العلاج الجراحي لسرطان البروستاتا مبكرا ليس دائما خيارا مجديا

الجراحة قد لا تكون دائما العلاج الأمثل للرجال الذين يعانون من سرطان البروستاتا في مرحلة مبكرة، وذلك طبقا لما ذكرته دراسة جديدة من جامعة واشنطن في سانت لويس نشرت مؤخرا في مجلة نيو إنغلاند للطب.

قام الباحثون في الدراسة بمتابعة الحالة الصحية لعدد 731 رجل مصابين بسرطان البروستاتا في المراحل المبكرة، ولقد استمر الباحثون في متابعتهم عن قرب من نوفمبر 1994 حتى يناير 2002، طبقا لما ذكره الباحثون فإن نصف الرجال موضع الدراسة خضعوا لعملية لإزالة غدة البروستاتا، في حين اكتفى الأخرون بمتابعة أعراضهم عن كثب تحت رعاية طبيبهم الخاص، أو قاموا بالخضوع دوريا لاختبار المستضد البروستاتى النوعي ولم يتلقوا علاج جذري لسرطان البروستاتا إلا في حالة تطور أعراض المرض لتصبح أكثر حدة مثل المعاناة من آلام في العظام أو مشكلات في التبول، وكلاهما يشير إلى أن سرطان البروستاتا أصبح أكثر شراسة.

استئصال غدة البروستاتا لا يصنع فارق جوهري

وخلال فترة متابعة الباحثون للرجال موضع الدراسة والتي استمرت لمدة 20 عاما تقريبا، لم يجد الباحثون فارق واضح في نسبة الوفيات بين المجموعة التي اختارت معالجة سرطان البروستاتا في مراحله المبكرة بجراحة استئصال البروستاتا، وبين المجموعة الأخرى التي لم تقم بذلك وهذا يعني أن استئصال غدة البروستاتا جراحيا في المرحلة المبكرة من سرطان البروستاتا لا يصنع فارق جوهري فيما يتعلق بإنقاذ حياة المصاب بالمرض.

الجراحة سببت أعراض جانبية لمرضى سرطان البروستاتا

ولكن الرجال الذين خضعوا للجراحة في المراحل المبكرة من سرطان البروستاتا عانوا من أعراض جانبية بسبب العملية الجراحية، حيث وجد الباحثون أن 15% من إجمالي 364 رجل خضعوا لعملية استئصال البروستاتا عانوا من ضعف الانتصاب بينما عانى 17% منهم من سلس البول، أو صعوبة التبول، 45% منهم من مضاعفات صحية أخرى بسبب الجراحة.

الجراحة ضرورية في مرحلة السرطان المتوسطة أو عالية الخطورة

د. جيرالد ل. أندريول (Gerald L. Andriole)، مدير قسم جراحة المسالك البولية بجامعة واشنطن والباحث الرئيسي في الدراسة تحدث عن نتائج الدراسة في مؤتمر صحفي قال فيه: "حوالي 70% من المرضى الذين تم تشخيصهم حديثا بسرطان البروستاتا هم في المراحل المبكرة من المرض، وهذا يعني أن السرطان يقتصر على غدة البروستاتا، وأن نوعية الأورام غير شرسة (سريعة الانتشار)، وفي تلك المرحلة يكون علاج جذري مثل التدخل الجراحي غير ضروري"، وأضاف قائلا: "هذا لا يعني أن العلاج الجراحي غير مجدي فهو بالنسبة للرجال الذين يعانون من سرطان البروستاتا في المرحلة من المتوسطة إلى عالية الخطورة، فإن الجراحة يمكن أن تكون سبب في إنقاذ حياة المريض، لذلك سيكون من الخطأ استبعاد الجراحة كخيار قابل للتطبيق للمرضى الذين يعانون من سرطان البروستاتا في المرحلة من المتوسطة إلى عالية الخطورة والأمر ذاته ينطبق على العلاجات الأخرى مثل الإشعاع".

لا تعد الجراحة هي الحل الأمثل في علاج سرطان البروستاتا الذي يتم اكتشافه مبكرا إذ أن استئصال غدة البروستاتا لا يصنع فارق جوهري في شفاء أو تدهور المصاب