VACHERON CONSTANTIN إبداع وتميز وابتكار
إعداد:
souha hamed
تعبر دار "ڤاشرون كونستنتان" VACHERON CONSTANTIN عن أسلوبها الخاص في صناعة الساعات الراقية من خلال ما تقدمه من ابتكارات جديدة في كل عام. وتختار الدار دائما موضوعا محددا يجسد روح الدار وهُويتها. وتكشف عنه في معرض "الساعات والعجائب" في جنيف. كان LESS’TIAL (أي الجوهري أو الأساسي)، عنوان مجموعاتها هذا العام، فقد استرشدت بهذا المبدأ لتعبر عن نهج يشكل فيه الإتقان التقني وأصالة الحرف الفنية جوهر نشاط صناعة الساعات لدى الدار. هنا تتحول البساطة إلى رقي، ويعكس الاعتدال الرصين براعة متميزة، ويلمّح التصميم المتدفق بكل سلاسة إلى اهتمام استثنائي بأدق التفاصيل. هذه الأناقة المجرّدة من كل مبالغة والراسخة في صناعة ساعات "ڤاشرون كونستنتان" تُرجمت إلى ساعات تكرّس فيها التعقيدات الميكانيكية لتعكس جمالا صافيا في تحية إلى أسس صناعة الساعات الراقية.
بمناسبة إطلاق المجموعات الجديدة لعام 2023 التقيت "ساندرين دونغوي" Sandrine Donguy، مديرة قسم تسويق المنتجات والابتكار في "ڤاشرون كونستنتان" للتعرف إلى بعض تفاصيل ابتكارات الدار. سألتها أولا كيف توازن الدار بين التقاليد والابتكار في جديد إنتاجها، فأشارت إلى أن "ڤاشرون كونستنتان" التي أُسست عام 1755، وهي الأقدم في العالم من حيث العمل المتواصل في صناعة الساعات، تتبع ثلاث قيم أساسية هي الإبداع والتميز والابتكار. وقالت: "إن الموازنة بين التقاليد والابتكار تكمن في الدوزنة بين الاثنين، لأنه من المهم أن نبقى مخلصين لقيمنا الأساسية. وفي الوقت نفسه يجب أن نكون منسجمين مع متطلبات عصرنا، وندمج فيما نقدمه الاتجاهات السائدة وتوقعات عملائنا، وفي الوقت نفسه نجتهد في أن نبتكر ونبتدع الجديد والمختلف. أضرب مثلا على نظام تبديل حزام الساعة الذي ابتكرناه لمجموعة OVERSEAS، وهو حائز براءة اختراع. طورناه تجاوبا لطلب عملائنا. وهو يسمح بتبديل حزام الساعة بكل سهولة، وترافقه أحزمة بمواد وألوان مختلفة. يمكن القول: إن الابتكار أيضا يكمن في قدرتنا على إثبات أنه يمكننا في كل عام إنشاء نماذج ساعات راقية تجمع التعقيدات الكبرى، كما هو واضح في ساعة LES CABINOTIERS DUAL MOON GRAND COMPLICATION التي كشفنا عنها هذا العام". تلفت "ساندرين دونغوي" إلى أن جميع مبتكرات "ڤاشرون كونستنتان" تحافظ على صلتها مع ماضي الدار، فمثلا قدمت في ساعة TRADIONELLE TOURBILLON، التي أتت بميناء أخضر اللون، نظرة معاصرة على التصميم الكلاسيكي.
إتقان العرض التراجعي
تعرّف وظيفة العرض التراجعي، سواء للساعات أو الدقائق أو التاريخ، بأنها هي التي لا يكمل فيها المؤشر دورة كاملة للميناء. وبدلا من ذلك يسافر على طول مقطع القياس بأكمله، ثم يعود إلى نقطة البداية، لبدء رحلة جديدة، وهي إحدى الوظائف الساعاتية المعقدة التي تتطلب مهارة عالية لتطويرها وبراعة فائقة لصناعتها. وتعد وظيفة العرض التراجعي تراثا حيّا لدى "ڤاشرون كونستنتان"، وتدل أرشيفات الدار على أن قصتها معه بدأت في نهاية القرن التاسع عشر، فظهرت في بعض ساعات الطاولة، ثم ظهرت لاحقا في ساعات اليد التي أطل أولها عام 1935، بالساعة المعروفة باسم "دون بانشو" (مرجع 3620). شكلت هذه الساعة نقلة نوعية في عالم الساعات الراقية، فقد صنعت في زمن لم توجد فيه ساعات اليد ذات التعقيدات المعدودة، فكانت إنجازا تقنيا مهما وسبّاقا جمع بين مكرر الدقائق والتقويم مع عقرب تراجعي يدل على التاريخ.
وتؤكد الدار تميزها في صناعة الساعات الراقية هذا العاـــم بتــقديم نماذج جديدة تتضمن وظيفة العرض التــراجـــعي، كان منـــها في مجــــــــــمــــوعــــة OVERSEAS وPATRIMONY وTRADITIONELLE، وأيضا في ساعة DUAL MOON GRAND COMPLICATION هذا العام. وتشير "دونغوي" إلى أن قصة العرض التراجعي هي حقا قصة عن الإتقان والبراعة وعن تقديم جوانب وظيفية للساعات. وتقول: "اخترناه هذا العام، لأنه طريقة جديدة لعرض الوقت، وصناع الساعات يسعون منذ عقود طويلة للتوصل إلى وسائل جديدة للتجديد، وأساليب إبداعية للدلالة على الوقت. ويتطلب تصميم هذه الوظيفة الساعاتية الإبداع الفني والتقني. وقد استخدمناها بمنزلة توقيع فريد عبر مجموعاتنا هذا العام. فنرى في ساعة OVERSEAS MOON PHASE RETROGRADE DATE أمرا غير اعتيادي، وغير متوقع بأن وضعنا هذا التوقيع المرتبط عادة بالساعات الكلاسيكية في ساعة رياضية أنيقة، مع الحفاظ على بصمة وهُوية OVERSEAS الجمالية والتقنية. كما قدمنا طريقة جديدة لعرض التقويم الدائم في كل من LES CABINOTIERS DUAL MOON GRAND COMPLICATION التي تحتضن 11 تعقيدا ساعاتيا، وفي PATRIMONY RETROGRADE DAY-DATE الكلاسيكية". أما ساعة TRADITIONELLE TOURBILLON RETROGRADE DATE ذاتية التعبئة التي تجمع بين التوربيون وعرض التاريخ التراجعي على ميناء مفرّغ، فتعبر بامتياز عن الجمالية الطليعية والمهارة الإبداعية والتقنية للدار. كانت هذه الساعة ثمرة ثلاث سنوات من العمل والحوار بين الحرفيين وصانعي الساعات الرئيسيين. وهي تتميز بتــــشطــــيبــــــات يــــدوية متـــــناوبة تـــضفي عليــــها عمقا ملــحـــــوظا، وبتــركيبة ثلاثيــة الأبعـــــاد مركبـــــة على عدة طبقات يكشفها الميناء المفتوح الذي يكمله التـــــوربيون المصمم على شكل شعار مالطا مجـــوف. فيــمــــا تكــشـــــف ســــــــــــاعـــــــة PATRIMONY RETROGRADE DAY-DATE المحدودة الكمية، عن اهتــمــام الـدار الـدقــيــــق بالتــفـــاصيل التي يتم فيها الجمع بين التعبير عن البساطة والتميز التقني. وتتمتع بخاصية مميزة من خصائص "ڤاشرون كونستنتان"، وهي التزاوج بين الميناء الملون بلون السلمون وبين علبة مصنوعة من البلاتين، والذي أصبح منذ عام 2022 علامة على جمالية جديدة تقدمها الدار في مجموعة مختلفة كل عام بإصدار محدود الكمية. وتقول "دونغوي": "إن الفكرة هي أن نؤسس هذا التزاوج بين لون السلمون والبلاتين عبر مجموعاتنا. وهكذا قدمناه في العام الماضي في مجموعة TRADITIONELLE، ونقدمه هذا العام في مجموعة PATRIMONY وسنراه في العام المقبل في مجموعة أخرى". وتشير إلى أن ساعة هذا العام تخاطب عملاء الدار، وهواة جمع الساعات، إضافة إلى الجيل الجديد الذي تروق له الساعات ذات الجماليات المكتسية بأسلوب "فينتاج".
في نهاية اللقاء تطرقنا للحديث عن ساعة OVERSEAS SELF-WINDING الجديدة التي قدمتها الدار هذا العام بأربعة إصدارات، أتت فيها النماذج المرصعة بالماس بقطر 35 مم، بينما بلغ قطر النماذج غير المرصعة 34.5 مم. صنعت الساعة الجديدة بإصدارات من الذهب الوردي أو من الفولاذ المقاوم للصدأ، وبميناء أزرق أو وردي ناعم مزين بزخرفة أشعة الشمس. وأشارت "دونغوي" إلى أن تقديم ساعة بحجم أصغر ليس أمرا سهلا كما قد يعتقد البعض، حيث تجب إعادة التفكير في جميع تفاصيل التصميم كي يأتي جميلا ومتناسقا. وضربت مثلا الميناء الأزرق المميز للمجموعة، فهو بالحجم الجديد أكثر رقة، ولذلك فإن طبقات طلاء اللكر تتطلب خفة ودقة في التطبيق تختلف عن تلك المستخدمة في ساعة قطرها 41 مم مثلا.