خاص "هي": رمضان، الحب، والنجاح… عليا الخفاجي تكشف أسرارها
بمناسبة شهر رمضان المبارك، تجتمع الأناقة والروحانية في جلسة تصوير حصرية مع سيدة الأعمال الإماراتية عليا الخفاجي مؤسسة موقع "أوكتا"، التي تجسد بأسلوبها الأنوثة الراقية والقوة الناعمة. بإطلالات ساحرة من مجموعة Loro Piana، تعكس عليا جوهر الفخامة الهادئة التي تتناغم مع روح الشهر الفضيل. في هذه المقابلة، نتحدث معها عن رحلتها المهنية، التي صنعت منها شخصية ملهمة، كما نغوص في مفهوم الحب من منظورها، ونستكشف كيف تؤثر القيم الثقافية والعائلية في رؤيتها للحياة والشراكة. وسط الأجواء الرمضانية الدافئة، تكشف لنا عليا عن موازنتها بين النجاح، الحب، والروحانية. لقاء خاص يسلط الضوء على امرأة تحمل في طياتها عمق التجربة وجمال الحكاية.
رمضان هو وقت للتأمل والتواصل الروحي. فكيف تحتضنين معاني هذا الشهر في حياتك الشخصية؟
رمضان بالنسبة إلي شهر مميز جدا، ويحمل معاني عميقة. إنه الوقت المناسب لأخذ خطوة إلى الخلف ولإبطاء وتيرة الحياة بوعي. لرمضان جوهر خاص، وأنا أحب احتضان الجو الروحاني الذي يهيمن على الشهر الكريم والانغماس فيه. وخلال هذا الشهر، أنظّم وقتي بشكل يعطي الأولوية للممارسات الروحية، وتمضية الوقت مع العائلة، والتواصل مع الأصدقاء والأحباء. أميل إلى أن أكون أكثر هدوءا في رمضان، متمسّكة بالسكون الذي يرافقه. وأحاول تجنب أي تشويش لهذا السلام الداخلي!
ما الطـقــــوس اليــوميـــة التي تحــــمــل معنى خاصا بالنسبة لك أو لعائلتك في رمضان؟
الإفــــطـــــار في المـــنـــــزل مقدس بالنـــســبـــــة إلي. عمـــــوما، أنا شخص "بيتوتي" يحـــب المنزل، لذا من شبه المستحيل إقناعي بتناول الإفــــطــــار الرمضــــاني خــــارجــــــه. أستمــــتــــــع بالـــراحــــة التي تــــــمدّني بها مائدة الإفطار في المنزل، وبكل تلك التقاليد الصغيرة التي نتشاركها كعائلة والتي أقدّرها كثيرا. وتزداد هذه اللحظات تميّزا حين نستضيف أصدقاء مقرّبين وأقارب. وفي وقت لاحق من الأمسية، نجتمع حول الشاي والقهوة والحلويات، ونكون حاضرين مع بعضنا البعض.
وعلى المستــــــوى الشخــــصــــــي، أكـــــرّس شــــهـــــر رمـــــضـــــان الكريم لممارساتي الدينـــــية، فأقــــــرأ القرآن بعد الظهرـ وأحضر الصلوات ليلا.
الشهر الفضيل فرصة للتجدد وإعادة تحديد ما نركّز عليه. كيف توازنين بين الجوانب الروحانية لهذه الفترة ومتطلبات إدارة شركة ناجحة مثل "أوكتا" OKTA؟
الآن بعد أن أصبحت في مكان أستطيع فيه أن أمنح نفسي المزيد من الوقت، مقارنة بما كنت عليه عندما أسست شركة "أوكتا" OKTA قبل بضع سنوات، أركز فقط على احتياجات العــــمــــل الأســــاسيــــــة التي تتــــطـــلــــــب وقـــــتي الكامل وتفرغي. من السهل جدا أن تنشغلي بمتطلبات هذا القطاع وكل الأنشطة والفعاليات التسويقية التي تقام خلال شهر رمضان، وفجأة تلاحــــظيـــــن أن الشــــهـــــر قد فاتــــــك. لذلك، تتمــــثل استراتيـــجــيـــــتي لتمـــــضـــية شهر رمضـــــان بشكل ملائم، في التخطيـــــط المسبق، حتى نتمكن من تنفيذ خططنا بدلا من أن ننشغل بالمتطلبات المستمرة. ويضمن هذا النهج توازنا في تنظيم وقتي، مع ضمان سير أعمالنا بسلاسة.
ما مــــدى أهميـــــة الملابس المريحـــة بالنســــبة لك خلال شهر رمضان؟ وكيف تحــــاكي هــذه المجمــــــوعة الخاصة من "لورو بيانا" Loro Piana شخصيتك؟
aa أنا من عشاق المـــــلابس المريحة. وكثــــيرا ما أعـــــــود بذاكرتي إلى أيام شبابي وأتساءل كيف تمكنــــت من تحمل ساعات طويلة بملابس ضيّقة! الآن، تشدّني الجماليات الأكثر استرخاء وراحة وبساطة، وهو ما يتماشى مع هوية علامة "لورو بيانا" Loro Piana، التي لا تركّز برأيي فقط على التصاميم، بل أيضا على نمط عيش عملائها، مع الأخذ بعين الاعتبار أنشطتهم اليومية لضمان وجود الجانب العملي في قطعهم. إضافة إلى ذلك، إن استخدامهم للأقمشة الطبيعية هو أكثر ما يجذبني ويعجبني. تبدين دائما أنيقة في قطع عابرة للزمن، وتشعرين بالثقة، وتظهرين بإطلالة أنيقة وعصرية من دون أي انزعاج، وذلك يتوافق حقا مع هويتي وأسلوب حياتي.
هذا العدد من "هي" مكرّس للحب. ماذا يعني لك الحب في سياق القيادة والمجتمع والحياة الشخصية؟
بالنســـبة لي، إن الحب مظــــــــلة تغطي العديد من الفضائل، التي تشكّل مجتمــعـــــة مفهوم الحب. إن فضــائل الاحــــــتـــرام والرحمة والصـــــدق والـــــنزاهـــــة والــــوفاء والمســؤوليــــــة والثــــقـــــــة واللــــطــــف والتســـــامح هي صفـــــات مغـــــروســـــة في نهـــــــجي القيـــــادي ومقـــــاربتي لعلاقاتي الشخصية مع الأصــــــدقاء والعائـــــلة والمجتمع الأكبر. إنها صفات وسمات أبذل قصارى جهدي لأقود بها، وأعمل على تنميتها في نفسي كل يوم. وهي أيضا الصفات التي أبحث عنها في الآخرين، سواء في فريق العمل أو العائلة أو الأصدقاء أو المحيطين بي، لأجل الحصول على بيئة أكثر شمولية وانسجاما في العمل والمنزل وكل العلاقات الأخرى.
هل هنـــــاك قـــصة حب معيـــــنة، شخصـــية أو مهــــنية، ألهمتك أو أثّرت في نهجك القيادي؟
قد تكون رحلتي مع "أوكتا" OKTA واحدة من أكثر قصص حبّي الشخصية التي تلهمني. فقد علمتني الكثير خلال أوقات الفرح والانتصارات، وأيضا لدى اجتياز لحظات الشك والصعوبات. ما بدأ كشغف باختيار علامات تجميل واعية وهادفة قد نما ليصبح شيئا أكبر بكثير مما تخيّلت. إنها قصة حب متجذرة في المثابرة، والقدرة على التكيف، وفرح بناء شيء مؤثر. وهي أيضا قصة أخذتني في رحلة تعزيز ثقتي بذاتي وتحسين علاقتي بنفسي. وعلى الصعيد المهني، علّمتني أهمية بناء علاقات منسجمة مع شركائنا وعملائنا وفريق عملنا، والبقاء وفية لرؤية تغذّيها الأصالة ويدفعها الاهتمام.
بين موضوع الحب وشهر رمضان، قيم جوهرية مشتركة، مثل العــــطاء والاتصـــــال. كيف يتــــــردد صدى هذه القيم في عملك؟
على المستـــــوى الشخـــصي، يلقــــــي شهر رمـــضـــــان الـــــضـــــــوء على قــــــوة ضـــــبط النــــفس والصــــــبر، وهما فضيلتــــان تؤثران في طريقة تعاملي مع عملي وعلاقاتي الشخصية. في رمضان ولكن أيضا في كل مراحل مسيرتي المهنية، أركز على بناء علاقات هادفة عميقة وتعزيز روح الكرم والسخاء. وسواء كان ذلك من خلال المنتجات التي نقدمها أو الطريقة التي نعمل بها مع فريقنا وشركائنا، أؤمن بالتأثير التحويلي للعطاء واحترام الجميع والبقاء على اتصال بما هو حقا مهم.
ما مشاريعك الجديدة؟
يمثـــل هذا العــــام فصـــــــلا مشــــــوّقا في حـــكـــايــــة "أوكتــــا" OKTA. نستـــعــــد أوّلا لإطــــلاق الكثــــيـــــر من العـــلامات التجارية الجديدة على www.discoverokta.com وتوسيع نطاق توفرها من خلال قنوات التوزيع الحصرية وشركاء التجزئة. إضافة إلى ذلك، ندخــــل رسميـــــا الســــوقين الكويتـــيـة والسعودية، ونتخطى المبيعات الإلكترونية الخارجية لتأسيس حضور أقوى في هاتين المنطقـتـــــين. كما نتطلع أيــــضــــا إلى إطلاق منـــــــتجات جديدة في النصف الثــــــاني من العـــــام، من عـــــلامـــــــات تجــــــــارية مثل ABEL للعــــطــــــور، وCorpus Naturals، وOio Lab، مـــعــــززين مجموعتـــنا المتنامية من المنـــتــــجات الواعية والعالية الجودة. في معظم الأحيان، سنكون منهمكين في العمل بجد وتفانٍ!
أخــيـــــرا، كـــونــــك امــــرأة ملهـــمـــــة لعــــــدد كبــــيـــــر من النـــســـاء. ما نصيحــتــــك للمــــرأة التي تعـــمــــل على الموازنة بين جذورها الثقافية وطموحاتها المهنية وشغفها الشخصي؟
في المجتـــمع الشرق أوسطي الذي يعيــــــش اليوم تطوّرا مستمرا، وبشكل خاص في المجــــتمــــع الإمـــــاراتي، تضطلع المرأة بأدوار ديناميكية مع الحــــفاظ على ثراء تراثنا الثقافي والاحتفاء به. وأعتـــــقد أننا نمر بمــــراحل وفتــــــرات مختلــــفـــــة في حيــــاتنا نستمر خــــلالهــــا في اكتســـاب عـــــادات ومعتــــــقدات وسلوكيات معيّنة والتخـــــلي عن أخرى. ومع تقــــدمنا في الــــسن وخـــوضــــــنا المزيد من تجارب الحياة، نتـــغير ومعنا تتغير رغباتنا وحاجاتنا أيضا. لذلك، نصيحــــتي لك أن تحتــــضــني كل جــــوانب رحلتك بأصالة، وأن تتيحي لنـــفسك مساحة كافية للنمو وتجربة التغييرات التي تأتي في طريقــــك. إن الحــفاظ على اعتـــــــزازك بجذورك سيبقيك دائما ثابتة ومتصلة بها، فتـــجـــدين القوة في قيــمك وتعرفين أنك تملكـــيــــن صوتـــــا له مكــانه على الساحة العالمية. إن التوازن في رأيي يتحـــقـــــق من خــــلال المواءمــــة بين طمـوحاتك وما تشعرين بأنه يشبهك بصدق، وتــذكّري دائما أن فـــــرادتك هي أعظم ما تملكينه.
