
وردة بياجيه مع بتلاتها المخملية تحتلّ مكانةً خاصة وفريدة جداً في مجموعات الدار
تحتلّ الوردة المتأنّقة والشديدة الأنوثة بطبيعتها مكانةً خاصة وفريدة جداً في مجموعات بياجيه، وكذلك في قلب السيد إيف بياجيه. مع بتلاتها المخملية المصنوعة من الذهب المنحوت أو الماس المتألّق، تُعَدّ وردة بياجيه التصميم المجازي والرمزي الوحيد والأهمّ بين إبداعات الدار وتمثل توقيعاً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعائلة بياجيه وتذكيراً عطريّاً بالقصة الشخصية الوطيدة التي ترتكز عليها الدار.

ترعرع إيف بياجيه ذو الرؤية السباّقة والذي تولّى زمام الدار في بداية ثمانينات القرن الماضي في قرية لا كوت-أو-في المعروفة لصناعة الساعات في جبال جورا السويسرية المكسوّة بالأزهار البريّة في فصلَي الربيع والصيف. كانت الطبيعة عنصراً قويّ الحضور في حياة إيف بياجيه، لا سيّما أزهار غابات جورا ونباتاتها وأشجارها. وفيما كان قد بدأ إيف بياجيه بترك بصمته على أعمال المؤسسة العائلية، سرعان ما اتّضح أنه استمدّ طاقته الإبداعيّة وتألّقه الثابت من قوة عالم الطبيعة الحياتيّة. فكما كان يقوله إيف ج. بياجيه بذاته: "تُعدّ الوردة الزهرة الأكثر عالميةً. بالنسبة إليّ، إنها تذكّرني بالطفولة وبحبّي الأول للورود البريّة التي تُدعى "ورود ياقوتية" (Sweet Briars) والتي تنمو عند ارتفاع 1100 متراً". فكان من الطبيعي بالنسبة إليه أن يصبح شغوفاً بجمال الورود وأن يلتقط هذا الجمال بأساطيره وارتباطاته من خلال مهارات الحرفيّين وإتقان الذهب الذي اشتهرت به دار بياجيه، دار الذهب.

انضمّ إيف بياجيه عام 1976 إلى مسابقة جنيف العالمية للورود الجديدة (Geneva International New Rose Competition) التي تأسّست عام 1947، أولاً بصفته عضواً قبل أن يتمّ تعيينه رئيساً للجنة الحكَم. وفي عام 1979، قرّر إيف بياجيه ابتكار وردة ذهبية بحجمٍ كامل تُقدَّم كل عام لمدّة ثلاثين عاماً لمكافأة الفائز بالمسابقة. ويلي هذه الفعاليّة حفل عشاء يحمل اسم "Le Bal des Roses" (حفل الورود) الأنيق. لاحقاً، في عام 1982، تمّ تكريم شغف إيف بياجيه وخبرته من خلال تسمية وردة خاصة ينمّيها مربّي الورود الشهير ألان ميّان باسمه. إن وردة إيف بياجيه (التي أُطليق عليها لاحقاً عام 2012 اسم "وردة بياجيه") هي وردة هجينة باللون الوردي الكثيف شبيه بالفوانيا تنتمي إلى صنفٍ مرغوب من الورود وتتميّز بتلاتها الثمانون بأطراف مزركشة ومسنّنة وبعطرٍ قوي. استمر شغف إيف بياجيه تجاه عالم الورود فقام برعاية مسابقات دولية وبدعم ترميم حدائق ورود شهيرة بما فيها La Malmaison وحديقة الورود لأميرة موناكو، غريس. تداخلت الورود في سيرة بياجيه لدرجة أنها أصبحت شبيهةً بالطلسم ورمزاً للدار. ففي العام 2012، بعد مرور 30 عاماً على تسمية وردة إيف بياجيه، أطلقت الدار أول مجموعة يتمحور موضوعها حول الورود، تلَتها بعد ذلك عام 2014 مجموعة المجوهرات الفاخرة "روز باسيون" Rose Passion. وكان ذلك بمثابة تكريم للتفاني في إبراز الجمال ولعالم الطبيعة القريب على قلب بياجيه.
ازدهار وردة بياجيه

تُزهر وردة بياجيه وسط إشراق أشعة الشمس الذهبية على شكل إلهامٍ دائم لحسّ الدار الإبداعي وحرفيّتها. هذا الربيع، تقدّم مجموعة محدودة الإصدار باقةً رائعة من قطع المجوهرات الجديدة المرصّعة بالماس، إضافةً إلى طقمٍ من المجوهرات الفاخرة يتميّز بماسات بيضاء مع لمسات من الزمّرد باللون الأخضر الزاهي. متّزنة بين الأسلوب الطبيعي والمجرّد، إنها ورود تنمو بوفرةٍ وتنتقل من البراعم إلى الإزهار، منتشرةً على اليَد على شكل خاتم يغطّي إصبعَين حيث ترتعش أوراق النبتة صعوداً ونزولاً، أو تتسلق حول قلادة متدلّية، وهي مصمّمة لكي تُرتَدى طوال النهار، كلّ يوم.

وتُطّبَق تعدّدية الاستعمال والعبقريّة نفسها على الخاتم في مجموعة المجوهرات الفاخرة مع توفير ثلاثة خيارات من الأساليب في خاتمٍ واحد: الأسلوب القائم على الزمرّد بمفرده مع خاتم كلاسيكي بحجارةٍ واحدة على سوار ماسي؛ الأسلوب القائم على الورود بمفردها مع نزع الزمرّد لابتكار خاتم معاصر يغطّي إصبعَين ممّا ينقل التركيز إلى الزهرة بحدّ ذاتها وعلى البنية الابتكارية؛ أو اعتماد أسلوبَي الزمرّد والورود معاً على شكل حديقة من الروائع من الأحجار الكريمة. وتلتفّ هذه الباقة الرائعة حول الأذنَين مع حلقة أذن واحدة مصمّمة على شكل أوراق ماسية بقطع ماركيز حول وسطٍ زمرّدي. تأتي البتلات منقوشة برقّة وتتباين تصاميمها الانسيابية مع ترف طبقات متعدّدة تبدو الماسات متّكئة عليها بخفّة على غرار قطرات من الندى. وتتشكّل الأوراق بواسطة ماسات بقطع ماركيز إشارةً إلى سبعينات القرن الماضي، تلك الحقبة الذهبية لإبداع بياجيه الجريء. ويُعَدّ عدم التناظر ميزةً أساسية في قطع المجوهرات الورديّة الجديدة ممّا يذكّر بنموّ العالم الطبيعي العشوائي والمتواصل، وبطاقة الورود الدائمة الشباب، وبالحياة والحبّ الذي تغذّيهما روح بياجيه الدافئة المشبّعة بأشعة الشمس.

تترافق الأزهار والمجوهرات عبر التاريخ. من بين أقدم الأساليب التزيينيّة، شكّلت الأزهار تحدٍّ لا يُقاوَم بالنسبة إلى كل جيلٍ من صائغي الذهب والمجوهرات، في كل حقبةٍ. ويكتسي جمال الوردة الأسطوري، كَونها ملكة الأزهار وجوهر الأنوثة ورمز الرومنسيّة، أهميّةً خاصة لدى صانعي المجوهرات حيث يكمُن التحدّي في ترجمة إرهاف الزهرة الفاخر والتعبير عن مشاعرها لتحويل ما هو زائل إلى أبدي، تماماً كما تفعله بياجيه بالنسبة إلى الكمال، فتلتقط جمال الورود الرائع والخاطف في النور الدائم للأحجار الثمينة والمعادن مُعتمدةً الذهب للإيقاع، ونعومة الماس الحريرية للشاعريّة المحمّلة بالندى.