أهم ما يجب معرفته عن اضطراب التشوه الجسمي لدى الرجال
خطورة الأمراض النفسية تكمن في أنها كثيرا ما تعامل بالكثير من الاستخفاف والتجاهل بالرغم من أنها لا تقل خطورة عن الكثير من الأمراض الجسدية، المريض النفسي نادرا ما يقرر طلب المساعدة بمفرده، وغالبا ما يقلل من حوله من خطورة حالته المرضية مما يزيد من خطورة وتفاقم حالته، ومن بين أكثر الأمراض النفسية التي تعامل بالكثير من الاستخفاف اضطراب التشوه الجسمي (Body Dysmorphic Disorder) والذي كثيرا ما ينظر إليه خطأ على أنه إشارة إلى الطبيعة العصابية أو السطحية للمريض، بينما هو في الحقيقة حالة مرضية خطيرة قد تدفع صاحبها للقيام بأفعال متهورة.
إليك أهم ما يجب أن تعرفه عن اضطراب التشوه الجسمي لدى الرجال:
ما هو اضطراب التشوه الجسمي:
تعريف اضطراب التشوه الجسمي طبقا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) والذي أصدرته الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، هو حالة مرضية تسبب هاجس مدمر يصيب المريض، ويجعله يتخيل وجود عيوب جسدية وخلل عام في مظهره، وهو ما يجعل المريض يصبح مهتما بشكل مفرط بمظهره، يتطور تدريجيا إلى الهوس.
أهم أجزاء الجسم التي غالبا ما يصاب المريض باضطراب التشوه الجسمي بهوس مرضي حيال مظهرها:
البشرة – الشعر – الأنف – العيون أو الجفون – الفم أو الشفاه – الفك أو الذقن.
أهم الأعراض المرضية لاضطراب التشوه الجسمي:
الاهتمام الزائد عن الحد بالمظهر الخارجي.
استخدام الملابس، الاكسسوار، المكياج، وتسريحات الشعر وحتى وضعية الجلوس في محاولة إخفاء عيوب جسدية قد لا تكون موجودة في الحقيقة.
مقارنة المريض لصفاته الجسدية بغيره من أقرانه.
النظر المتكرر للمرايا والأسطح العاكسة ولفترات طويلة من الوقت.
المبالغة في ممارسة الرياضة.
تغير الملابس وطريقة التزين بشكل متكرر وعلى فترات زمنية قصيرة.
اللجوء للجراحات التجميلية.
الشعور بالقلق المستمر وعدم الرضا بعد الخضوع للجراحات التجميلية.
أسباب الإصابة باضطراب التشوه الجسمي:
أسباب الإصابة باضطراب التشوه الجسمي لا تزال غير واضحة، إلا معظم الباحثين الطبيين يعتقد أنه ناجم عن مزيج من العوامل البيولوجية والبيئية التي تؤثر على كيمياء الدماغ، وتزيد من مشاعر القلق والاكتئاب والأفكار الانتحارية، واضطراب الوسواس القهري، كما تحدثت الدراسات أيضا عن أن ذلك المرض غالبا ما يبدأ مع المريض خلال مرحلة المراهقة بالتزامن مع التغيرات الجسمانية والهرمونية للجسم.
اضطراب التشوه الجسمي بين الرجال والنساء:
يعتقد أن نسبة المصابين بهذا المرض لا تتجاوز 1% من سكان العالم وهي نسبة موزعة بالتساوي بين الرجال والنساء، وبالرغم من ذلك إلا النساء غالبا ما يحصلون على الاهتمام الأكبر عن الحديث عن ذلك المرض، ولكن هذا تغير إلى حد كبير إذ تبين أن معاناة الرجال مع هذا المرض لا تقل عن معاناة النساء مع نفس المرض.
اضطراب التشوه الجسمي لدي الرجال:
هناك أعراض تميز الرجال المصابين بذلك المرض عن النساء، حيث تحدثت عدة دراسات عن أن الرجال المصابين باضطراب التشوه الجسمي، غالبا ما يكونوا أكثر ميلا للقلق حيال حجم العضلات في أجسامهم، وطول بنيتهم، والشعر الذي يغطي أجسادهم، كما تحدثت عدة دراسات أن الرجال المصابين بذلك المرض يقلقون بشكل خاص حيال حجم أعضاءهم التناسلية، ومشكلة الصلع.
ومن الأعراض أيضا عرض القلق حيال وزن ومظهر العضلات في الجسم والذي غالبا ما يتطور لحالة مرضية نفسية تحمل اسم اضطراب التشوه العضلي.
علاج اضطراب التشوه الجسمي لدي الرجال:
علاج هذه الحالة المرضية لابد وأن يبدأ بطلب المساعدة، وهو أمر غالبا ما يكون أكثر صعوبة لدى الرجال مقارنة بالنساء، بعدها تبدأ مرحلة العلاج النفسي، وتتضمن جلسات خاصة مع المريض يتحدث فيها عن مخاوفه الشخصية، كما تتضمن أيضا جلسات علاج سلوكي تساعد المريض تدريجيا على التخلي عن عاداته غير الصحية، في بعض الأحيان يستخدم الأطباء عقاقير طبية للتخفيف من أعراض المرض، مثل الأدوية المضادة للقلق ومضادات الاكتئاب والتي يمكن أن تساعد على استقرار الحالة المزاجية للمريض بشكل مؤقت، كما يمكن للطبيب أيضا أن يصف للمريض بعض العقاقير المستخدمة في علاج الوسواس القهري.