ما علاقة التراث الشرقي بالموضة؟! إطلالات بلمسة شرقية تجتاح عالم الموضة العالمية
طابع الأزياء الشرقي يغزو العالم، نعم هذا صحيح، اليوم بتنا نشاهد إطلالات عالمية مصدرها أهم دور الأزياء العالمية، بلمسة شرقية لافتة، وكأنها من تصميم شرقي وحتى عربي في بعض الأحيان. ثقافتنا الشرقية، تستهوي أهم مصممي الأزياء في العالم، هذا العالم المليء بالفخامة والأصالة، والحشمة والرقي، لفت أنظار أهم دور الأزياء العالمية، ولاحظنا هذا الموضوع، من خلال رصدنا للمنصات الخشبية، ومتبعتنا لأسابيع الموضة العالمية. إطلالات بلمسة شرقية، من مصممين عرب، وأجانب، إستطاعت أن تحتل صدارة الإطلالات، إن كان من ناحية الأقمشة المستخدة، التطريز، الألوان، التعريقات، تصاميم العبايات والقفاطين، التصاميم المحتشمة بالمجمل والأقمشة الحريرية الفخمة، كلها تفاصيل جعلت من ثقافتنا الشرقية الساحرة مصدر جذب وقبلة موجهة لمصممي العالم.
التطريزات من أصل الثقافة الشرقية
الذوق الشرقي بوجهٍ عام، أو العربي بوجهٍ خاص، العربي بشكلٍ عام له طابعه المميز في إختيار الأزياء والإطلالات، وحين تعتمده المرأة يجعلها تشعر بأنها أميرة من عالم الأساطير، وملكة عصرها، لذلك دائماً ما ترتبط كلمة الإطلالة الشرقية بالفخامة، لأنها تحتوي على تصميمات وتطريزات وأقمشة فخمة وراقية، وباهظة الثمن. الأقمشة المطرزة، بالخيوط الذهبية أو الملونة، هي أساس الملابس الشرقية، التي إشتهرت بجايةً في الصين، ومن بعدها الهند، وفي بلادنا العربية أيضاً. هذه التصاميم العريقة، التي في معظم الأحيان تكون تصاميم يدوية، حرفية، تلفت الأنظار من حيث الفخامة والدقة في الصناعة. هذه التصاميم ترمز إلى العمارات في هذا الشرق المتجشدة في المساجد والكنائس، بالعمار المزخرف، بلوحات فنية مذهلة ومبهرة. هذه الزخرفات تحولت إلى رسومات وتعريقات، وإلى تطريزات حرفية، جسدت ثقافة هذا الشرق العريقة الذي ننتمي إليه.
التصاميم الشرقية، المطرزة، هي اليوم مصدر وحي وإلهام كثر، حيث بتنا نراها منتشرة بقوة بتصاميم عالمية راقية. أهم دور الأزياء العالمية، تعتمد هذه التصاميم، من مصممين عرب وعالميين، أبرز الأسماء طبعاً زهير مراد، Andrew Gn، CHANEL، Dior، Oscar De La Renta، وNaeem Khan، وغيرها.
الأقمشة العريقة والفخمة بنكهة شرقية
الأقمشة المطرزة، أو الأقمشة الملونة بتعريقات لافتة، كلها ترمز إلى حضارة هذا الشرق، من دول آسياوية، ودول عريبة. الأقمشة المعرقة، تناسب المرأة العربية، فهو ستايلها، وتشعر بالفخر عند إعتمادها، كونها ترمز بشكلٍ معين إلى ثقافتها العريقة، وحضارتها المميّزة. فالأقمشة المتعددة الألوان، البعيدة عن البساطة، هي تصاميم شرقية، تعشقها المرأة العربية، وتشعرها بالتميّز والفخامة.
طبعاً التعريقات بشكل عام، بالتصاميم المحتشمة، والرسموات الملونة البارزة، هي أكثر ما يعتبر أو ما يمتثل تحت مسمى تصاميم شرقية. في اللّوحات والعمارات الشرقية القديمة، أكثر ما يلفت إنتباهنا هو التفاضيل، والدقة، وهذا ما يتجشد أيضاً في الأزياء المعتمدة، فالتفاصيل والدقة في إختيار الأقمشة والألوان، والرسومات، والتطريزات، هو أكثر ما يجعل من هذا التصميم، قطعة فنية وتحفة تغوص بجمالها وروعتها.
العبايات والفساتين الفضفاضة دليل شرقي لمصممين عالميين
لنبدأ بالقول أن الملابس الفضفاضة هي تصاميم محتشمة بالمجمل، تعتمدها المرأة الشرقية العربية، وتشعرها بالراحة. اليوم هذه التصاميم الشرقية العريبة، باتت بلمسة عصرية حديثة، إذا تعتمد بتصاميم لافتة، بعيداً عن لونها الأسود المتعارف عليها، وتُنسق بأسلوب لافت وعصري. العبايات، في الأساس تصميم شرقي، واليوم بات معتمد من قبل دور أزياء عالمية، بأساليب مبتكرة وعصرية، عكست فخامة الزيّ وحافظت في الوقت نفسه على لمسته الشرقية العريقة.
تاريخياً، يعتقد بأن العباية تعود إلى أكثر من 4000 عام، وتذكر بعض المراجع التاريخية أن هذا الزيّ كان يُستخدم من قبل الحضارات القديمة، تحديداً من قبل شعوب بلاد ما بين النهرين الذين كانوا يرتدون ملابس طويلة وفضفاضة تشبه تصميم العباية اليوم. مع الوقت، نظراً لتصميم العبايا المحتشم، بات هذا الزي ينتشر أكثر عربياً، ليكون لباس المرأة العربية المسلمة على وجه الخصوص. اليوم هذا التصميم، يكتسب الكثير من الإبتكارات، إن كان من حيث إستخدام الأقمشة أو الألوان، من حيث النقوش أو التطريزات والزخرفات، ورغم كل ذلك لا يزال تصميم يحمل في طياته رمزاً لحشمة المرأة ورقيها.
القفطان تصميم يغزو العالم
كما هو سائد اليوم، ينسب القفطان إلى المغرب، نظراً للسلاطين المتعاقبة التي كات تعتمد هذا الزي، وهو يعود ظهوره للقرن الثاني عشر خلال عهد الدولة الموحدية بالمغرب. لكن يمكننا القول، أن حضارات كثيرة كانت تعتمد إطلالات مشابهة، كالحضارة العثمانية مثلاً، التي أيضاً هذا التصميم ينسب إلى السلاطين والسلطانات المتعاقبات في الحكم. إنتشر هذا التصميم، وكانت الإنطلاقة من المغرب إلى المشرق، بتصميم ما زال حتى يومنا هذا، مصدر للأناقة، الرقي والحشمة، بأقمشة راقية، مطرزة، وفاخرة.
القفطان اليوم، نراه في العديد من إصدارات دور الأزياء العالمية، وهو يرمز إلى المرأة الشرقية، المحتشمة، مثل مثل العبايا، أزياء شرقية، فاخرة، يعتمدنها اليوم نساء العالم على أنها أزياء شرقية راقية. طبعاً، هذه التصاميم لاقت تعديلات مختلفة، جعلتها أكثر عصرية، إلاّ أنها حافظت على طابعها الأساسي وهو الرقي، واللّمسة التراثية العريقة.
التصاميم المحتشمة أكثر أناقة ورقي
كل ما ذكر أعلاه، له هامل مشترك، وهو الحشمة، التصاميم الشرقية وخصوصاً العربية، هي تحمل في طياتها تصاميم محتشمة، بأقمشة راقية، وتفاصيل معقدة ولافتة، ما يجعلها تصاميم مميّزة، وجذابة، تشعرك بالفخامة والرقي. هذه التصاميم اليوم، لا تعتمدها فقط المرأة الشرقية، أو المرأة العربية، بل تعتمدها نساء كثر من حول العالم، تتباهى بأناقتها ورقيها، وبحسها الفني العالي، من تطريزات، وتفاصيل دقيقة تلفت الأنظار وتشد الإنتباه.
بالذافة إلى الحشمة، نسدد على التصاميم الفضفاضة التي تندرج تحت مسمى تصاميم محتشمة، لا تبرز معالم الجسد، ولا تجعل المرأة مقيدة بأي شكل من الأشكال.
تصاميم شرقية عالمية.. تعتمد في شهر رمضان المبارك
هذه التصاميم تتخذ ذروتها في شهر رمضان المبارك، كونه شهر مقدس عند المسلمين، الشرقيين والعرب، والذين يتباهو بملابسهم التقليدية والتراثية. هذه التصاميم الشرقية، تبرز كثيراً في شهر رمضان، فترتديها النساء في جميع المناسبات خلال هذا الشهر، من مناسبات سحور فخمة، إلى إفطارات، وحتى في الزيارات والمناسبات المميّزة جميعها التي تتزامن في هذا الشهر. شهر رمضان المبارك، بات مقروناً بالألبسة الشرقية، من عبايات، قفاطين، وألبسة مرزة فضفاضة محتشمة. دور أزياء عالمية كثر، يطلقنا مجموعات خاصة في رمضان، بتصاميم شرقية لافتة، وأقمشة راقية فاخرة، ترمز إلى ثقافتنا الشرقية العريقة.