اكتئاب الشتاء يصيب النساء أكثر من الرجال.. والسبب
اكتئاب الشتاء أحد الاضطرابات العاطفية الموسمية التي تكثر الإصابة بها أثناء تغير الفصول، وعادة ما تظهر أعراض الإصابة به في فصل الخريف وتستمر حتى أشهر الشتاء، وهي أعراض مزعجة تأخذ من طاقة المرء وتشعره بالحزن والكآبة، وزيادة الشهية، وكثرة النوم، إضافة إلى بعض الأعراض الأخرى التي تزول سرعان ما تزول بمجرد دخول فصل الربيع. وفي حالات نادرة قد تحدث الإصابة به مع بدء الربيع أو الصيف وينتهي بحلول الخريف والشتاء.
ومن المعروف وبحسب الإحصائيات المعلنة في هذا الشأن، أن الاكتئاب بوجه عام اضطرابٌ نفسي يصيب النساء أكثر من الرجال بمعدل مرتين، ولذلك تُعد النساء أكثر عرضة للإصابة باكتئاب الشتاء من الرجال. فما هي أسباب هذا الأمر، وما هي أعراض اكتئاب الشتاء ومضاعفاته؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟
لماذا تُصاب النساء باكتئاب الشتاء أكثر من الرجال؟
بحسب الدراسات المعلنة في هذا الصدد، ومنها الدراسة التي نُشرت في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، التي كان مفادها أن النساء أكثر عرضة للمعاناة من اكتئاب الشتاء المعروف بالاضطراب العاطفي الموسمي، لا يوجد سبب محدد وواضح لذلك إلا أن العلماء حاولوا معرفة أسباب الإصابة باكتئاب الشتاء من خلال بعض الاجتهادات. ومن ذلك أن بعض الأشخاص المصابين بالاضطرابات الموسمية يكون لديهم مستويات أقل من هرمون السيروتونين في الخلايا العصبية، وزيادة إنتاج هرمون الميلاتونين الذي يؤدي بدوره إلى الشعور بالخمول.
وقد أشاروا أيضاً إلى أن نقص فيتامين (د) الذي يصيب النساء أكثر من الرجال قد يكون سبباً في زيادة معاناة النساء من اكتئاب الشتاء بمعدلات أكبر من الرجال.
ما هي أعراض اكتئاب الشتاء؟
بحسب موقع "مايو كلينك" تتمثل أعراض اكتئاب الشتاء في ما يلي:
- الشعور بضعف الهمة والحزن والكآبة معظم اليوم، وقد يحدث هذا الشعور يومياً.
- الشعور باليأس وضعف العزيمة والإرادة.
- الإفراط في النوم.
- تغيرات في الشهية، خاصةً الرغبة الملحة في تناول أطعمة غنية بالكربوهيدرات.
- زيادة الوزن نتيجة الإفراط في تناول الطعام.
- الشعور بالتعب أو قلة النشاط والضعف العام.
وقد يحدث الاكتئاب أو الاضطراب الموسمي العاطفي في فصل الربيع أو الصيف في حالات نادرة، وتكون أعراضه كما يلي:
- صعوبة في النوم (الأرق).
- ضعف الشهية.
- نقص الوزن.
- نوبات من الهياج والقلق.
- سهولة الاستثارة.
ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة باكتئاب الشتاء؟
بحسب "مايو كلينك" توجد عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة باكتئاب الشتاء والاضطراب العاطفي الموسمي، وهي:
- التاريخ المرضي للعائلة وإصابة أحد أفرادها باكتئاب الشتاء والاضطراب العاطفي الموسمي.
- الإصابة بحالة بالغة من الاضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب.
- العيش بعيدًا عن خط الاستواء حيث وجود نسبة أقل من أشعة الشمس شتاءً وزيادة عدد ساعات النهار صيفاً.
- نقص مستوى فيتامين (د) نتيجة لقلة آشعة الشمس.
ما هي مضاعفات الإصابة باكتئاب الشتاء؟
ذكرت "مايو كلينك" مضاعفات الإصابة باكتئاب الشتاء كما يلي:
- العزلة الاجتماعية.
- الشعور بتوقف الحياة.
- حدوث مشاكل في الدراسة أو العمل أو الجوانب الأخرى من الحياة.
- الإصابة باضطرابات أخرى متعلقة بالصحة العقلية، مثل القلق أو التوتر، وكذلك اضطرابات الأكل.
- الأفكار أو السلوكيات الانتحارية.
- زيادة احتمالات التعرض لخطر الإدمان.
كيفية الوقاية من اكتئاب الشتاء والاضطراب الموسمي العاطفي
قد لا تكون هناك طرقٌ مدروسة ومعروفة للوقاية من اكتئاب الشتاء والاضطراب الموسمي العاطفي، ولكن بحسب "مايو كلينك" يجب استشارة المختص بشأن الأعراض والتحدث معه بارتياح، لوصف العلاج المناسب لهذه الحالة حتى لا تتفاقم المشكلة، خصوصاً إذا ما تغيرت أنماط النوم وزادت الشهية للأكل، وغلب الشعور باليأس على الشخص المصاب؛ لأنه قد تكون هناك زيادة في احتمالات الانتحار.
وكنوع من الوقاية، يلجأ البعض إلى الطبيب النفسي قبل حدوث الأعراض التي سبق وأن عانوا منها قبل حدوث التغيير الموسمي أو اكتئاب الشتاء، خوفاً من التعرض لقسوة المعاناة منها مجدداً. وفي جميع الحالات تظل استشارة المعالج النفسي أفضل الطرق للوقاية من مضاعفات الإصابة باكتئاب الشتاء والاضطرابات الموسيمة بشكل عام.