حقائق وطرائف عن أروع مجوهرات "جون كروفورد"
غالبًا ما تكون المجوهرات أكثر تميزًا من الملابس، خاصةً عندما يتعلق الأمر بقطع فريدة؛ وهو ما تثبته مجموعة المجوهرات الخاصة بالممثلة الشهيرة جون كروفورد. فشغفها القوي بالأشياء الثمينة الذي امتد على مدى حياة النجمة المشاركة في بطولة فيلم "ماذا حدث لبيبي جين؟"، يستطيع أن ينافس شغف "ليز تيلور" بالمجوهرات، حتى لو أنه كان أقل شهرة، وذلك لأن قطعها تبعثرت بين المزادات والمبيعات بعد وفاتها عن عمر يناهز 69 عامًا.
في أوائل عشرينيات القرن الماضي، عندما كان اسمها لا يزال "لوسيل فاي ليسور" وكانت نادلة وراقصة في سان أنطونيو بولاية تكساس، ربما لم تكن قد رأت أو تخيلت حتّى المجوهرات الثمينة والباهظة التي كانت ستتزين بها في فترة لاحقة من حياتها. لكننا اليوم نتذكّر جون كروفورد، التي أصبحت واحدة من أكثر الممثلات رواجًا وأعلاهن أجرًا في هوليوود (احتلّت وفق معهد الفيلم الأمريكي المرتبة العاشرة بين أعظم النجوم في تاريخ السينما العالمية) أيضًا لمجموعتها الكبيرة من المجوهرات الفاخرة. صاحبة الموهبة الكبيرة والشخصية القوية والذكية والعازمة والباحثة دومًا عن الكمال جون كروفورد أحبّت اعتماد ابتكارات نفيسة نادرة تميّزت بتصاميمها الخارجة عن المألوف.
من بين العديد من العبارات التي وُصفت بها جون كروفورد وما زالت تميّزها عن بقية العالم، هناك وصف كانت فخورة به للغاية، وهو "كونها فريدة". ولضمان إطلالة لا تضاهيها إطلالة أخرى، ركّزت الممثلة بدقّة وعناية على كل التفاصيل التي لا يمكن للعديد من نجوم السينما الآخرين محاكاتها، مثل المجوهرات الباهظة الثمن والمبهرجة والمتلألئة إلى أبعد الحدود، وهي مجوهرات تليق بالملكات. وقبل كل شيء، كانت تختار مصممين بارعين ومتخصصين وأقل شهرة في بعض الأحيان، مثل "وليام روسر". هذا الصائغ من حي بيفرلي هيلز بذل قصارى جهده لإدخال لآلئ النهر في بروشات معقّدة وخواتم فخمة، وقد ابتكر لها طقمًا أسطوريًا معروفًا باسم "طقم جون كروفورد الجمشتي". ظهر طقم العقد والأقراط والسوار لأول مرة في إطلالة الحداد التي اعتمدتها في أبريل 1959 للمؤتمر الصحفي الذي أعلن وفاة زوجها ألفرد ستيل. لهذه المناسبة الحزينة، اختارت جون مجوهرات مرصعة بالجمشت، وهو حجر الملوك في العصور القديمة. والقطع الثلاث هي الآن في حوزة شركة "فريد ليتون" المتخصصة في جمع أكثر المجوهرات القديمة والمعاصرة المرغوبة في التاريخ.
المصمم الآخر الذي حظي بتقدير كبير من كروفورد كان رايموند كارتر يارد، الذي ابتكر لها العديد من القطع، مثل طقم شهير من أساور بلاتينية بطراز الآرت ديكو كانت عريضة بما يكفي لاستيعاب ثلاث حبات صفير على شكل نجوم بعيار 70 قيراط لكل حجر، وماسات نصف قمرية. ابتكر يارد هذا الطقم المدهش للفنانة الحائزة جائزة "أوسكار"، وقد وضعته في عام 1941 لفيلم "عندما تلتقي السيدات" وفي إعلان لشركة "رويال كراون كولا" للمشروبات الغازية، وبيع أخيرًا في مايو 2022 مقابل مبلغ أوّلي تراوح بين 15000 و20000 دولار أمريكي. الصائغ نفسه كان مشهورًا بعد أن ذاع صيته في صفوف نخبة المجتمع الأمريكي بفضل تصاميمه المترفة بطراز الآرت ديكو وقطعه المخصصة الجميلة التي صممها لعائلات "فاندربيلت" و"روكفيلر" و"دو بون". أما الطقم الذي ابتدعه لكروفورد فيبقى أحد ابتكاراته الأكثر أناقة على الإطلاق، وقد ورد في كتاب صدر عام 2007 بعنوان "يارد: حياة رايموند كارتر يارد ومجوهراته الرائعة".
كانت جون كروفورد مغرمة بالصفير إلى درجة أنها كانت تُعرف باسم "جون الزرقاء". كان لديها خاتم خطوبة مرصع به، وحجر صفير رائع زمرّدي القطع وبعيار 72 قيراط، وطقم مؤلّف من سوار وعقد مزدوج بسلسلة مرنة أو ما يعرف بسلسلة "الأفعى". تميزت سلسلة العقد بحلزونات ذهبية توسّطتها حبة كوارتز سيترين بحجم ضخم وعيار نحو 350 قيراط، ترافقها حبات سيترين أخرى عيارها 11.50 قيراط.
من المجوهرات الأيقونية الأخرى التي امتلكتها جون كروفورد، سوار الجمشت من "أدريان"، الذي أثبت مرة جديدة حبها الكبير لهذا الحجر. كانت هوليوود دائرة مغلقة، وأحيانًا مكتفية ذاتيًا، ولذلك حدث أن يقوم مصمم أزياء الأفلام جيلبرت أدريان المعروف ببساطة باسم "أدريان"، بتصميم المجوهرات للممثلات أيضًا. أما هذا السوار الصلب المصنوع من الذهب والجمشت والماس المربّع بعيار 14 قيراط، فتم طلبه للذكرى الثالثة لزواج جون وفيليب تيري. هذا الأخيرة كان الزوج الثالث للنجمة، وقد أصبح مليونيرًا بعد أن عمل في تطوير العقارات. وداخل الخاتم، محفورة رسالة حب جميلة، لكن الحبيبين انفصلا للأسف بعد أقل من عام.
أخيرًا، من الجدير بالذكر الطقم الذي وضعته جون كروفورد طوال حياتها. تكوّن من عقد وسوار وزوج أقراط من الذهب الأصفر والوردي، وابتكره في عام 1935 مشغل "فرير فيرجيه" لدار "بوشرون". أحضرته الممثلة لفيلم "النساء" في 1939، وتميّز بعدد من أحجار الأكوامارين البيضوية والماسات الدائرية. بعد وفاة الممثلة عام 1977، اشترى هذا الطقم إلى جانب بعض ممتلكاتها المميزة الفنان "أندي وارهول" الذي كان من أشد المعجبين بالنجمة. وتعود ملكية هذا الطقم الآن إلى "هانكوكس"، متجر المجوهرات الشهير في لندن الذي يضم العديد من القطع التاريخية مثل تاج "أنغلزي" العائد إلى 1890. وهناك أيضًا قصة طريفة حول هذا الطقم، إذ يبدو أن الرجل الانجليزي بيتر إدواردز لم يدرك أنه يملك في نافذة متجره مجوهرات كانت في ما مضى للنجمة كروفورد بعد أن صنعها لها جورج فيرجيه، سوى بعد أن تصفح مجلة Famous Jewellery Collectors. وهو كان قد اشترى هذا الطقم في مزاد علني لممتلكات الفنان الراحل "أندي وارهول".