُمكّن الطباعة الثلاثية الأبعاد مصممين مثل "آيريس فان هيربن" من إنشاء نماذج أولية بسرعة وسهولة، فتسمح لهم باختبار تصاميمهم وتعديلها بشكل فوري. ولا تجعل هذه التقنية عملية التصميم أسرع فحسب، بل تقلل أيضا من التكاليف المرتبطة بأخذ العينات المادية، وهو الأمر الذي سيغيّر قواعد اللعبة بالنسبة للكثير من المصانع. مع ارتفاع الطلب على التخصيص، وفي ظل مواصلة السباق نحو الموضة السريعة والفائقة السرعة، ستزداد شعبية التكنولوجيا الثلاثية الأبعاد بالتأكيد خلال السنوات المقبلة.
وسيشهد مجال تصميم الأقمشة أيضا ثورة ناتجة عن التطورات الاستثنائية في تكنولوجيا الطباعة الثلاثية الأبعاد. ويمكن صنع النسيج المطبوع طباعة ثلاثية الأبعاد من مجموعة من المواد، بما في ذلك الألياف الاصطناعية مثل البوليستر أو النايلون أو الإيلاستين. تتطلب العملية استخدام برنامج كمبيوتر لإنشاء رسومات معقّدة يتم إدخالها بعد ذلك في آلة طباعة ثلاثية الأبعاد تودع طبقات من المواد لإنشاء النسيج، والنتيجة قماش فريد ومخصص. ويستطيع المصممون تجربة أنماط وخامات مختلفة، إضافة إلى زيادة مكونات مثل الجيوب أو الأزرار أو السحّابات على التصميمات.
وقد قطعت الحياكة الرقمية بدورها أشواطا كبيرة في عالم الطباعة الثلاثية الأبعاد، وهو ما يوفر عددا لا يحصى من إمكانيات التخصيص. على سبيل المثال، يستطيع مصنعون مثل "شيما سيكي" في اليابان تحويل مخاريط خيوط الغزل إلى ملابس كاملة غير مدروزة في أقل من ساعة.
منذ ظهور آلات الطباعة الثلاثية الأبعاد، تبحث الكثير من العلامات التجارية، الكبيرة والصغيرة على حد سواء، في الإمكانيات التي تحملها للإنتاج حسب الطلب، وحلولها الجديدة للتخصيص والاستدامة والإبداع. وعلى الرغم من أن هذه التقنية تتطلب وقتا، إلا أنها تؤدي إلى تقليل الهدر، وتثبت أنها أقل استهلاكا للعمالة من أنواع التصنيع الأخرى. تقلل طباعة الملابس حسب الطلب من هدر الأقمشة بنسبة ٣٥ في المئة تقريبا، ويمكننا أن نجد في هذا النهج معرفة قيمة حول كيفية إعادة تشكيل الوضع الحالي للمصانع وتكييفها مع توجّه بيئي واجتماعي أكثر استدامة.
ومع انتشار الأقمشة المطبوعة بطباعة ثلاثية الأبعاد في قطاع الموضة، فتحت الأقمشة الذكية آفاق أذهاننا أيضا حول ما يمكن أن تفعله الملابس. فباستخدام أجهزة الاستشعار والألياف الموصلة، يمكن الآن تصميم الأقمشة لمراقبة كل شيء من درجة حرارة الجسم إلى معدل ضربات القلب، وهو ما يبشر بعصر جديد من الوظيفة والراحة. تتخطى هذه التطورات مجرد المظهر الجمالي، لتمكّن الملابس من أن تكون بمنزلة امتداد تفاعلي لحياتنا اليومية. من خصائص امتصاص الرطوبة في الملابس الرياضية إلى المنسوجات المتكيفة التي تستجيب للتغيرات البيئية، لا حصر للاحتمالات!
أخيرا، نصل إلى الأداة التكنولوجية الأبرز وهي التجارة عبر الهاتف المحمول، والتي تزداد تطورا يوما بعد آخر، من التسوق عبر "إنستغرام" إلى المحافظ الذكية. وقد كان لها أكبر تأثير في حياتنا اليومية، بعد أن أصبحت أحد أسرع القطاعات نموا في عالم التجارة الإلكترونية.
صار استخدام هواتفنا الذكية في التسوق عبر الإنترنت أسهل من أي وقت مضى، مع التقنيات الجديدة مثل بصمة الإصبع والتعرف إلى الوجه، والتي من المتوقع أن تصبح وسيلة الدفع المستقبلية لمشتريات التجزئة. وإذا أضفنا إلى نمو التجارة الإلكترونية وسائل التواصل الاجتماعي، مع ميزة التسوق على "إنستغرام" و" متجر تيك توك" ، يمكن للعلامات التجارية أن تكون حاضرة في القنوات المفضلة لعملائها من خلال عرض تجاري رقمي متكامل تماما. وهذا يجعلها مرئية أكثر، ويوفر لها المزيد من فرص البيع عبر الإنترنت.
إن إمكانيات الابتــــــــــكار والتخصيص بين الأزيــــــــــاء والتكنولوجيا بالفعــــــــــل لامحدودة، وتسمح لصناعة الأزياء بتخطي الحدود الحالية وإعادة التفكير في جماليات الأقمشة الأكثر تقليدية. وبفضل الدمج السلس للتكنولوجيا في عالم الموضة، تمنحنا المنسوجات الذكية والتصميمات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والخيارات التجارية الكثيرة عددا هائلا من الميزات المتطورة التي تتكيف مع المتطلبات المتزايدة للعملاء. موفّرة فرصا جديدة للشركات والمصممين للتحرر من النماذج التقليدية واستكشاف إمكانيات جديدة ومشوّقة، تسير صناعة الأزياء في طريقها لأن تصبح رقمية وشخصية وأكثر استدامة.