مزاد مقتنيات فريدي ميركوري في سوذبيز يحطم الأرقام القياسية وسط حماس كبير
يعد المغني البريطاني الراحل فريدي ميركوري واحداً من أبرز الشخصيات الغنائية والفنية في القرن العشرين، فقد حقق نجاحاً ساحقاً مع فرقته Queen لموسيقى الروك خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي وحطم الأرقام القياسية ليصبح أحد أعظم مطربي الروك على مر التاريخ.
ومنذ وفاته في عام 1991 بمضاعفات مرض الايدز لازالت أسطورة فريدي ميركوري حية في قلوب محبيه ومحبي فنه المميز حول العالم، ولازال العشق الكبير لأغانيه وتفاصيل حياته ومتعلقاته الشخصية مستمراً.
ولذلك كان من الطبيعي أن تحدث ثورة غير مسبوقة عند الاعلان عن بيع أغراضه الشخصية في مزاد، فقد قدمت دار سوثبيز للمزادات في لندن حدث استثنائي، حيث تم فتح أبواب معرض مرموق لعرض مقتنيات النجم العالمي فريدي ميركوري والتي تركها في حوزة صديقته المقربة ماري أوستن والمزايدة عليها لاقتناء قطعة من حياة هذا الفنان الأسطوري.
وبلغ الحضور أرقامًا قياسية، حيث توافد ما يقرب من 140,000 زائر خلال 33 يومًا فقط، و جاء المعجبون من جميع أنحاء المملكة المتحدة ومن مختلف أنحاء العالم للاطلاع على المعروضات الفخمة والمصممة بشكل خاص، وبعد مضي أكثر من 32 عامًا على رحيل النجم المحزن للجمهور، تبيع ماري أوستن كل تلك الممتلكات في مزاد سوثبيز الفردي الكبير الذي يُعد أحد أكبر المزادات التي استضافتها دار سوذبيز الرفيعة منذ سنوات عديدة، وجزء من عائدات المزاد ستذهب للأعمال الخيرية، بما في ذلك مؤسسة Mercury Phoenix Trust ومؤسسة Elton John لمكافحة الإيدز.
وكان حضور هذا المزاد المسائي الاستثنائي في سوثبيز والمشاركة في المزاد العلني للحصول على قطعة من ممتلكات فريدي ميركوري بمثابة تجربة فريدة من نوعها لعشاق هذا النجم الساحر، وبدا الحضور في حالة حماسة شديدة منذ اللحظة الأولى للمزاد المثير حيث اندلعت مزايدات عنيفة بين محبي فريدي ميركوري وعشاق الاقتناء، وبلا شك فأن العناصر المعروضة للبيع تكشف عن جوانب حياته الشخصية التي تسببت في الكثير من الجدل والتكهنات.
فمثلاً مشط الشارب من تيفاني، وكلمات أغنية "لا توقفني الآن"، وبيانو ياماها الخاص به، كل هذه الأشياء تعود للمغني الشهير فريدي ميركوري وقد تركها كلها لصديقته المقربة وحب حياته ماري أوستن، وهذه المجموعة الفريدة التي لا مثيل لها تضم أكثر من 1400 قطعة من الممتلكات الشخصية للنجم، وحققت إجمالي مبلغ 12,172,290 جنيه إسترليني / 15,365,082 دولار أمريكي من خلال بيع 59 قطعة في اليوم الأول.
وكان كل من القطع المعروضة مطمعاً للجمهور المتحمس وتجاوزت بأسعارها التقديرات الأولية بشكل كبير، و استمر البيع الماراثوني لمدة أربع ساعات ونصف، وشارك فيه مشترون من 61 دولة حول العالم، بحثاً عن قطعة متميزة من مجموعة ميركوري التي تتضمن الأعمال الفنية والعناصر الشخصية والملابس وحتى كلمات الأغاني.
وبدأت الليلة المميزة للمزاد بأسلوب مبهج، حيث تمت قراءة رسالة من الصديق المقرب لميركوري والموسيقي المشهور إلتون جون، وفيما بعد، تم بيع خاتم كارتييه مرصّع بالعقيق والألماس، الذي أهداه إلتون جون لفريدي، بمبلغ 273 ألف جنيه إسترليني، وهو ما يقرب من 70 مرة قيمته المقدرة.
وأول عنصر يدخل المزاد هو باب حديقة منزل ميركوري في كنسينغتون بلندن، وتم فصل هذا الباب عن مفصليه ويحمل آثار الكتابات والرسوم التي كتبها المعجبون من جميع أنحاء العالم الذين زاروا المكان للتعبير عن حبهم وتقديرهم لميركوري، وقد بيع بسعر بلغ 400 ألف جنيه استرليني بدلاً من السعر التقديري البالغ 25 ألف جنيه.
ومن العناصر البارزة في المزاد بيع البيانو الكبير من ياماها، الذي استخدمه فريدي ميركوري في تأليف بعض أعظم الأغاني في القرن العشرين، مثل "Bohemian Rhapsody" و"Don't Stop Me Now" و"Somebody to Love". تم بيعه لشخص عبر المزايدة عبر الإنترنت بمبلغ قدره 1,742,000 جنيه إسترليني أو 2,198,927 دولار أمريكي ويُعتبر هذا السعر رقمًا قياسيًا لبيانو مؤلف موسيقي، في حين وصل سعر المخطوطة الموقعة لأغنية "Bohemian Rhapsody" لعام 1975 إلى ما يزيد عن 1.38 مليون جنيه إسترليني.
كما لفتت الأنظار في المزاد سترة قوس قزح الشهيرة التي ارتداها فريدي ميركوري خلال جولته الفنية "Hot Space" في عام 1982، وتم عرض نسخة طبق الأصل من هذه السترة في المزاد وقد تم بيعها بمبلغ يفوق تقديراتها الأولية بنسبة 16 مرة، والتي بلغت قيمتها 203,200 جنيه إسترليني.
وتجاوز سوار فريدي الفضي بشكل ثعبان، وهو نفس السوار الذي ارتداه المغني في فيديو أغنية "Bohemian Rhapsody"، تقدير قيمته 9000 جنيه إسترليني بكل سهولة ووصل إلى سعر قيمته 698,500 جنيه إسترليني وهو رقم قياسي لمزاد مجوهرات نجم روك، وكان ميركوري يرتدي هذا السوار التقليدي ذو الطراز الفيكتوري بانتظام خلال السبعينيات.
وتم بيع بدلة فريدي المكونة من قطعتين، الساتان الأسود والأبيض، والتي ظهرت على غلاف ألبوم Queen الأول في عام 1973 بمبلغ 82,550 جنيهًا إسترلينيًا أو 104,203 دولار أمريكي وقد تم شراؤها من قبل جامع تحف برازيلي.
كما تم بيع التاج والعباءة الأيقونية التي ارتداها فريدي في نهاية جولة "The Magic Tour" مقابل مبلغ ضخم يصل إلى 635,000 جنيه إسترليني، وهذه القطع الفاخرة لا تعد مجرد ملابس، بل هي تحف فنية تعكس الأسلوب الفريد والشخصية المبهرة لفريدي ميركوري وهي فرصة للمعجبين والمستثمرين لامتلاك قطعة من تاريخ الموسيقى العظيمة والذكريات الثمينة لنجم لا يمحى من الذاكرة.
وكان لدى فريدي ميركوري سترة جلدية رائعة على شكل سهم، ارتداها في ظهوره الأخير في برنامج "Saturday Night Live"، وقد تم بيعها بمبلغ 190,500 جنيه إسترليني، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد تم بيع سترة ميركوري السوداء المصنوعة من المخمل والترتر التي ارتداها في فيديو Bohemian Rhapsody بمبلغ 139,700 جنيه إسترليني.
أما بالنسبة لمحبي الأحذية، فتم بيع زوج من أحذية Adidas الرياضية الفاخرة، والتي ارتداها فريدي خلال الحفل الشهير Live Aid لفرقة Queen في يوليو 1985، بمبلغ 127,000 جنيه إسترليني أو 160,312 دولار أمريكي.
ومن بين المجوهرات الراقية، هناك خاتمان رائعان من الألماس حصل عليهما ميركوري في منتصف الثمانينات، وكلاهما تجاوز تقديراته منها خاتم ألماس أصفر بني فاتح فاخر بلغ سعره 120,650 جنيهًا إسترلينيًا / 152,296 دولارًا أمريكيًا وخاتم ماس بني برتقالي داكن فاخر حقق 165,100 جنيه إسترليني / 208,406 دولارًا أمريكيًا.
وحقق بروش كارتييه "Queen رقم 1" الذهبي، الذي أهداه مدير فرقة كوين جون ريد لكل عضو في الفرقة عندما وصلت أغنية Bohemian Rhapsody إلى المرتبة الأولى في المملكة المتحدة عام 1975، نجاحًا كبيرًا حيث وصل سعره إلى 165,100 جنيه إسترليني / 208,406 دولار أمريكي .
وهناك بروش ماسي جميل من خمسينيات القرن الماضي، مصمم على شكل ريشة، هدية من فريدي إلى ماري أوستن، تم بيعه بمبلغ 171.450 جنيهًا إسترلينيًا / 216.421 دولارًا أمريكيًا، أي 10 أضعاف السعر التقديري.
وكانت علبة فيستا الرائعة المرصعة بالذهب من دار المجوهرات الأسطورية فابرجيه من عام 1890 تحظى بمكانة مرموقة في غرفة نوم فريدي، بعد أن اشتراها في مزاد سوثبيز، وتم بيعها لمزايد عبر الإنترنت بحوالي 14 ضعفًا لتقديرها، بسعر 95.250 جنيهًا إسترلينيًا / 76.950 دولارًا أمريكيًا.
وكان ميركوري قد اقتنى لوحة فنية مميزة للفنان جيمس جاك تيسو تعود الى عام 1880، وتصور السيدة كاثلين نيوتن، وتم بيعها لمشترٍ عبر الإنترنت بمبلغ 482,600 جنيه إسترليني / 609,186 دولار أمريكي.
كما لفتت الأنظار منمنمة هندية من القرن السادس عشر تصور أميرًا يمتطي جوادًا وتحيط به حاشيته، وقد بلغت قيمتها 266,700 جنيه إسترليني / 336,655 دولار أمريكي، وتعتبر هذه اللوحة إشارة إلى أصول ميركوري العائلية التي تنتمي الى الهند وايران، وقد حصل عليها في الأشهر الستة الأخيرة من حياته فهي قطعة فنية تاريخية تحمل قيمة ثقافية عالية.
وصرح أوليفر باركر، رئيس مجلس إدارة سوثبيز أوروبا قائلاً: لقد كان شرفًا لنا جميعًا في سوثبيز أن نحتفل بالأسطورة فريدي ميركوري، ولن أنسى أبدًا هذه الليلة ولن أنسى الجو المليء بالحيوية الذي ملأ غرفة المزاد والذي استحوذ على صالات العرض لدينا خلال الشهر الماضي.