
بعد أن حظرتها العلامات الكبرى... الفراء تعود إلى منصات العروض لكن بحيلة!
منذ قرابة عقد من الزمان، أعلنت "غوتشي" Gucci أن الفراء أصبح شيئًا من الماضي، مما دفع العديد من العلامات إلى انتهاج الخط نفسه وحظر استخدامه. ومع ذلك، ظهر الفراء بشكل لافت على منصات عروض خريف وشتاء 2025-2026 خلال أسابيع الموضة.
جال تقرير أعده موقع Bof على عروض أسابيع الموضة، فأضاء على مجموعات عدة ظهر فيها الفراء بقوّة. في نيويورك، ارتدت العارضات في عرض "آنا سوي" Anna Sui ياقة وأساور وقبعات ومعاطف مزينة بالفراء. في لندن، زيّنت "سيمون روشا" Simone Rocha تصاميمها بحمالات صدر فاخرة، ووشاحات، وأطراف فساتين وإكسسوارات كلّها مغطاة بالفراء. أما في ميلانو، فقد احتفلت "فندي" Fendi بمرور 100 عام على تأسيسها من خلال إعادة إحياء إرثها في الفراء عبر صنادل وحقائب كتف ومعاطف ضخمة. وانتشرت هذه الصيحة أيضًا في عروض "برادا" Prada، "دولتشي آند غابانا" Dolce & Gabbana، "بالي" Bally، "تودز" Tods، وحتى "غوتشي" Gucci نفسها. في باريس، أضافت علامة Ganni لمسات من الفراء المصبوغ بألوان الباستيل إلى معاطف الصوف والجينز.


ورغم أن معظم دور الأزياء هذا الموسم لم تستخدم الفراء الحقيقي، إلا أن إطلالةً كانت محظورةً إلى حدٍ ما، عادت الآن بقوة.
صيحة مزيّفة؟
انتشار هذه الصيحة سبق إطلاق مجموعات خريف وشتاء 2025-2026، وتحديدًا مع صيحة "زوجة المافيا" أو mob wife.
لطالما كانت منتجات الفراء من بين الأكثر تميزًا في قطاع الرفاهية، لكن اللجوء إلى البدائل الصناعية كان يعني استخدام خامات بلاستيكية مصنوعة من البوليستر أو الأكريليك، مما لم يدعم صورة العلامات التجارية الفاخرة. ولكن خلال السنوات الأخيرة، أصبحت بدائل الفراء الاصطناعية أكثر إقناعًا، كما ظهرت خيارات طبيعية تعتمد على الصوف والجلود المعالجة.
برز الجلد الصوفي (Shearling) كبديل رئيسي، حيث استخدمته علامات مثل "فيراغامو"، "جيورجيو أرماني"، "برادا"، "دولتشي آند غابانا" و"بربري"، لمعالجة جلود الخراف لتبدو كفراء المنك أو الثعلب أو السابل. حتى "فندي"، التي تشتهر بتراثها العريق في الفراء، قامت بتجربة الشيرلينغ إلى جانب الفراء الحقيقي. وقالت "سيلفيا فينتوريني فندي" للصحفيين خلف الكواليس خلال أسبوع الموضة في ميلانو: "لقد عملت في الغالب باستخدام الشيرلينغ، وطبقت كل التقنيات التقليدية التي يتم تطبيقها عادة على الفراء الفاخر للغاية".
ورغم أن الشيرلينغ ليس مشمولًا عادة في حظر الفراء، إلا أن بعض نشطاء حقوق الحيوانات يعارضونه، واصفين إياه بـ"فراء الحملان". بينما يعتبره البعض الآخر أقرب إلى الجلود، حيث يتم الحصول عليه من الأغنام التي لا تربى خصيصًا للفراء.


ومن المنتجات الأقل شيوعًا، ولكنه لا يزال جديرًا بالملاحظة، الفرو الصناعي الصوفي، الذي يستخدم شعر الأغنام، وليس جلدها. في مجموعتها لربيع وصيف 2024، استخدمت دار "ميزون ألايا" Maison Alaïa الصوف لخلق تأثير فروي من خلال حياكة ألياف الصوف في حلقات ثم قصها وتمشيطها لتقليد فرو الغنم. وفي مجموعتها لخريف وشتاء 2024، التي عُرضت في ميلانو، استخدمت "ماكس مارا" أيضًا الفرو الصناعي الصوفي لصنع معاطف "تيدي" ناعمة. وتقول Woolmark، وهي الجهة الأسترالية المختصة بصوف ميرينو، إنها تلقت آلاف الطلبات على عينات من فرو ميرينو الصناعي من قسم الابتكار في "مختبر الصوف" التابع لها، مع تزايد الاهتمام عشرة أضعاف منذ موسم خريف وشتاء 2023/2024.
من جهتها، أعلنت "سيمون روشا" أنها استخدمت الأكريليك، المصنوع من أقمشة غير مستخدمة وفراء صناعي جديد من مصنع إيطالي. في حين تستخدم "غاني" Ganni البوليستر المعاد تدويره في معاطف الفرو الصناعي. أما العلامة التجارية السويدية "هوداكوفا" فقد أعادت تدوير قبعات الفرو القديمة وتحويلها إلى معاطف، بينما أعادت "غابرييلا هيرست" استخدام معاطف المنك الطبيعي في مجموعتها لخريف وشتاء 2025.
بدائل جديدة ومستدامة؟
ظهرت بدائل جديدة للفراء الصناعي تعتمد على النباتات، والتي يمكن أن تمنح العلامات التجارية خيارات لا تعتمد على البلاستيك أو الحيوانات، مما يجعلها أكثر توافقًا مع التزامات الاستدامة التي من المفترض أنها دعمت حظر الفراء في المقام الأول.

في العام الماضي، أطلقت Ganni حقيبة مصنوعة من "سافيان"، وهو بديل متطور للفراء مصنوع من ألياف الكتان والقراص والقنب، تم تطويره بواسطة شركة Biofluff الفرنسية الأميركية الناشئة. وكانت العلامة قد أطلقت عام 2022 أول منتجاتها، وهو معطف مصنوع من جلد سافيان، بالتعاون مع ستيلا مكارتني، خلال مؤتمر المناخ COP28.
كما تعمل LVMH، التي لا تزال بعض علامات مجموعتها مثل ديور، لويس فويتون وفندي تستخدم الفراء، على تطوير بدائل مخبرية بالتعاون مع جامعة "سنترال سانت مارتينز" وكلية إمبريال في لندن.
هل ستعود صناعة الفراء الحقيقية؟
رغم هذا الاهتمام الجديد بالفرو، لا يبدو أنه سيؤدي إلى انتعاش كبير لصناعة الفراء التقليدية، والتي تعاني من تراجع تاريخي بسبب حملات حقوق الحيوان والحظر المفروض على مستوى العلامات والمتاجر وحتى بعض الدول. كما أن الاضطرابات الجيوسياسية مثل جائحة كورونا التي أضرت بمزارع المنك، والحرب الروسية الأوكرانية، قد أثرت سلبًا على السوق.
ومع ذلك، يختار بعض المستهلكين العودة إلى الفراء الفينتاج والمستعمل بدلاً من شراء الجديد. وكما قال "مارك أويتن"، الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للفراء: "من غير المحتمل أن تعلن برادا أو غوتشي عن العودة إلى الفراء الحقيقي، ولكن يبدو أن هناك جيلًا شابًا لا يحب أن يُملى عليه ما يمكنه ارتداؤه وما لا يمكنه."
في المقابل، لا يشعر دعاة حقوق الحيوانات بالقلق من عودة الفراء كموضة. وكما قال "بي جيه سميث"، مدير سياسات الموضة في Humane World for Animals: "موضة "زوجة المافيا" لم تستمر سوى أسبوعين. هذه الاتجاهات تظهر وتختفي، لكننا لم نرَ أي زيادة في عدد الحيوانات التي يتم قتلها، وهذا هو الأهم بالنسبة لي."