موعد الإجازة السنوية كابوس يلاحق الموظفات

الرياض – شروق هشام تستعد العائلات السعودية لاستقبال الإجازة الصيفية، وكل أفراد العائلة تنتظر موعد الاجازة السنوية لتحصل على الهدوء والاستجمام والراحة التي يحتاجون اليها بعد العمل والتعب والدراسة طوال العام، ولا شك أن الإجازة السنوية حق للموظف وللموظفة سواء كانت جهة العمل قطاع حكومي أو قطاع أهلي، حيث أوردت هذا الحق كل من أنظمة الخدمة الحكومية وأنظمة العاملين في المؤسسات الأهلية أو الخاصة بما فيها نظام العمل. المرأة العاملة تحديداً تنتظر هذه الأجازة بفارغ الصبر مهما كان موقعها الوظيفي سواءً كانت موظفة كبيرة أو صغيرة أو سيدة أعمال أو طبيبة أو غير ذلك، في ظل تعدد المسئوليات الملقاة على عاتقها طوال العام، لتصطدم بعضهن بأرض الواقع الذي يحرمهن من حق الحصول على الإجازة السنوية، وهذا ما حدث مع معلمات المدارس الأهلية وبعض الموظفات في القطاع الخاص! "هي" ستلقي الضوء حول هذا الموضوع من خلال التحقيق التالي. معلمات المدارس الأهلية شهد العديد من المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي طرح مشكلة استغلال عدد من ملاك المدارس الأهلية ومساومة المعلمات بالعقد الموحد، بحيث يكتفي مالك المدرسة بدفع مبلغ محدد، إضافة إلى دعم صندوق الموارد البشرية المقدر بـ2500 ريال، مقابل تمتعهم بكامل إجازات معلمي ومعلمات المدارس الحكومية. وفي هذا الصدد أوضحت سلوى محمد وهي مديرة في احدى المدارس: "أن العقد الموحد (الجديد) بين المدارس الأهلية والمعلمين والمعلمات والذي بموجبه تم رفع الرواتب إلى 5600 ريال، يلزم المعلمين والمعلمات بالدوام 6 أيام في الأسبوع بمعدل 48 ساعة، والإجازة السنوية لا تتجاوز 20 يوما، علماً بأن تنظيمات الإجازة للمدارس الحكومية لا يشملهم". وعبرت معلمة المرحلة الابتدائية وفاء عبدالله عن استيائها من موعد الإجازة بقولها: "في وقت ننتظر فيه كمعلمات للابتدائية ورياض الأطفال، التمتع بإجازتنا نهاية الأسبوع المقبل، يأتي قرار ملاك المدارس الأهلية ليحرمنا من تقديم إجازاتنا بحسب قرار وزارة التربية، مشيرين إلى أن أنظمتهم تتبع للقطاع الخاص ومكاتب العمل، والقرار يشمل فقط معلمي ومعلمات المدارس الحكومية، ويلزمونا بالدوام الكامل على الرغم من عدم وجود أي عمل نقوم به، ويؤكدون لنا أن دور وزارة التربية والتعليم مع المدارس الأهلية فني وليس تنظيمياً". موظفات القطاع الخاص ترغب كل موظفة أن تحصل على إجازتها السنوية بموعد يتوافق مع موعد الاجازة الصيفية التي يحصل عليها معظم أفراد العائلة وخاصة الأطفال، بينما ترفض العديد من جهات القطاع الخاص منح موظفاتها اللجازة في هذا الموعد. فأوضحت خلود البريدي وهي موظفة في شركة تسويق: "تستحق اجازتي السنوية من بداية الشهر القادم، ولكن الادارة رفضت منحي الاجازة في هذا الموعد، بسبب تعدد طلبات الإجازة المقدمة من الزميلات في نفس الموعد، ما يخالف ضمان سير العمل كما يجب، وطلبت الادارة منا التنسيق في ما بيننا لتقسيم الأجازة بحيث تحصل كل موظفة على اسبوعين فقط حاليا، ويتبقى لها اسبوعان في موعد لاحق خلال العام، لكن الحقيقة أننا لم نتوصل إلى أي اتفاق حتى الآن فكل موظفة ترغب في موعد أجازة يتوافق مع موعد اجازة أبنائها وبناتها في المدرسة وبشكل خاص لدواعي السفر". وعند سؤال الأخصائية الاجتماعية جيهان توفيق قالت: "تؤكد كل الدراسات النفسية والاجتماعية أهمية الإجازة السنوية للراحة النفسية، وللإجازة فوائد كثيرة نذكر منها مثلا أنها علاج من متاعب العمل الشاق، فرصة للاسترخاء بعيداً عن الضغوط طوال العام، والتطلع للمستقبل بشكل أفضل، فالعقل البشري لا يستطيع العمل بصورة مستمرة بدون راحة وبدون ترفيه، فاستمرار العمل بدون توقف يحول الشخص إلى ماكينة بدون إبداع أو تطوير، ويجب أن تسعى جميع الجهات إلى منح موظفيها الموعد المناسب لراحتهم وفقاً لمتطلبات كل فرد حتى تحقق الأجازة الغاية المقصودة منها نفسياً واجتماعياً".