للمراهقات... أساليب فعالة لوزن مثالي
باتت المراهقات في عصرنا الحالي أكثر استقلالية في تلبية احتياجاتهن الغذائية، ومع ذلك سنُلاحظ أن معظمهن يفتقدن طريقة التغذية السليمة، وعلى الرغم من أهمية الطعام الصحي خلال فترة المراهقة بصفة عامة، كونها مؤثرة على تكوينهِن الجسدي والعقلي والنفسي خلال مراحل أعمارهن المتقدمة من دون استثناء.
إلا أنه من الواضح لدينا أن معظمهِن يُعانين من اضطرابات التغذية نتيجة الضغوطات الإجتماعية، الأنشطة التي يُزاولنها، وذلك بخلاف تأثيرات العوامل النفسية والوراثية على أوزانهن في المجمل العام.
لذا سنستغل السطور القادمة في توضيح أهمية التغذية السليمة للمراهقات والأساليب الفعالة للمُساهمة في احتفاظهِن بأوزانهِن المثالية بشكل صحي وسليم.
من هذا المنطلق، دعونا نتعرف على الأساليب الفعالة التي يُمكن أن تكون طوق نجاة للمراهقات في هذه المرحلة العمرية الحاسمة، لمُساعدتهن على تصحيح مسارهن وتوجيه أنظارهن اتجاه أهمية التغذية السليمة بصفة عامة، وذلك من خلال أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة مريم جمال لوقا من القاهرة.
للمراهقات أولويات غذائية
أكدت دكتورة مريم، أن أغلبية المراهقات تُسيطر عليهن فكرة اتخاذ القرارات الغذائية بأنفسهن، وكذلك اختيارهن ما يحلو لهُن، من دون استيعاب أهمية احتياجهِن إلى العناصر الغذائية التي تُلبي مراحل نموهن خلال هذه الفترة. بل الأمر الأسوأ هو انسياقهِن وراء العلامات التجارية الغذائية الجديدة، وما تقدمه من وجبات سريعة وأطعمة مُصنعة ومشروبات غازية تُثير شهيتهن وتُدمر صحتهن على المدى الطويل.
وفي هذا السياق، سنجد أن هُناك أدلة حديثة تطرقت إليها دراسة بحثية جديدة من جامعة كامبردج، على أن تناول المراهقات الغذاء الكافي يرتبط بانخفاض مخاطر السمنة والأمراض المرتبطة بالتغذية اللاحقة في مرحلة البلوغ مثل الأمراض القلبية الوعائية والعديد من أنواع السرطان ومرض السكري من النوع الثاني.
من ناحية أخرى، يعاني المراهقون والمراهقات بصفة عامة من تغيرات هرمونية عند البلوغ تؤثر على تنظيم الشهية، والشبع، وتوزيع الدهون، وسلوك استقلاليتهم عن أمهاتهم وأبائهم. وبالتالي فإن المراهقة هي فترة حرجة، وقد تُشكل الممارسات الغذائية السيئة المتزايدة بها خطراًعلى المراهقين والمراهقات من دون استثناء، ما تجعلهم عُرضة للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة. علاوة على ذلك ، فإن العادات الغذائية التي تم تأسيسها في مرحلة الطفولة أو المراهقة قد تتبع حياة البالغين. لذلك فإن تحسين المدخول الغذائي للأطفال والمراهقين والمراهقات هو هدف الصحة العامة العالمية.
نمط الحياة الصحي للمراهقات
أوضحت دكتورة مريم، أنه تم إجراء العديد من الدراسات الاستقصائية حول التغذية الصحية للمراهقات، ومع ذلك ، فقد تم إجراؤها في الغالب على عينات وطنية أو إقليمية أو غير تمثيلية. وكانت نتائجها تُشير إلى ارتفاع متوسط تناول السكروز، و انخفاض متوسط تناول الألياف والحديد والفولات وفيتامين لدى المراهقات البالغات 14 عاماً. أما بالنسبة للمراهقات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 19 عاماً فنسبة مدخول الطاقة من الدهون لديهن أعلى قليلاً ، بينما كان مدخول المغذيات الدقيقة يتماشى مع التوصيات، وذلك باستثناء حمض الفوليك والحديد والكالسيوم عند الفتيات. وبناء على ذلك، يُعد تناول المراهقات الطعام الصحي جزءاً مهماً من نمط حياتهن في المجمل العام. وهو أمر يجب تعليمه في سن مبكرة.
أساليب فعالة لاحتفاظ المراهقات بأوزانهن المثالية
أشارت دكتورة مريم، إلى أنه يجب على الأمهات المُساهمة في تحفيز فتياتهن على تناول الطعام الصحي، ولا مانع من زيارتهن أطباء التغذية المُختصين قبل إجراء أي تغييرات في نظامهن الغذائي، من أجل وضع خطة غذائية مُحكمة ومُناسبة لطبيعة أجسامهن وحالتهن الصحية خلال مرحلة المراهقة بصفة عامة.
أما بالنسبة للأساليب الفعالة للمراهقات من أجل مُساعدتهن على الاحتفاظ بأوزانهن المثالية، فهي كالتالي:
- مراجعة طبيب التغذية المُختص.
- عمل التحاليل اللازمة للتعرف على الحالة الصحية للجسم، لتلبية احتياجاته بالأطعمة الغذائية الصحية خلال مرحلة المراهقة.
- تناول 3 وجبات غذائية صحية بكميات قليلة.
- تخصيص وجبات خفيفة لا تتعدى 3 وجبات بعد كل وجبة رئيسية بساعتين على الأقل.
- زيادة الألياف في الأنظمة الغذائية الصحية المفيدة للمراهقات.
- الإكثار من شرب الماء على مدار اليوم بمعدل لا يقل عن 8 أكواب.
- تجنب المشروبات التي تحوي نسبة عالية من السكريات.
- تناول الفواكه الطازجة بدلاً من عصيرها على الدوام.
- طهي الطعام على البخار هو الحل المثالي لتقديم وجبات صحية للمراهقات.
- التنوع في مصادر الأطعمة من أفضل الأساليب لإمداد أجسام المراهقات بالعناصر الغذائية المتعددة.
وأخيراً، ننصح الأمهات بضرورة التحكم في متى وأين تأكل ابنتها، توفير الوجبات الصحية لتشجيعها على تناول أطعمة صحية داخل المنزل ومراعاة إظهار سلوكيات الأكل الصحي، إشراك المراهقات في اختيار الأطعمة وإعدادها وتعليمهن اتخاذ خيارات صحية من خلال توفير الفرص لاختيار الأطعمة بناءً على قيمتها الغذائية.
فضلاً عن ذلك، مساعدتهن على التحكم في أحجام حصص الطعام وعدم توفير الأطعمة المُصنعة داخل المنزل لجميع أفراد الأسرة، ولا ننسى تشجيعهن على ممارسة الرياضة كأسلوب حياة فهي كفيلة بتحسين صحتهن والاحتفاظ بأزوانهن المثالية مدى الحياة.