موهبة حقيقية تشرق في سماء الدراما العربية... ستيفاني عطالله لـ"هي": ما من حلم لا يتحقق إذا بذلنا أقصى جهودنا وآمنا بأنفسنا

حوار: ADNAN ALKATEB

 تملأ ستيفاني عطالله الغرفة بطاقتها الإيجابية، لتعود وتهدئ الأجواء بطيبتها الدافئة والمريحة ومعانقة كل من يحدّثها.. هذه النجمة اللبنانية الصاعدة بقوة إلى مصافّ نجوم الصف الأول، عفوية ومتفائلة دائما، ومشعة بالفرح من دون أن تنقص حيوية شخصيتها من نضوجها الواعي وجدّيتها الاحترافية الكبيرة. من المسرح إلى الشاشة، كبرت أمام عيوننا، ولعبت أدوارا مختلفة أوصلتها أخيرا إلى دور "فاي" النجومي في مسلسل "كريستال" المقتبس من المسلسل التركي الشهير "حرب الورود"، والذي لاقى نجاحا عربيا هائلا، وأصبح الأعلى مشاهدة في الآونة الأخيرة.

 أدركت ستيفاني أهمية العمل الدؤوب منذ انطلاق مسيرتها الفنّية، فشاركت فور تخرّجها في "الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة" الممثل الكبير "جورج خباز" خشبة المسرح، وفي الوقت نفسه أدّت دورها الأول على الشاشة في مسلسل "ورد جوري".

 بتلة، بتلة، تفتّحت وردة موهبتها، ونشرت عبيرها نحو سماء النجومية العربية، وما زالت تطمئننا بأن مستقبل السينما والدراما العربيتين بأمان بين أيدي مواهب بهذا الغنى والعمق. عن مسلسل "كريستال" وشخصية "فاي"، عن مسيرتها المهنية منذ البدايات حتى اليوم، والموضة، والمستقبل، والشهرة، والحياة، ستفهمون من حواري مع "ستيفاني عطالله" القليل عن سحرها، وسبب دخولها من الشاشة مباشرة إلى قلوبنا ومكوثها فيها وستلاحظون أنها تتألق بمجوهرات واكسسوارات دار "بولغري" BVLGARI العريقة.

 أوّلا، مبـــارك النجــــاح الهائـــــل الــــذي حقـــقـــــه مســلــــســـل "كريستال"! كيف تصفين هذه التجربة المهنية حين تنظرين اليوم إلى جهودك وثمارها؟ وكيف تشعرين حيال احتضان الجمهور العربي لشخصية "فاي" والمسلسل؟

 أنا طبعا فخورة للغاية، وسعيدة، ومرتاحة من الداخل، لكل ما حصدناه من ثمار جميلة للجهود الكبيرة التي بذلناها. قدّمتُ شخصيا جهدا نفسيا وجسديا هائلا، في تجربة التصوير التي استمرت تسعة أشهر في بلد غريب، وأنا بعيدة عن أهلي وبيئتي. وكنت أعلم منذ البداية أن هذا المسلسل سينجح، لأنه يملك المزيج المثالي من سيناريو ممتاز وإنتاج ضخم، إلى جانب كونه نسخة عن مسلسل تركي كان قد حقق بدوره نجاحا كبيرا.

 لكن على الرغم من ثقتي بنجاح "كريستال"، فوجئتُ بمقدار النجاح وكمية الحب ونسبة المشاهدة، فما زلنا حتى اليوم في المركز الأول بعد أكثر من 14 أسبوعا على "شاهد" و"إم بي سي 1"، وهو إنجاز لا يقدّر بثمن. يمكن للممثل أن يقدّم عملا رائعا لا يدخل في النهاية قلوب المشاهدين، لكن شخصية "فاي" لاقت ردود فعل رائعة وتفاعلا قويا من الجمهور منذ الحلقة الأولى. سيبقى مسلسل "كريستال" أساسيا في مسيرتي المهنية، وأتمنى أن أستمر في تقديم أعمال بهذا الجمال وتأدية أدوار معقدة، لأن الشيء الأهم بالنسبة إليّ هو أن تكون الشخصية معقدة، وتضيف شيئا جديدا إلى "ستيفاني" وإلى المشاهدين الذين يعرفونني من أعمالي السابقة، ويعرفون أنني لا أحب أن أكرر نفسي.

ما كانــت أهــــم عوامــــل النــجــــاح لمسـلســـــل "كريستال" برأيك؟

أعتقد أن نقطة قوته الأهم تكمن في نصّه. النص القوي هو أساس كل عمل، لأن المشاهد يتابع القصة، فإما تأسره من اللحظة الأولى أو لا. نص "كريستال" يلتقط اهتمام المشاهد من الحلقة الأولى إلى الأخيرة، بتجدده الدائم وأحداثه المشوّقة والجديدة. النقطة الثانية، ولست وحدي من أقولها، بل سمعتُها من المشاهدين أيضا، هي التمثيل الرائع. أعطى كل ممثل كل ما لديه للدور الذي يؤديه، ومنح شخصيته شيئا جديدا مقارنة بالنسخة التركية. هناك الكثير من المشاهدين الذين يعرفون النسخة التركية، ولدى مشاهدة المسلسل العربي، وجدوا وجها جديدا لكل شخصية. هي نقطة تعزز اعتزازي بالممثل اللبناني والعربي الذي يستطيع أن يصل إلى العالمية. أما النقطة الثالثة، فهي عامل لا يمكن لأي عمل أن ينجح من دونه: الإنتاج الضخم الذي يدعم طاقم العمل بكل ما يحتاجه ليبرع. ولا ننسى أيضا دور "إم بي سي" و"شاهد" من خلال الحملات الإعلانية المتواصلة والتفاعل مع الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي يدعم الأعمال الإنتاجية بكل تأكيد.

إذا أردت أن تستخلصي من حياة "فاي" وقصّتها، رسالة قوية وملهمة تشاركينها مع المشاهدين، فماذا تكون؟

هناك شيء مهم للغاية أكبر من شخصية "فاي"، بل هو موجود في كل الشخصيات. وهو مشكلة القناعة والامتنان لله ولكل من يدعموننا على المكان الذي نحن فيه. أنا أحب الطموح طبعا، وأنا إنسانة طموحة جدا، على غرار "فاي"، لكنْ هناك فرق بين الطموح والوصول إلى مرحلة لا نعود نرى فيها شيئا سوى الآخر، فنطمح لأن نصبح شخصا مختلفا، ونتجاهل كل ما نملكه.

وهناك جانب آخر مهم من حكاية "فاي"، وهو قبح الانتقام الذي لا يشبهني في الحياة الواقعية أبدا. حين لا نرى الحب في حياتنا لأن الانتقام يعمينا، نبتعد عن إنسانيتنا ونتخلى عن طيبة قلبنا. أحب أن ألفت النظر إلى ضرورة العودة إلى إنسانيتنا والتفكير بقلوبنا وعقولنا بالتوازي، من دون أن ننسى أن قلبنا طيّب مهما واجهنا في حياتنا. فلنتوقف ونتنفس قبل كل شيء، لأن الحل ليس في الانتقام والشرّ.

هل في شخصية "فاي" ما يشبه شخصيتك؟

ما يشبهني في شخصية "فاي" هو ذلك الطموح الذي تتحلى به، وحب الحياة الذي نراه منعكسا دائما في عينيها والنابع من رغبتها الدائمة في التطور وتحقيق ذاتها. أشاركها حب الحياة والمهنة والعائلة، فلدي حب كبير لعائلتي وشغف هائل بمهنتي. لكن تصرفاتنا في المواقف نفسها تختلف كثيرا.

في الكواليس.. كيف كانت العلاقة بين "فاي" و"عليا"؟

علاقتنا في الكواليس لا تشبه العلاقة المكتوبة في السيناريو أبدا، على العكس! عشنا معا مواقف ظريفة للغاية في خضم تصوير المشاهد القاسية. كانت بعد التصوير، تعانقني وتعتذر وتقول لي إنني لا أستحق سماع الكلام المكتوب. وأنا عموما شخص مسالم جدا، ولم أتجادل أو أنوِ افتعال شجار يوما مع أي ممثل. عملي هو أولويتي، فأركّز عليه، ولا أسمح لأي شيء آخر بالتأثير في ذلك.

من "ورد جوري" إلى "كريستال"، كيف تغيّر فنّك وتطورتِ؟

عشت وكبرت وتعلمت أشياء كثيرة على الصعيد الشخصي، وهو ما يضفي الكثير على فنّي. يبني الفنان "مخزونه" من تجاربه الشخصية الحلوة والمرّة.

حين أشاهد "ورد جوري"، أعرف أن هذه أنا، ولكن هذه أنا قبل بضع سنوات. ومن أجمل ما في مهنتي أنه كلما كبرت وتطورت، يتنكّه تمثيلي أكثر.

أنت ممثلة ومغنّية. هل عرفتِ دوما أن مسيرتك المهنية ستكون في مجال فنّي؟ وكيف غذّيتِ موهبتك منذ أيام الطفولة؟

لم أكن أعرف يوما إلى أين ستأخذني الحياة، لكن مكانة الفن في حياتي كانت دوما مهمة، لأنني أتيت من عائلة فنّية. والدتي مغنية أوبرا، ووالدي عازف بيانو وملحّن، وشقيقي عازف كمنجة. ترعرعنا في منزل يهمّه الفن كثيرا، ولذلك عرفت منذ صغري كيف أعبّر عن نفسي بالرسم أو الرقص أو الغناء أو التمثيل، فأتذكر على سبيل المثال المقاطع المسرحية القصيرة التي كنت أؤديها أمام عائلتي في البيت. كنت أعرف أن هذا الفن يسعدني، لكن الصورة النهائية لم تتكون في ذهني إلى أن خضت هذا المجال رسميا. تركت الحياة توجّهني، عملا تلو الآخر، بشكل سلس وطبيعي جدا، ربما لأنه ما أراده قلبي. صحيح أن والديّ فنانان، لكنهما في مجال الموسيقى، ولم أكن في البداية أعرف كيف أقوم بالخطوة الأولى لخوض مجال التمثيل، لكن الخطوة أتت وحدها، وتبعتها كل المراحل الأخرى.

كيف تختارين أدوارك؟ وهل هناك شيء معيّن تبحثين عنه في الدور؟

يهمّني أن يضيف كل دور شيئا إلى مسيرتي، وألا أكرر ذاتي. والأهم في ذلك، أن أشعر بأنني كممثلة أستخدم طاقتي الحقيقية. إذا كان الدور تافها أو غير عميق أو لا يعيش انقلابا حقيقيا، فلن يجذبني. في مسلسل "كريستال"، تبدأ قصة "فاي" في مكان ما وتنتهي في مكان مختلف تماما، وهذا الانقلاب القوي صعب جدا على الممثل، لأنه يشمل تغييرا في كل شيء، من طريقة المشي إلى النظرات وأسلوب الحكي ونبرة الصوت. عملتُ لشخصية "فاي" من الحلقة الأولى على التغيّر التدريجي لنجاح هذا التحول في شخصيتها. إذا، أحب الأدوار الصعبة، التي تروي عطشي الإبداعي. صحيح أنني حاضرة جدا على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنني في الأساس ممثلة، وبصفتي ممثلة، يجب أن يأسرني السيناريو الذي أقرؤه، وأن أشعر بثقل الدور الذي من المحتمل أن أؤديه. أحب أن أخوض مشروعا وأنا خائفة من الشخصية الجديدة، لأنها صعبة وجميلة في الوقت عينه.

كيف تدخلين إلى فكر الشخصية التي تؤدّينها، وتتحولين إليها؟

الأهم هو القراءة الجيدة والعميقة للنص وفهمه. أقرأ السيناريو أكثر من مرة، حتى إنني أحفظ أحيانا كلام الممثل الذي يشاركني مشهدا معينا. يجب أن تصبح الشخصية "طبيعة ثانية" بالنسبة إلي. بعد ذلك، لدي تقنية طوّرتها مع خبرتي، وهي محاولة إيجاد جوانب من "ستيفاني" في هذه الشخصية، وإذا لم أجدها، أحاول أن أشبّهها بشخص واقعي أعرفه في حياتي. هكذا، يكون في ذهني مثل مرئي أرتكز عليه لكل تصرفات الشخصية الخارجية والداخلية. أجزّئها وأبسّطها، من نبرة الصوت إلى طريقة الكلام والتفكير وتحريك اليدين والمشي. وهناك شيء ثالث أفعله، وهو شخصيّ للغاية: أعتمد على الموسيقى. أختار أغنية أو قائمة أغانٍ معينة أتخيل أن الشخصية قد تستمع إليها في حياتها، وأظل أسمعها طوال فترة التصوير. وتكون معي في موقع التصوير أحيانا سماعات رأس حتى أنعزل وأحافظ على تركيزي. قد لا يفهمني البعض حين يرونني وحدي مع كتابي وموسيقاي، لكن ذلك مهم لعملي كي لا يشتتني ما يجري في محيطي، وأكون مركزة على الشخصية التي أمثلها.

هل يمكننا القول إن دور "فاي" هو الأهم بالنسبة إليك على الصعيد المهني؟ وإن كان كذلك، فهل هو أيضا الدور الأغلى على قلبك؟ ولماذا؟

لا شك في أن "فاي" أكبر دور أديته حتى اليوم من ناحيتي الصعوبة والانتشار من خلال منصة تجمع عشرات البلدان من كل أنحاء العالم. أما أقرب دور إلى قلبي، فسأقسّم هذا اللقب بين دورين: "فاي" وأول دور لعبته في حياتي في مسلسل "ورد جوري". فلولا هذا الدور والباب الذي فتحه لي المخرج "سمير حبشي" بعد أن آمن بموهبتي واختارني من بين الكثير من الممثلين، لما كانت ربما فُتحت أمامي كل هذه الأبواب الأخرى. وأبقى في النهاية ممتنة لكل خطوة تقدمت بها، ولكل الأدوار التي أديتها، صغيرة كانت أم كبيرة.

هل من ممثلة تأثّرتِ بها وكانت ملهمة لك خلال طفولتك أو مراهقتك؟

هناك ممثل في الواقع، وهو الكوميدي الفرنسي العظيم "لويس دو فنيس". طوال سنين الطفولة، شاهدت أعماله مع عائلتي، تقريبا كل يوم! تأثرت به كثيرا، ليس فقط بتمثيله وأدائه ودمجه العبقري بين الدراما والكوميديا، ولكن أيضا بروحه الجميلة والضحك الدائم الذي يرافقني اليوم في بيتي وحياتي.

هل تحبّين أن تشاهدي أعمالك؟ وهل تعتبرين نفسك أكبر منتقديك؟

إنني بكل تأكيد أكثر من ينتقدني، ولكن بطريقة بنّاءة وغير محطمة. حين أشاهد أعمالي، تراودني ملاحظات كثيرة حول أدائي وكل التفاصيل التي قد لا يتخيلها أحد غيري. كنت خائفة من مشاهدة أول عمل، ولم أقدر أن أشاهد الثاني أو الثالث حتى. لكنني شاهدتها كلها لاحقا، وأقنعت نفسي بأنه من الجيد للممثل أن يرى نتيجة جهوده، ولا يعني أنه غير متواضع إذا أحب عمله في نواحٍ معينة، وعلى العكس، إذا كان في أدائي ما لم أحبه، فمن المهم أن أراه لكي أعمل على تحسينه والاستمرار في التطور.

ما أهمية الأزياء في مساعدتك على عيش دور معيّن؟

الأزيـــاء مهـــمة للــغـــايـــــة، وتـســــاعد المـمـثـــــل كثـيـــرا على عيــــــــش الشخصية، شأنها شأن الماكياج والشعر.

لمسلسل "كريستال" مثلا، تغير لون شعري، وساعدني ذلك كثيرا حتى أنفصل عن "ستيفاني". فكنت أنظر إلى وجهي في المرآة لفترة معينة، وأرى أنني أشبه "فاي". وبالعودة إلى الأزياء، فإنها تؤثر إلى درجة أنني لدى العودة من موقع التصوير إلى المنزل وفتح خزانتي، أجد صعوبة كبيرة في اختيار ما أرتديه من ملابسي الحقيقية، لأنها تصبح غريبة بالنسبة إلي.

هل شاركتِ يوما في إعداد خزانة شخصيّة تؤدّينها؟

أؤمن بالمثل الشعبي "أعطِ خبزك للخباز"، وأنا من الممثلين الذين لا يجادلون فريق العمل. للمخرج رؤيته، وأحترمها حتى لو شاركتُه رأيي في بعض المرات، لكن الكلمة الأخيرة له. والأمر نفسه ينطبق على الشعر والأزياء والماكياج، فحتى لو لم أحب تسريحة معينة أو ماكياجا محددا، أفصل بين "ستيفاني" والشخصية. فهذه ليست أنا، هذه مثلا "فاي". بالنسبة إلى الأزياء، المنسّق موجود، وأترك له دوره، لكن أشاركه ما أشعر به وتصوري للشخصية والأزياء التي أشعر بأنها تناسبها أو لا تناسبها وفق الأفكار التي كوّنتها من قراءة النص. لكنني لم أطلب يوما قطعا تظهر فيها "ستيفاني" جميلة أو تكون من ماركات معينة، فالأهم هو أن ترتدي الشخصية ما يلائمها، وليس أن يظهر الممثل جميلا.

اليوم، ما هدفك المهني الأكبر؟

أن أحصل على جائزة "أوسكار". ما من حلم لا يتحقق، ولا سيما إذا عملنا وبذلنا أقصى جهدنا وآمنّا بأنفسنا.

خارج نطاق التمثيل، بماذا تحلمين؟

أحلم بالسلام. أنا شخص مسالم جدا، والسلام يهمني في حياتي اليومية، في منزلي وبلدي والمنطقة التي أعيش فيها والعالم كلّه.. الإنسان اليوم يغرق في أشياء كثيرة، وينسى أن الحياة قصيرة وتنتهي بسرعة، وأهم ما فيها أن نحب بعضنا بعضا ونعيش بسلام وهدوء.

كيف تتخيلين مستقبل السينما العالمية، خصوصا مع إمكانات الذكاء الاصطناعي وتحدياته؟

في عصر الذكاء الاصطناعي، لا يمكنني أن أتوقع شيئا. فيمكننا بصراحة أن نتوقع أي شيء! هناك طبعا خوف في قلبي حيال مهنتي ومهن كل الناس، لأن الذكاء الاصطناعي غير محدود القدرات، وقد يصل إلى أماكن مخيفة إن لم تكن لها قوانين وحدود. حتى اليوم، لا نعرف إلى أين سنذهب، ولكنْ هناك ممثلون جرّبوا هذه التكنولوجيا التي تأخذ أصواتهم ووجوههم وصورهم. وقد لا تحتاج السينما إلى ممثلين في المستقبل القريب أو البعيد، من يعلم؟!

هل من موهبة تمثيلية تتمنّين العمل معها؟ ومن هي؟

"نادين لبكي". هي وجه السينما اللبنانية على الصعيد العالمي، وتصل إلى أماكن نعتزّ بالوصول إليها، وتشرّفنا بالصورة التي تظهرها عن المرأة اللبنانية بكل أعمالها. أتمنى العمل معها كممثلة ومخرجة وكاتبة، لأنها شخص محترم جدا وأقتدي به.

الشهرة: نعمة أم نقمة؟

هي القليل من كلتيهما، وعلى الفنان أن يحاول التأقلم مع ذلك. هي طبعا نعمة، لأنها تكلل النجاحات، لكن لها أيضا جوانب كثيرة غير صحّية.

في عالم التواصل الاجتماعي، لا بد من وجود التعليقات السلبية. كيف تتعاملين معها؟ وهل تتأثرين بها؟

في عالم التواصل الاجتماعي، يمكننا توقع أي شيء. يعتقد بعض مستخدميه أنه يحق لهم التعليق كما يرغبون من راحة منازلهم وهم يختبئون خلف هواتفهم النقالة.

للأسف، نعيش مع هذا الواقع، وهو شيء لا أحبه أبدا. في أوقات كثيرة، لا أقرأ التعليقات، لأنني أكون منهمكة بالعمل والسفر، وهناك فريق عمل يساعدني في إدارة صفحاتي الرقمية. لكن إذا حدث أن قرأت تعليقا مؤذيا، فبالطبع لن أفرح، لكنني أذكّر نفسي بأن المشكلة أو النقص في هذا الشخص الذي كتب التعليق المؤذي.

تشاركين متابعيك الكثير من مقاطع الفيديو العفوية والمضحكة. كيف تحافظين على إطلالتك الخفيفة الروح والمشعّة بالفرح والطاقة الإيجابية؟

شكرا جزيلا على هذا السؤال. أشارك مقاطع فيديو أكون فيها على طبيعتي، ولكن كيف أحافظ على إطلالتي الطبيعية؟ أتحدث إلى الناس كما أتحدث إلى أهلي وأصدقائي. أتكلم بكل عفوية، ومثلما أخبر القصة لشقيقي، أخبرها للكاميرا. في الكثير من الأحيان، لا تكون هذه الفيديوهات متعمدة، بل أكون قد تعرّضت لموقف ما خلال يومي وأخبرته لعائلتي، فأعود وأصوّره على الفور بشكل طبيعي وسلس وبسيط دون أي تعديل، حتى أُضحك المتابعين تماما كما جعلت أهلي يضحكون في البيت. أحاول أن أبقى إيجابية وأشارك طاقة متفائلة وأرسم ابتسامة على وجوه الناس، حتى لو كانت صغيرة، خصوصا في عالم صار مظلما.

سنذكر خمس كلمات، ونطلب منك أن تقولي مقابل كل منها، كلمة واحدة تتبادر إلى ذهنك فور سماعك للكلمة..

الحب: كل يوم.

السعادة: هدف.

النجاح: ضروري.

الجمال: الجميع (فالكل جميل على طبيعته بنظري).

المستقبل: حلو (إن شاء الله).