هذه هي قصة درياي نور Daria-i-Noor إحدى أكبر الماسات الوردية
ما هي قصّة أكبر الماسات الوردية في العالم؟
إنّها ماسة درياي نور Daria-i-Noor.
لمحة سريعة عن ماسة درياي نور Daria-i-Noor
تُعتبر ماسة درياي نور Daria-i-Noor من أشهر جواهر التاج الإيراني وهي واحدة من أقدم أحجار الألماس التي عرفها الإنسان. ويقدّر الخبراء في معهد الأحجار الكريمة الأميركي Gemological Institute of America (GIA) وزن ماسة درياي نور Daria-i-Noor بنحو 186 قيراطاً. ويُعتبر هذا الوزن تقديرياً لأنّ الخبراء لا يستطيعون نزع الحجر من إطاره لمعرفة وزنه الدقيق وذلك خوفاً من إلحاق أي ضرر به. وتتميّز ماسة درياي نور Daria-i-Noor بلونها الوردي الباهت وقصتها المستطيلة، أمّا اسمها فيعني نهر النور في اللغة الفارسية.
ماسة درياي نور Daria-i-Noor.. عودة إلى القرن الثامن عشر
تقول الروايات إنّ ماسة درياي نور Daria-i-Noor استُخرجت من أحد مناجم غولغوندا Golconda الشهير في الهند. وقد امتلك أباطرة المغول هذا الحجر النادر حتى العام 1739، حين غزا نادر شاه الهند واستولى على كنوز المغول التي تضمّنت هذه الماسة وغيرها من الأحجار مثل ماسة كوهينور Koh-I-Noor. وهكذا انتقلت ماسة درياي نور Daria-i-Noor إلى بلاد فارس آنذاك وتوارثتها السلالات الحاكمة الواحدة تلو الأخرى. وخلال فترة حكم ناصر الدين شاه قاجار وُضعت ماسة درياي نور Daria-i-Noor في إطار يعلوه شعار الحكومة الإمبراطورية الإيرانية، وقد رُصّع بـ457 ماسة وأربعة أحجار من الياقوت.
وما زالت الماسة الوردي مثبّتة في الإطار نفسه حتى يومنا هذا. وتعدّد الروايات حول الجهات التي تناقلت ماسة درياي نور Daria-i-Noor خلال الأعوام المئة الفائتة، ويذهب بعض الباحثين إلى القول إنّ شركة الهند الشرقية استحوذت عليها عندما سيطرت بريطانيا على البنجاب في العام 1849. وبعد أن تم عرض ماسة درياي نور Daria-i-Noor في معرض كريستال بالاس في لندن في العام 1851، عاد إلى الهند في تشرين الثاني – نوفمبر من العام 1852.
ولاحقاً، وبعد ولادة دولة باكستان، أودع الحجر في أن يعود إلى الهند في نوفمبر 1852. بعد إنشاء باكستان، تم إيداع داريا نور في البنك الإمبراطوري الهندي. واليوم، يُعتقد أنّ ماسة درياي نور Daria-i-Noor موجودة ضمن مجموعة جواهر التاج الإيرانية التابعة للبنك المركزي الإيراني في طهران.
الألماس الوردي.. لغز حيّر العلماء
يُعتبر الوردي أحد أندر ألوان الألماس وأجملها. وعلى الرغم من الدراسات الكثيرة حول ألوان الألماس، إلاّ أنّ العلماء لم يحسموا الجدل بشأن كيفية اتّخاذ أحجار الألماس لونها الوردي.
ويعتقد بعض العلماء أنّ حجر الألماس يستمد لونه من الضغط، بحيث أنّه يزداد دكناً كلّما تعرّض لضغط أكبر خلال عملية تكوّنه. واليوم، تُستخرج نسبة تصل إلى 80 في المئة من أحجار الألماس الوردية من منجم أرجايل Argyle الأسترالي. ونظراً إلى ندرته الشديدة، يمكن لسعر القيراط من الألماس الوردي أن يصل إلى 1.75 مليون دولار.