خاص بـ"هي": كوثر الهريش تحرك المشاعر بذاكرة سعودية مختلفة في أسبوع الموضة في الرياض
المصممة كوثر الهريش تعيد مفهوم صناعة أزياء الـ avant garde بطريقتها الخاصة….التفاح، البرتقال، الموز،البطيخ، الكرز !
مع الباذنجان ومختلف الخضروات مصدر إلهام مجموعة المصممة كوثر الهريش التي عرضتها في أول أسبوع للموضة في الرياض
عندما شاهدت عرض الأزياء الذي قدمته كوثر الهريش المصممة والمديرة الإبداعية لكاف باي كاف في أسبوع الرياض الموضة قلت في نفسي هذه المجموعة تصنف كمجموعة كوتور واتفق الكثير على هذا الرأي. فلماذا وجدت تصاميم Kaf by Kaf من ضمن عروض الازياء للألبسة الجاهزة؟ تحدثت مع المصممة قبل عرض الأزياء واكدت لي اكثر من مرة: "أعدكم بعرض أزياء يفوق الوصف". وعلى الرغم من أنني كنت مطلعة على المجموعة قبل العرض الرسمي إلا أنني لم أكن أتصور أن يكون العرض خارج نطاق المألوف فالكروشيه حاضر في العروض! بعد العرض قالت لي كوثر: " قالت لي كوثر: لا تهمني التصنيفات، أجد نفسي أصمم الألبسة الجاهزة، وأصمم الكوتور أيضا!".
مشاهدة القطع تتحرك بحيوية على ممشى العرض أذهلني، تركيبة القطع ونسيجها متماسك ولكن كان تحركات القطع جنونية وكأنها عرض ساخر لحياة الخضار والفواكة، ذلك الربط الحيوي لشيء يعتبر جزء من حياتنا اليومية في قالب عرض أزياء كان للفعل مثيرا للفضول. ألهمني الكاتب محمد يوسف بتفاعله مع هذا العرض والمراجعة التي شاركها بعد انتهاء العرض.
أرادت كوثر الهريش من خلال هذه المجموعة أن تروي لنا القصة المناسبة في مناسبة مهمة جدا، أول أسبوع للموضة في السعودية! وجدت المصممة إلهامها لمجموعة ربيع صيف ٢٠٢٤ بين صناديق الفواكة والخضار وتحديدا في “حلقة الربوة” وهو السوق الأشهر والأقدم بالمدينة حيث يعود تاريخه إلى أكثر من ٥٠ عام.
تقول المصممة: تمتليء أسواقنا في السعودية بأنواع الفواكه والخضروات الطازجة من مختلف مناطق المملكة وكان مصدر إلهاما قويا للمجموعة أردت أن أبرزه في فساتين كروشيه تزينت بتفاصيل الفواكة والخضار بدقة خيالية. تقول المصممة: "وزعت الفواكة على ممشى العروض بشكل مدروس لأخلق متعة بصرية للحضور.
وتضيف المصممة كوثر الهريش: عندنا أطلقت هذه المجموعة كان عندي تخوف بسيط من مجتمع الموضة، فهم متعودين مني على طابع معين في الأحداث الكبيرة مثل فعالية كاس السعودية والقطع الفنية التي أقدمها بأسلوب استعراضي وذات طابع avant- garde. هذا التخوف امتد إلى هاجس ان مجتمع الموضة وعملائي لن يستوعبوا فكرة أنني مصممة البسة جاهزة في المقام الأول والأخير وأعرض ألبسة جاهزة للبيع، وهذا أحد عروض الأزياء.
استخدمت المصممة في هذه المجموعة الحبال والخيوط ومختلف الخامات بطريقة جمالية لتحاكي تلك المستخدمة بالسوق ولكن بأسلوب يليق بالموضة العصرية. قامت المصممة كوثر الهريش بتوظيف التقنيات اليدوية بمها عالية والتي تعزز من مفهوم الاستدامة في هذه المجموعة كذلك. مثل تقنية الكروشيه لصنع الأزياء و القطع التي تزينها حبات الفواكة والخضار المصنوعة بنفس الطريقة.
وكذلك أقدمت المصممة على صنع نسيج مميز يعرف باسم “المكرمية”، من خلال لف الحبال وعقدها بطريقة معينة. هذه الحبال تستخدم بالسوق لربط صناديق الفواكة والخضروات لحملها وشحنها أيضا. اضافت المصممة لمسات جمالية بالخرز الملون الذي تم تطريزه على بعض القطع بالمجموعة لتضفي بريقا يعكس أشعة الشمس في فصلي الربيع والصيف. وأطلقت العنان للمهندسة التي بداخلها وفاجأتنا بتصاميم خيالية من السعف وظفتها بطريقة لم تكن بالحسبان. السعف يتحول إلى طبقات متموجة، وخطوط مستقيمة". تقول كوثر: "اعترف ان عملية تصميم القطع من السعف كان صعبة جديدا وشكلت تحديا كبيرا لي ولفريق العمل".
وعبرت كوثر عن توظيفها لعناصر الإلهام من سوق الخضار قائلة: "عندي تخوف ثاني أن الناس لن تفهم مصادر إلهام المجموعة من سوق الخضار في حي الربوة في مدينتي الرياض، ولا يكون واضح لهم توظيف الفواكة في الأزياء، ولكن الصدمة كانت بعد العرض أن الناس تفاعلوا عاطفيا. الذين كانوا يبحثون عن الفن في الازياء وجدوها في نهاية العرض. وبنفس الوقت تفاعلوا عاطفيا مع قطع الفواكة والسعف خاصة… زيارة سوق الخضار كان جزءًا من اسلوب حياتنا اليومي وذاكرة تربطنا بأهالينا وهي عادة بدات تتلاشي مع حياتنا العصرية الجديدة، واستطعت من خلال هذه المجموعة ان أحيي هذه الذاكرة من خلال الأزياء".
