لداعمات الاستدامة.. ماركات مجوهرات عربية تلتزم بهذا المفهوم اليوم

عندما نربط الموضة بفكرة الاستدامة بشكل عام، هناك الكثير من الحديث حول القطن العضوي أو البوليستر المعاد تدويره أو أنواع الأقمشة الأخرى التي تستخدم بالأزياء بطريقة تجعل الماركات أو المجموعات مستدامة بالكامل.

لكن عندما يأتي الأمر إلى المجوهرات، غالباً ما يتم استبعاد الفكرة أو عدم التركيز عليها بقوة مثل عالم الموضة. لكن هذا لا يعني عدم وجود خيارات، بل على العكس تماماً. هناك العشرات من ماركات المجوهرات العالمية والعربية المختلفة التي تركز على الاستدامة بشكل أساسي كجزء من تصميم المجوهرات.

في الواقع، تحتل الاستدامة المرتبة الأولى في أذهان معظم العلامات التجارية التي تصمم المجوهرات أو الساعات اليوم؛ يقوم العديد منهم أيضاً بإعادة تعريف معنى صنع مجوهرات أكثر استدامة حقاً. لا يقتصر الأمر على استخدام المعادن المعاد تدويرها أو الحصول على الأحجار الكريمة من مصادر أخلاقية لإكمال تصميم المجوهرات فحسب، بل جهود الاستدامة الخاصة بالماركات تذهب إلى أبعد من ذلك.

يمكن أن تتراوح الممارسات من دعم المجتمعات المحلية حيث يتم تصنيع القطع، وتوفير الشفافية الكاملة والتعقب إلى الالتزام ببرامج تقلل النفايات لمنع وصول المواد الزائدة إلى مدافن النفايات. وبالإضافة إلى ذلك، عادة ما تكون تصاميمهم أنيقة وخالدة – تليق بكل إطلالة وبكل زمان.

يمكن البدء بفكرة الاستدامة من الخطوات البسيطة مثل اختيار الأحجار الكريمة والمعادن، إلى الخطوات الأكبر التي تحدثنا عنها حتى تكون في النهاية علامة مستدامة من جميع الجهات، وبالمقابل تحافظ على البيئة وتصمم أجمل المجوهرات دون تخريب ما يوجد حولها من طبيعة.

وإذا كنت من داعمات الاستدامة بشكل عام، ومحبة للمجوهرات بشكل خاص، إليك أفضل ماركات المجوهرات العربية التي تمشي في خط الاستدامة اليوم، ومن المتوقع أن تتطور حتى أكثر خلال السنوات القادمة أيضاً.

مجوهرات فاين Fyne Jewelry

في عام 2019، تأسست علامة Fyne Jewelry تحت يد المصممة آية أحمد، التي لطالما كانت هدفها صنع قطع مجوهرات لها تأثير إيجابي على العالم. وهي اليوم تحقق هذا الهدف من خلال توطين الإنتاج، والالتزام بإرشادات الاستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة واستخدام الألماس المصنوع في المختبر بدلاً من الألماس المستخرج. السبب وراء هذا المشروع أن الألماس كان دائماً جزءاً من حياتها، حيث أنها تأتي من عائلة تجار ألماس، ولاحظت أن السوق يفتقر إلى أحجار ألماس بأسعار معقولة ومستدامة في الوقت ذاته، كون كيفية استخراجه التقليدية ليست مستدامة أبداً.، وتصنيعه في المختبر لا يختلف كثيراً عن استخراجه من ناحية الجودة.

مجوهرات إم كي إس MKS

أسست الشيخة مريم بنت خليفة بن سيف آل نهيان علامة MKS للمجوهرات عام 2013 لتركز بشكل أساسي على القطع المرتبطة بالتراث الإماراتي والتي تجسد هوية الوطن الثرية. من بين العناصر التي تمثل تاريخ الإمارات، أطلقت مجموعة باسم ملك اللؤلؤ، تعتمد على استخدام اللآلئ الإماراتية وكذلك الصدف كوسيلة لإبراز العلاقة الفطرية بين الهوية الإماراتية وغواصي اللؤلؤ والبحر. جميع قطعها مصنوعة من مواد خام، وبالتالي فهي صديقة للبيئة. ومع ذلك، يتم التعبير عن مساهمتها الأكبر في الاستدامة من خلال MKS Cares – منصة تستخدم لدعم وتعزيز الجمعيات والأشخاص الذين تؤمن بهم العلامة التجارية وتستوحي منهم.

ألكساندرا حكيم Alexandra Hakim

تستخدم المصممة البريطانية اللبنانية ألكساندرا حكيم العالم من حولها وأبسط الأشياء والعناصر لصنع مجوهراتها. منذ البداية، عندما كانت طالبة في لندن، كانت تلفتها المواد المهجورة التي لا ينتبه لها أحد أبداً – من أعواد الثقاب المحترقة إلى سيقان الطماطم في أسواق بيروت النابضة بالحياة. كانت تأخذ تلك الأشياء التي عادة ما تذهب إلى النفايات، وتستخدم معها المعدن أو الذهب وتحولها إلى قطعة من المجوهرات. اشتهر عملها بعد إطلاق علامتها الخاصة في 2016. تلعب مسقط رأسها بيروت دوراً جوهرياً في تصاميمها.

وبما أن بيروت ميناء، استلهمت ألكساندرا من صياديها. حتى أنها تعرفت على صياد شخصياً كان يعطيها أي قمامة يجدها معلقة بشبكة الصيد الخاصة به. كانت تنقب في القمامة وتستفيد من أي عنصر يمكنها تحويله إلى قطع فريدة من المجوهرات. كل قطعة لديها مصنوعة يدوياً. ولإقامة صلة أكبر بين عملها وحماية البيئة، قامت أيضاً بإنشاء مجموعات مخصصة لأسباب معينة. على سبيل المثال، لزيادة الوعي حول تآكل الساحل اللبناني، أطلقت مجموعة بعنوان "لا مزيد من الأسماك في البحر" تتألف من مجوهرات مصنوعة من لآلئ المياه العذبة.

أوريت نيويورك Aurate New York

نتجت هذه العلامة، التي نشأت في نيويورك عام 2015، عن صداقة قديمة بين بشرى دروزة وصوفي كان، حيث اجتمعا معاً لبناء شغفهما بالاستدامة. ومثل العلامات التي تحدثنا عنها في السابق، تحرص بشرى وصوفي على التأكد من أن المواد التي يستخدمونها تنتج مجوهرات أقل ضرراً للبيئة.

الذهب الذي يستخدمونه للمجوهرات، على سبيل المثال، يتم إعادة تدويره وليس مستخرجاً من المناجم. كما يتم استخراج اللآلئ بوسائل أخلاقية. يتم زراعتها وحصادها في مزارعهما الخاصة والتي تتبع إرشادات صارمة ضد الممارسات غير الأخلاقية. على الرغم من حقيقة أن الألماس لديهما يتم استخراجه، إلا أنهم يطبقون أيضاً إرشادات صارمة لضمان أن الطريقة التي يتم بها استخراج الألماس أخلاقية وتضمن سلامة العمال والحفاظ على البيئة.

باي ميستيك By Mystique

كل تفاصيل علامة "باي ميستيك" تصرخ باسم الاستدامة. فهي تعتمد على المجوهرات المصنوعة يدوياً في دبي لتقليل لوجستيات الشحن الجوي وتقليل البصمة الكربونية، بالإضافة إلى استخدام الذهب المعاد تدويره بنسبة 100٪ والألماس والأحجار الكريمة من مصادر أخلاقية.

وإلى جانب ذلك، تصمم العلامة على حسب الطلب، حتى تقود موجة الاستدامة حقاً وتلهم نهجاً أكثر وعياً للمستهلكين وتتجنب التخزين. وهذا ليس كل شيء، بل الاستدامة داخلة أيضاً في عملية التغليف. لا تستخدم العلامة البلاستيك أو جلود الحيوانات في الأكياس والعلب الخاصة بتغليف القطع، وكل المواد المستخدمة مصنوعة من ورق وعاد تدويره.

إتيكا جويلز Etika Jewels

من خلال أحجار الألماس والأحجار الكريمة المصنوعة في المختبر، تقدم "إتيكا جويلز" مجوهرات أنيقة وناعمة وصديقة للبيئة لكل المستهلكات الواعيات. تم تأسيسها من قبل سيدة الأعمال وخبيرة الألماس المغربية بسمة شايري، التي رأت فرصة لاستخدام العلم لصنع قطع مجوهرات خالدة وخالية من عمالة الأطفال والصراع وظروف العمل السيئة. من الرسومات المبكرة إلى المنتج النهائي، تتخصص العلامة في تجديد القطع الكلاسيكية من المجوهرات الماسية والذهبية من خلال الممارسات الحديثة.

وتأسست العلامة بهدف واحد: أن تقدم للمستهلكين بديلاً جميلاً وأخلاقياً للمجوهرات المرصعة بالألماس. وبالتالي، تعتمد الأحجار المزروعة في المختبر والمصنوعة بعناية فقط. ودائماً ما تحرص المؤسسة على إبراز فكرة تصميم مجوهرات تركز على الأشخاص وعلى الأرض – من خلال دعم المرأة في المجتمعات والحفاظ على البيئة.