تعرفي على قصّة حجر العقيق أو الغارنيت...حجر الحظ لمواليد يناير
العقيق الأحمر أو الغارنيت الذي يمثل حجر الميلاد لشهر يناير، يُعتبر جوهرة استثنائية تجمع بين جمالها الأخاذ ودلالاتها الرمزية واستخداماتها المتعددة، و يُشتق اسم العقيق من الكلمة اللاتينية granatus، والتي تعني "البذرة"، في إشارة إلى تشابهه مع البذور الحمراء النابضة بالحياة لفاكهة الرمان.
ونتعرف اليوم على معلومات عن حجر الغارنيت أو العقيق حجر مواليد شهر يناير الفاخر، حيث نستكشف تاريخه ورمزيته واستخداماته.
تاريخ حجر الغارنيت
يمتد تاريخ الغارنيت إلى آلاف السنين، حيث استخدمته الحضارات القديمة في المجوهرات والأدوات الزخرفية، وتظهر الاكتشافات الأثرية أن المصريين والإغريق والرومان كانوا يستخدمونه لأغراض متعددة، وفي مصر القديمة ربط المصريون العقيق بالحياة والطاقة، وكانوا يزينون أنفسهم بمجوهرات مصنوعة منه، اعتقاداً بأنه يوفر الحماية في الحياة الآخرة، وكان يُدفن مع الموتى لتسهيل رحلتهم إلى الأبدية.
أما في اليونان وروما القديمة فكان العقيق محبوباً بين النبلاء الرومان، حيث كان يُستخدم في خواتم النقش التي تختم الوثائق الرسمية، أما الإغريق فقد رأوا فيه رمزاً للحب والأبدية، معتقدين بقدرته على إصلاح العلاقات المتضررة.
وفي العصور الوسطى اكتسب العقيق أهمية بفضل اعتقاد الناس بخصائصه العلاجية والوقائية، وكانوا يؤمنون بقدرته على شفاء الأمراض وتهدئة الالتهابات، وحماية المحاربين أثناء المعارك.
رمزية العقيق ومعانيه
يرتبط الغارنيت بدلالات عميقة تشمل العديد من الخصائص، حيث يعتبر الغارنيت رمزاً للحب العميق وروابط الصداقة القوية، ويُعتقد أنه يعزز الثقة ويقوي العلاقات، كما يعتقد أنه يقوي الشغف والحيوية، ويرمز لونه الأحمر الناري إلى الشغف والطاقة والشجاعة، ويُقال إنه يحفز الإبداع والحماس لدى مرتديه.
وفي مجال الحماية والإرشاد فقد استُخدم عبر التاريخ كتعويذة للحماية أثناء السفر وكضوء يهدي في الأوقات المظلمة، وكان يعتقد أن بريقه يطرد الشرور وينير الطريق، كما يرتبط بالنمو الشخصي والتحولات، ويُعتقد أنه يعزز الثقة بالنفس ويوفر وضوحاً يساعد على المثابرة.
أنواع الغارنيت
العقيق ليس حجراً واحداً بل عائلة من المعادن تتميز بألوانها وصفاتها المتنوعة، وعلى الرغم من أن اللون الأحمر هو الأشهر، إلا أن هناك ألواناً أخرى تضيف إلى سحر العقيق، مثل الألمنادين الذي يتميز بلونه الأحمر الداكن إلى البني المحمر، ويُرتبط بالاستقرار والتوازن، والبيروب الذي يتميز بدرجاته الحمراء الزاهية التي تعكس الشغف والحيوية، والسبيسارتين الذي يتراوح لونه بين البرتقالي والبرتقالي المحمر، ويُعرف بحجر "شمس العقيق"، والجروسولار الذي يظهر بألوان متنوعة، من الأخضر (تسافوريت) إلى ألوان أخرى، ويرمز إلى الازدهار.
القوى العلاجية والروحانية للغارنيت
ارتبط العقيق على مدى العصور بخصائص روحانية وعلاجية رغم افتقار هذه الادعاءات إلى إثبات علمي، مثل تهدئة العواطف حيث يُعتقد أن العقيق يساعد في تهدئة المشاعر الفوضوية واستعادة التوازن، كما يعزز الشجاعة والأمل خلال الأوقات العصيبة، وكذلك تناغم الشاكرات حيث يُرتبط العقيق بشاكرتي الجذر والقلب، حيث يُعتقد أنه يساعد على ترسيخ مرتديه مع فتح قلبه لاستقبال الحب والتعاطف، ويرتبط بالنمو الروحي حيث يُقال إنه يعزز الحدس ويزيل العوائق، ويدعم النمو الروحي.
الشفاء البدني
في الأزمنة القديمة والوسطى ارتبط العقيق باعتقادات تفيد بقدرته على تعزيز الصحة البدنية وتحسين وظائف الجسم، حيث تم استخدامه للاعتقاد في أنه يعزز تدفق الدم ويحسن صحة القلب والأوعية الدموية، كما نُسب إليه دعم الجهاز المناعي والمساهمة في تخليص الجسم من السموم ، وفي بعض الثقافات استُخدم العقيق كعلاج للحالات الالتهابية وتحفيز عملية الأيض.
استخدامات الغارنيت
بفضل ألوانه المميزة وبريقه اللافت، يعد العقيق خياراً بارزاً في تصميم المجوهرات الفاخرة، حيث يتميز بإمكانية استخدامه في تصميمات متعددة كبديل مثالي لحجر الياقوت الأحمر، ويلقى الغارنيت رواجاً في المجوهرات الفاخرة والعصرية الناعمة على حد سواء.
وإلى جانب استخدامه في المجوهرات، يُستفاد من خصائص العقيق في العديد من الصناعات، حيث يُوظَّف في صناعة المواد الكاشطة وتساهم صلابة العقيق في جعله خياراً مثالياً في صناعة ورق الصنفرة وعمليات القطع باستخدام الماء، وأنظمة الترشيح حيث يُستخدم العقيق في أنظمة تنقية المياه لقدرته على تحمل الاستخدام المكثف وضمان الكفاءة العالية.
أغلى أنواع العقيق في العالم
على الرغم من أن العقيق يُعرف بأسعاره المعقولة، إلا أن بعض أنواعه النادرة تتميز بقيمتها العالية واستثنائيتها، مثل العقيق الديمانتويد الذي يُعد من أكثر الأنواع ندرة وقيمة، ويشتهر بلونه الأخضر الفريد وتشكيلات "ذيل الحصان" التي تزيد من جاذبيته والأحجار المستخرجة من روسيا يمكن أن تتجاوز قيمتها 10,000 دولار للقيراط.
وفي الأحجار الثمينة أيضاً العقيق التسافوريت الذي اكتُشف في تنزانيا وكينيا، ويُعرف بلونه الأخضر الزاهي الذي يُميزه عن بقية الأنواع، والأحجار ذات الجودة العالية تصل أسعارها إلى 8,000 دولار للقيراط، بالاضافة الى العقيق السبيسارتين الذي يشتهر بدرجاته البرتقالية المميزة ويُستخرج من ناميبيا ومناطق أخرى، وتُقدر الأحجار الاستثنائية منه بين 2,000 و5,000 دولار للقيراط.
العناية بمجوهرات العقيق
يُصنف العقيق بدرجات تتراوح بين 6.5 و7.5 على مقياس موس للصلابة، مما يجعله مناسباً للاستخدام اليومي مع ضرورة الحفاظ عليه بعناية، ويمكن تنظيف مجوهرات العقيق باستخدام ماء دافئ وصابون وفرشاة ناعمة، مع تجنب المواد الكيميائية القوية وأجهزة التنظيف بالموجات فوق الصوتية.
كما يُنصح بتخزين قطع العقيق بشكل منفصل عن الأحجار الأخرى لتجنب الخدوش، ومن المهم فحص تثبيت الأحجار بانتظام للتأكد من بقائها في أماكنها، وتجنب تعريضه لأشعة الشمس القوية لفترات طويلة.