ما هي قصّة الألماس وعلاقته بالرومانسية عبر التاريخ؟

الألماس هو أفضل صديق للمرأة، هكذا تغنت الفاتنة مارلين مونرو في أغنية Diamonds Are A Girl’s Best Friend منذ أكثر من نصف قرن، إذ ارتبط الألماس الأبيض كثيرًا بالرومانسية والحب عبر التاريخ.

يتمتّع حجر الألماس برمزية خاصة، فهو يرتبط بالحب العميق والالتزام والوفاء، كما أنّه حجر الحظ الخاص بمولودة شهر أبريل، وحجر الذكرى الستين للزواج.

عندما يتعلق الأمر بتجسيد فكرة الحب الأبدي فإن الألماس هو الخيار الأمثل، وبفضل لمعانه الذي لا مثيل له وصلابته الفائقة أصبح الألماس يُعبّر عن الرابطة التي لا تنفصم بين المحبين، إذ ارتبط الألماس بالزواج والتفاني منذ قرون، وهو ما يظهر بوضوح في الشعار الشهير "الألماس يبقى إلى الأبد" الذي رسّخ مكانته كرمز للحب الذي يتجاوز حدود الزمن.

قصّة الألماس وعلاقته بالرومانسية عبر التاريخ

لطالما كان الألماس مرتبطًا بالحب النقي والأبدي، نظرًا لندرته وصلابته، التي تجعله رمزًا للصلابة والأبدية، وهذه هي الصفات التي غالبًا ما يتم البحث عنها في علاقة حب لجعلها تدوم إلى الأبد.

وضوح حجر الألماس وبريقه، يشير أن أيضًا إلى الشفافية والجمال، مرتبط أيضًا بفكرة علاقة صادقة ونقية.

اعتقد القدماء أن الألماس فيه قوة خارقة وإنه يحتوي على خصائص أسطورية وخرافية، بل وظن البعض أنه يشفي أمراض القلب والمعدة والأمراض النفسية ويحمي من الكوابيس الليلية، كما كان الألماس في القدم رمزًا للقوة يحمله المحارب في ساحة المعارك لتحميه، وكان المقاتل يهديه إلى حبيبته بعد عودته سالمًا من المعركة، فتحول بذلك الألماس وأصبح رمزًا للحب.

الألماس وخواتم الخطوبة

إن ارتباط الألماس بالحب والالتزام له جذور عميقة في التاريخ، إذ يمكن إرجاع تقليد استخدامه في خواتم الخطبة إلى الحضارات القديمة، حيث أصبحت قوة الألماس غير القابلة للكسر تمثيلًا مناسبًا للحب الأبدي بين الأزواج، ولا يزال الألماس هو الخيار المفضل لخواتم الخطوبة إلى اليوم، مما يعزز ارتباطها بالرومانسية والتفاني.

ما علاقة الألماس والذكرى الـ 60 للزواج؟

عندما تحتفل بالذكرى الستين لزواجك، هل تعلم أن هذا يُسمى حفل الألماس؟، بسبب الرمزية المرتبطة بهذا الحجر الكريم.

يعكس الألماس قوة العلاقة التي استمرت إلى ستة عقود، تماما مثل الألماس، الذي هو واحد من أصعب الأحجار الكريمة في الطبيعة، إذ يُنظر إلى علاقة الزواج التي استمرت 60 عامًا كما لو كانت قد تغلبت على العديد من التحديات.

وتُعزز هذه الفكرة، متانة الألماس الذي يتكون تحت الضغط ويصبح حجرا كريما ذا جمال لا مثيل له، مثل علاقة الزواج التي تستمر لفترة طويلة هي ثمينة، صلبة، ومقاومة لتجارب الحياة.

كيف يتكون الألماس؟

يُعد الألماس أصلب المواد التي عرفها الإنسان، ويشتق مصطلح "دايموند" من الكلمة اليونانية القديمة "أداماس" أو "أدامو" وتعني الصلابة.

قد لا نتخيل أبدا أن الألماس هو الشكل البلوري الصلب للكربون، الذي يتحول بسبب تعرضه للحرارة والضغط العالي "عبر ملايين السنين" تحت طبقات الأرض إلى حجر الألماس الغالي والنفيس.

 ويبدأ الألماس بالتكوين على عمق مائه وخمسين كيلومتر تحت طبقات الأرض، وتتم عملية التحول من الشكل الكربوني إلى شكل الألماس داخل الحمم البركانية الذائبة في باطن الأرض.

الألماس هو الحجر الكريم الوحيد تقريبًا الذي يتشكّل من عنصر واحد، وهو يتكوّن بنسبة 99,95 في المئة من الكربون، أمّا نسبة الـ0,5 المتبقية، فيمكن أن تحتوي على عناصر أخرى، ولكنها تُعد ذرّات بحدّ ذاتها، أي أنها لا تشكّل جزءًا من تركيبة الحجر الكيميائي الأساسية.

يُعد الألماس من أثمن وأجمل أنواع الجواهر في العالم، على الرغم من بساطة مكوناته التي لا تعدو أن تكون كربوناً تحول في باطن الأرض بفعل الحرارة والضغط الشديدين إلى حجر شديد القساوة، لا تحرقه نار ولا يقطعه حديد، وقد عرف الإنسان منذ آلاف السنين بحبه وشغفه بهذا المعدن النفيس، الذي شنت من أجله الحروب وسقط من أجله الضحايا.

ولا يختلف اثنان على جمال الألماس ونقائه وندرته وسحره، فهو يأسر القلوب بما يرمز إليه من الحب النقي والأبدية والتألق.

الصور من انستقرام دار Graff وPasquale Bruni