10 أسرار متعلّقة بحجر الأكوامارين

قد تتمنّين امتلاك حجر كريم بسبب قيمته أو لونه الفريد. لا بدّ أن نذكر من بين تلك الأحجار المرغوبة للغاية، حجر الأكوامارين الذيازدادت شعبيته في عالم المجوهرات بفضل لونه الأزرق المميّز ومعناه الرمزي القوي. فالأكوامارين يعني في الحقيقة "مياهالبحر" باللاتينية، وتماماً كالبحر، يرمز إلى الهدوء والراحة. اكتشفي هنا 10 حقائق ربما لم تسمعي بها من قبل عن حجر الأكوامارين. 

من الناحية العلمية، المكوّن الرئيسي للأكوامارين هو سيليكات الألومينيوم من عائلة البيريل –المشتقّ من الكلمة اليونانية القديمة beryllosالتي تعني " الحجر الأزرق-الأخضر" بسبب لونه المذهل- وهو نوع معدني يضمّ أيضاً الزمرّد والمورغانيت. يتشكّل الأكوامارين في الصخور أثناء فترة تبريد الحمم البركانية عندما تكون غنية جداً بالبيريل. أمّا اللون الأخضر المائيّ المميّز، فيُعزى إلى وجود آثار الحديد، وتتراوح تدرّجات الألوان من شفافية المياه إلى الأزرق الأكثر حدّة. أحجار الأكوامارين متنوّعة جداً، وتختلف بحسب قوّة اللون الأزرق واحتمال وجود تدرّجات للّون الأخضر. وترتبط هذه الاختلافات بأماكن استخراج الحجر.

إنّ أفخر أنواع الأكوامارين مستخرجة من البرازيل. ففي خمسينيات القرن الماضي،تمّ العثور على رواسبمهمّة للغاية من هذه الأحجار في ولاية ميناس جيرايس البرازيلية، وباتت الأحجار المستخرجة من ذلك المنجم تُعرف باسم أحجار "سانتا ماريا".تحظى الأحجار الكريمة المستخرجة من هذه المنطقة بأهمية كبيرة بفضل خصائصها اللونية غير العادية. إضافة إلى ذلك،هناك بقايا أخرى في بورما، المكسيك، الهند، كينيا، أفغانستان، أيرلندا، أستراليا، الولايات المتحدة الأميركية وروسيا.

في العصور القديمة، كانت أحجار الأكوامارين تُعتبر أحجار إلهة البحر،ولكن تسميتها تعود إلى عصر النهضة. تحكي الأساطير القديمة أنّ هذا الحجر يُستعمل للتمييز بين الحقّ والباطل، بين العدوّ والصديق. وترتبط أساطير عديدة أخرى بخصائص هذه الجوهرة المتعلقة بالمياه والمحيطات. قام اليونانيون القدامى والرومان بعبادة هذا الحجر الثمين وأطلقوا عليه اسم "جوهرة البحّارين". فكان البحّارون يرمون به في البحر لإرضاء الآلهة وتهدئة العاصفة، أو كانوا يعتمدونه كتميمة. واعتُقد في العصور الوسطىأنّ الأكوامارين المقطّع على شكل كروي، يحمل خصائص إلهية. انطلاقاً من هذا الاعتقاد، وكما يصبح البحر مرآة للسماء، يصبح حجر الأكوامارين مرآة تسمح باكتشاف المعاني الخفية للواقع.

في بعض البلدان الغربية، يرمز حجر الأكوامارين إلى الحبّ السعيد، ويُعتبر الهدية المثالية للعروس يوم زفافها كونه يضمن استمرار الحبّ والسعادة في الزواج.

تماماً كالزمرّد، تُحَدّد هوية الأكوامارين من خلال لونه. لكن يمكن أن تخضع الأحجار ذات الألوان الكامدة والمائلة إلى الأخضر، لدرجات حرارة عالية جداً ليصبح لونها أزرقاً سماوياً جميلاً. في الواقع، معظم الأحجار ذات اللون البحري والمستخدمة في صناعة المجوهرات تعالَج مسبقاً بالحرارة.

إلى جانب أحجار أكوامارين سانتا ماريا المذكورة سابقاً، وهي أحجار أكوامارين نادرة ذات لون أزرق حادّ من بلدة سانتا ماريا دي إيتابيرا البرازيلية، نذكر أنواعاً أخرى من هذا الحجر الثمين الذي ترتبط قيمته بلونه المميّز. على سبيل المثال، يتميّز حجر أكوامارين "ساو دومينغوس" باللون الأزرق الباستيل الكلاسيكيّ، أمّا أكوامارين "سانتا تيريزا" فيكتسي باللون الأزرق الفيروزي المشرق. ولا بدّ أن نذكر أيضاً أكوامارين "بوكا ريكا" البرازيلي، الذي يتميّز بألوانه الغريبة التي تذكّرنا برغوة البحر. أمّا حجر "بيدرا أزول"، فيُعرف بلونه الأزرق الداكن، تماماً كحجر أكوامارين "ماشيشي" المستخرج من مدغشقر. 

يعتمد سعر حجر الأكوامارين على حجمه وجمال لونه ومثالية تقطيعه. ويُعدّ التقطيعان البيضوي والمستطيلي الأكثر شيوعاً. وبفضل خصائصه وقصّاته، يعكس الأكوامارين كمية كبيرة من الضوء. ويُعتبر اللون الأزرق القويّ ذا قيمة أكبر من الحجر ذي اللون الأزرق الباهت. عموماً، كلّما كان الحجر أكبر (أعلى من 5 قيراط)، زادت حيوية اللون الأزرق، ممّا يمنحه قيمة أكبر.

من بين أشهر المجوهرات المرصّعة بأحجار الأكوامارين، نذكر طقم العقد والأقراط الذي أهداه رئيس البرازيل،باسم الشعب البرازيلي، إلى الملكة إليزابيث الثانية بمناسبة تتويجها في عام 1953.

إنّ الجوهرة المرصّعة بالأكوامارين الأشهر على الإطلاق والتي ترمز إلى الولادة الجديدة والانتقام، هي خاتم "أسبري"المرصع بالأكوامارين والماس، والذي اشترته الأميرة ديانا بعد طلاقها من زوجها تشارلز، لتعتمده بدلاً من خاتم خطوبتها.

الأكوامارين حجر مثير للاهتمام، لا سيما في الممارسات المرتبطة بالعلاج الكريستالي، وهو مفيد للّذين يحتاجون إلى دعم عزيمتهم لتحقيق أهدافهم، فهو يعالج المخاوف بشتّى أنواعها. كما أنّه يعتبر حجر السلام والفرح والسعادة، لا سيما في العلاقات لأنّه يفتح أبواب التواصل ويحفّز الناس للتعبير عن مشاعرهم بحرّية فيسمح لهم بتحقيق ذاتهم كلّياً.