Lucia Silvestri

"لوتشيا سيلفيستري": Aeterna أفضل مجموعة على الإطلاق

عدنان الكاتب
28 أكتوبر 2024

روما: Adnan Alkateb

قبل 45 عاما، انضمّت شابة خلال فترة دراستها إلى شركة المجوهرات التي كان يعمل لديها والدها، في وظيفة كان من المخطط لها أن تكون مؤقتة؛ غير أن وقوعها في غرام الأحجار الكريمة وألوانها وومضاتها وطاقاتها أبقاها في هذا المجال، ودفعها إلى صعود سلم النجاح والإبداع، فصارت تقود كل التوجهات الإبداعية خلف مجوهرات هذه الدار، وتعزز ألقها ورونقها وسحرها برؤيتها الجريئة وذوقها الراقي وفنّها المنفتح على كل الاحتمالات اللونية التي قد نتصوّرها.. إنها قصة "لوتشيا سيلفيستري" Lucia Silvestri المديرة الإبداعية لمجوهرات دار "بولغري"BVLGARI ، التي احتفلت في الصيف الماضي بمرور عقد على تعيينها في هذا المنصب الرفيع، وتشارك الدار في هذا العام الاحتفاء بالذكرى الـ140 لتأسيسها عبر تصميم مجموعة ضخمة من المجوهرات الراقية بعنوان "إيتيرنا"Aeterna ، تتكامل مع مجموعة من الساعات الراقية، والحقائب الفاخرة، والعطور الاستثنائية، وتكرّم معها إرث "بولغري" الثقافي وقدرتها الفريدة على جمع الماضي بالحاضر والمستقبل وعكس روح كل عصر.

"جان-كريستوف بابين"، "كارلا بروني"
"جان-كريستوف بابين"، "كارلا بروني"
"هيكاري موري"
"هيكاري موري"
"بريانكا شوبرا جوناس"
"بريانكا شوبرا جوناس"

اسم المجموعة من كلمة لاتينية تشير إلى صفة الخلود، في تحية إلى المدينة الخالدة روما مسقط رأس "بولغري" وملهمتها، وفي الوقت نفسه إلى جمال مجوهراتها العابرة للزمن. وتتألف مجموعة "إيتيرنا" من أكثر من 500 قطعة تلقي الضوء على فن "بولغري" المكرس للأحجار الكريمة وقياس الوقت والجلود الفاخرة والأحاسيس العطرية. أما جماليات تحفها، التي تتخطى حدود الحرفية المتفوقة والأحجار الكريمة الاستثنائية، فهي كلاسيكية ولكن معاصرة، وكأنها تجسيد لصفة الخلود.

طبعا، كانت روما الخيار الملائم لكشف النقاب عن مجموعة "إيتيرنا"، وقد نظّمت "بولغري" في هذه المناسبة الاحتفالية المهمة في تاريخها، حفلة رائعة جمعت فنونا مختلفة ومشاهير آتين من كل أنحاء العالم داخل موقع روماني تاريخي. فكما تقول "لوتشيا سيلفيستري"، التي حاورتُها في حفل الذكرى الـ140 لتأسيس الدار، إن روما التي مرت بعصور مختلفة كثيرة، واختبرت تأثيرات فنية متنوعة، هي مصدر إلهام أساسي ولا ينضب بالنسبة إلى "بولغري" وبالنسبة إليها كمصممة.

مع النجمة "آن هاثاواي"
مع النجمة "آن هاثاواي"

رحلة عبر حدود الزمن

من أجل الاحتفاء بمرور 140 عاما على بداية حكايتها، اختارت دار "بولغري" إقامة حدث مميز للغاية في موقع "تيرمي دي ديوكليتزيانو" العريق، الذي أعاد فتح أبوابه حديثا بعد مشروع ترميم طويل، وهو أحد المجمعات المعمارية الأثرية الأكثر فرادة وأحد أجمل المتاحف المفتوحة في العالم. وكانت هذه الأمسية التي كشفت فيها "بولغري" عن مجموعة "إيتيرنا" الجديدة، أول حدث حصري يستضيفه هذا الموقع الأثري التابع لمتحف روما الوطني، والذي بُنيت حماماته الرومانية القديمة بين عامي 298 و306 ميلادي، ويترصّع بمجموعة من المنحوتات الفنية والآثار المذهلة.

وفي هذا الحدث الذي استمتعت بحضوره إلى جانب سفراء وسفيرات العلامة "آن هاثاواي"، و"ليو ييفاي"، و"شو كي"، و"هيكاري موري"، و"أليساندرو غاسمان" و"بريانكا شوبرا جوناس"، التقى جمال الموقع التاريخي بألق مجوهرات "بولغري" العابر للزمن وبعروض أداء فنية معاصرة.

وكانت لنا فرصة استكشاف أهم قطع مجموعة "إيتيرنا" في صالة عرض خاصة جمعتها بأقمشة نجود رائعة مصنوعة بتقنية الجاكار ومستوحاة من الأعمال المطبوعة للمهندس المعماري والنقاش الإيطالي الذي عمل في القرن الثامن عشر "جيوفاني باتيستا بيرانيزي".

مع الزميل عدنان الكاتب
مع الزميل عدنان الكاتب
الممثلة التايوانية "شو كي"
الممثلة التايوانية "شو كي"

امرأة ومدينة

بعد جولة كالحلم بين الأحجار الكريمة، جلستُ مع المبدعة "لوتشيا سيلفيستري" Lucia Silvestri التي سرعان ما تقول لي إنها تستمد طاقتها من هذه الجواهر، وتجد في ألوانها وأشكالها إلهاما كبيرا يغذي حسها الإبداعي. منذ أن أخبرتني قصتها قبل نحو عام، وأنا فخور بما وصلت إليه هذه السيدة الراقية، وما حققته، بعد أن بدأت من الصفر وأثبتت نفسها في مجال يهيمن عليه الرجال. فقبل 45 عاما، كان والدها يعمل لدى "بولغري"، وسألها عما إذا كانت تقبل تولي وظيفة السكرتيرة لمدة ثلاثة أشهر فقط، تعود بعدها لمتابعة دراستها الجامعية للبيولوجيا. لكن ما حصل هو انبهارها بالأحجار الكريمة التي كانت تراها على مكتب "باولو بولغري" أحد أحفاد مؤسس الدار، وهو ما لاحظه "باولو" قبل أن يسألها بعد بضعة أشهر عن رغبتها في الانضمام إلى الدار بشكل دائم. هكذا، تغيّرت حياتها، وصارت تلك الشابة تسافر حول العالم بحثا عن الأحجار الكريمة، وتتعلم بعينيها وقلبها، مفكّرة دائما في طرق استعمال الحجر وتحويله ودمجه في قطع المجوهرات وجمعه بأحجار أخرى قبل شرائه. وفي رحلات البحث تلك، بدأ إبداعها الداخلي ينمو، كلما راحت تتخيل الأحجار في قطع ومجموعات خلفها قصص ملهمة، وصارت تجمع في عملها بين التفكير المبدع والتفكير التجاري. اليوم، ما زالت تجوب العالم بحثا عن أروع الأحجار الكريمة لتحوّلها إلى مجوهرات مدهشة بكل حب وشغف، متمنّية أن يشعر كل من يرى مجموعات الدار، وخصوصا "إيتيرنا" الجديدة، بشغف العمل الذي يملأ قلبها.

وبالحديث عمّا تعنيه مجموعة المجوهرات الراقية "إيتيرنا" لها، قالت "لوتشيا سيلفيستري": "إنها بالنسبة إلي أفضل مجموعة على الإطلاق، والمجموعة الأروع التي قدّمناها. "إيتيرنا" مهمة للغاية، وقد تحدّينا أنفسنا منذ البداية لتصميم مجموعة مميزة تبقى إلى الأبد ولا تُنسى. ففي النهاية، كلمة "إيتيرنا" تحمل معنى الأبدية، مثل مدينة روما الخالدة، وحكاية "بولغري" المستمرة منذ 140 عاما. وأنا سعيدة جدا بالنتيجة وبالإبداع الذي تعكسه القطع وبالأحجار الكريمة الاستثنائية المستعملة فيها".

Serpenti Aeterna

Serpenti Aeterna

استغرق العمل على المجموعة أكثر من 16 شهرا، منذ بدء وضع التصوّر العام لها، وصولا إلى إطلاقها، وقد أعادت من خلالها "سيلفيستري" أيضا تصميم بعض قطع المجوهرات السابقة، مؤكدة أن "المجوهرات تدوم إلى الأبد، وتولد ثانية، لأنها خالدة". أما القطعة الأهم ورائعة المجموعة برأيها، فهي طبعا عقد "سيربنتي إيتيرنا"Serpenti Aeterna الذي يبهر العيون ويخطف الأنفاس، محوّلا أثمن جواهر الطبيعة إلى تحفة فنية: "هذا العقد فريد ونادر ونفيس، ويدخل ليس فقط في تاريخ "بولغري"، بل في تاريخ عالم المجوهرات بأكمله. أردنا ابتكار شيء فريد على طريقة "بولغري"، ومواصلة تحدي أنفسنا ومفاجأة الجميع بقرار منح الماس دور البطولة ضمن عائلة "سيربنتي". فشكّل تنفيذه التحدّي الأكبر، وحرصنا على أن يكون مجموع عيارات ماساته المركزية 140 قيراطا عن 140 سنة من تاريخ "بولغري". يجسّد اليوم روح الدار الريادية، وهو أروع وأثمن قطعة مجوهرات راقية ماسية قدّمناها على الإطلاق، وتطلّب صنع هذا العقد الذي تألّقت به "بريانكا شوبرا جوناس" في حفل الذكرى الـ140 لانطلاق رحلة "بولغري"، ما يزيد على 2800 ساعة من العمل الحرفي".

وبعد الحديث عن "سيربنتي إيتيرنا"، اختارت "لوتشيا" أن تريني عن قرب قطعتين هما من القطع المفضلة لديها في مجموعة المجوهرات الراقية الاحتفالية، وأسلوب كل منهما مختلف تماما عن الآخر. القطعة الأولى عقد Tubogas Flower of Time بتصميم "توبوغاس" الرمزي في عالم الدار وشكل الزهرة الرومانسي، وفي وسطه زمرّدة مركزية محفورة عيارها 31.07 قيراط، وهي مجتمعة بالروبليت والماس. وصفته المديرة الإبداعية بالعقد الحديث والمعاصر والعابر للزمن في الوقت نفسه، تماما مثل هوية "بولغري". أما القطعة الثانية، فكانت عقد Sapphire Aeterna Waves بالصفير السريلانكي والأشبه بشريط دانتيل رقيق بنعومته ومرونته، فوق البشرة "نشعر بأنه بشرة ثانية، وهذا بفضل الحرفية العالية خلف تصنيعه. إنه كلاسيكي ومعاصر في آن معا، ومزيجه بين اللونين الأزرق والأخضر هو مزيج تقليدي لدى الدار".

Serpenti Aeterna

Serpenti Aeterna

وتستمر خلطات الألوان الجذابة في قطع كثيرة أخرى، مثل عقد Earth Song القوس قزحي الجامع بين الروبليت والجمشت والكونزيت والتورمالين الأخضر والماس، ومثل عقد الألوان الباستيلية Mosaic of Time المرصع بالتورمالين الوردي وتورمالين بارايبا والفيروز والزمرد والماس والأونيكس وعرق اللؤلؤ. وتفرض أفعى "سيربنتي" قوتها في عقد Serpenti Sapphire Echo، حيث تظهر برأسين متدليين ومكسوين بحراشف من الماس والصفير، ويمكن تحويلهما إلى زوج أقراط.

وينعكس إبداع "بولغري" وجرأتها وبراعتها أيضا في مجموعة الساعات المذهلة الجديدة التي جُهّزت معظمها بأصغر حركة ميكانيكية دائرية موجودة اليوم، وتتزين بجواهر تضيء الزمن بلونها وبريقها. وبحرفية تامّة، صنعت الدار أيضا 16 حقيبة يد فريدة من جلود نادرة وأشكال نفيسة رمزية مثل "سيربنتي" وعملة "مونيتي" المعدنية، إضافة إلى عطرين راقيين داخل قارورتين من الزجاج الفينيسي الثمين، وجواهر مثل الأونيكس والروبليت والماس والتنزانيت، في سيمفونية من الروائح والمواد الحالمة التي تشارك في سرد قصة إرث باقٍ إلى الأبد.