كيفية علاج العقم عند الرجال بالخلايا الجذعية
كثيرا ما سمعنا خلال السنوات القليلة الماضية، عن التطور الكبير الذي شهده علاج العقم وانخفاض معدلات والخصوبة لدى الرجال والنساء، وكيف أن ذلك قد أعطى أملا كبيرا للأزواج الذين يعانون من العقم ومشكلات الخصوبة في الإنجاب، ولعل أحدث وأشهر الطرق العلاجية للعقم التي يتحدث عنها الجميع حاليا، وأكثرها فاعلية في علاج العقم عند الرجال والنساء هي علاج العقم باستخدام الخلايا الجذعية.
العلاج بالخلايا الجذعية:
قبل أن نتحدث عن العلاج بالخلايا الجذعية دعونا نتعرف أولا عن الخلايا الجذعية: الخلايا الجذعية والتي تعرف أيضا باسم خلايا المنشأ، هي مجموعة من الخلايا التي تتواجد في أعضاء مختلفة في الجسم ،وهي خلايا غير متكشفة أي لم تتمايز وتتحول إلى نوعية محددة من الخلايا في داخل الجسم، ويمكن أن تنشأ من الخلايا الجذعية خلايا وأنسجة أخرى متكشفة في داخل الجسم، وتعتمد فكرة العلاج بالخلايا الجذعية على إعادة زرع الخلايا الجذعية في بيئة حيوية ما أو مكان مختلف في الجسم، مع إعطاء المريض عقاقير وأدوية متخصصة لمساعدة هذه الخلايا على أن تتكشف إلى خلايا وأنسجة متمايزة وجديدة في بيئتها الجديدة واستخدامها في علاج الكثير من الأمراض المستعصية مثل العقم.
الأمراض التي يمكن علاجها بالخلايا الجذعية:
العلاج بالخلايا الجذعية يعد من الطرق العلاجية الحديثة نوعا ما، وبشكل عام فإن الأمراض التي يمكن علاجها باستخدام الخلايا الجذعية تنقسم إلى ثلاثة فئات:
الفئة الأولى: أمراض تم علاجها بنجاح باستخدام الخلايا الجذعية وأصبحت طريقة علاجها بالخلايا الجذعية مثبتة علميا وتم التأكد من نجاحها، وأفضل الأمثلة على ذلك هي بعض الأمراض السرطانية، والأمراض الوراثية مثل الثلاسيميا وأمراض الخلل المناعي، الأمراض التي تعتمد طريقة علاجها على إعادة بناء أنسجة الجسم بعد تضررها.
الفئة الثانية: أمراض تم استخدام الخلايا الجذعية في علاجها خلال السنوات الماضية وجاءت نتائج العلاج إيجابية ولكنها لم تعتمد بعد كطريقة علاجية مثبتة علميا ومنها أمراض القلب والكبد والسكري والعقم والأمراض العصبية مثل الشلل والزهايمر.
الفئة الثالثة: هي أمراض لا يزال علاجها باستخدام الخلايا الجذعية تحت الاختبار ونتائجه متفاوتة وغير مؤكدة، ومثال على هذه الأمراض فقدان البصر.
علاج العقم لدى الرجال باستخدام الخلايا الجذعية:
تعتمد طريقة علاج العقم لدى الرجال باستخدام الخلايا الجذعية على اتجاهين:
الاتجاه الأول هو استخدام الخلايا الجذعية في علاج المشكلات الصحية الخاصة بالرجال والتي أدت للإصابة بالعقم، سواء كان ذلك باستخدام الخلايا الجذعية لتعزيز المناعة والتخلص من الأمراض المعدية أو الالتهابية، أو المناعية التي تسببت في العقم، أو استخدام الخلايا الجذعية في علاج المشكلات الجسدية التي تتسبب في العقم لدى الرجال، مثل علاج الأضرار الناتجة عن التهاب البروستاتا المزمن، وتجديد الخلايا والأنسجة المريضة والتالفة في غدة البروستاتا.
كما يمكن أيضا استخدام الخلايا الجذعية في علاج مشكلات الجهاز التناسلي الذكري مثل علاج وتجديد نسيج الخصية المتضرر بسبب الصدمات الجسدية القوية، أو الأمراض الالتهابية التي تصيب الخصية، ولقد تحدثت دراسات عن أن العلاج بالخلايا الجذعية يمكنه أن يساعد على زيادة أعداد الحيوانات المنوية، واستعادة وظائف الغدد الصماء وهو أمر حيوي لزيادة الخصوبة لدى الرجال.
الاتجاه الثاني هو استخراج خلايا جذعية من أماكن محددة من الجسم ومحاولة دفعها إلى التكشف والتمايز لتتحول إلى حيوانات منوية نشطة يتم استخدامها في عملية الإخصاب وهو اتجاه لا يزال تحت التجربة والدراسة في الوقت الحالي.