في اليوم العالمي لصحة الجهاز الهضمي.. نصائح الخبراء لتحسين صحة الأمعاء طبيعيًا
هل تعانين من مشكلات في الجهاز الهضمي، مثل سوء الهضم أو الانتفاخ أو الحرقة وغيرها؟
هل تحتاجين لتناول بعض الأدوية التي تحمي المعدة قبل تناول الطعام؟
هل تضطرين لتجنب بعض الأطعمة أو المشروبات، كونها قد تؤذي جهازك الهضمي أو تؤثر عليه سلبًا؟..
لست وحدك عزيزتي.. إذ تشير دراسة حديثة أن قرابة 40% من البالغين في جميع أنحاء العالم، يعاني من اضطراب وظيفي في الجهاز الهضمي (وتُعرف بإسم أمراض الجهاز الهضمي). ويأتي دور الأطباء المتخصصين في الجهاز الهضمي لمعالجة هذه الأمراض والتخلص منها.
بمناسبة اليوم العالمي لصحة الجهاز الهضمي الذي يصادف اليوم 29 مايو، لا بد من التذكير بوجوب الاعتناء بصحة المعدة والأمعاء؛ كونهما يؤثران بشكل مباشر على صحة معظم أجهزة وأعضاء الجسم. ولهذا، ينبغي استشارة طبيب الجهاز الهضمي الذي يمتلك معرفةً وخبرةً واسعة في هذا المجال، وسوف يقدم لك النصائح وطرق العلاج المناسبة حسب حالتك الصحية.
ولقد سألنا خبيرة مختصة في أمراض الجهاز الهضمي من كليفلاند كلينك، حول كيفية تحسين صحة الأمعاء وتجنب أمراضها بطرق طبيعية؛ فعادت إلينا بالكثير من النصائح الفعالة. لكن أولًا، ما رأيك بالتعرف أكثر على ماهية عمل اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي، كي يتسنى لك طلب النصح والمشورة منهم؟
من هو طبيب الجهاز الهضمي؟
بحسب تعريف جامعة سانت جورج في غرينادا؛ فإن طب الجهاز الهضمي كتخصص فرعي في الطب الباطني، يتضمن تشخيص وعلاج أمراض الجهاز الهضمي الذي يتألف من المعدة والأمعاء والكبد والمرارة. ويعتمد المرضى على خبرة هؤلاء المتخصصين، للكشف عن السبب وراء مجموعة من الأعراض الهضمية غير المريحة.
يتم إحالة المرضى إلى اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي عندما يعانون من مشاكل هضمية. وأثناء عملية التشخيص، قد يراقب هؤلاء الأطباء حركة المواد عبر المعدة والأمعاء، وهضم العناصر الغذائية وامتصاصها في الجسم، والتخلص من فضلات الجسم، ووظيفة الكبد باعتباره أحد أعضاء الجهاز الهضمي. ما يساعدهم على تحديد الحالات الشاذة المُحتملة التي قد تبدو كحالات مرضية شائعة، ومن ضمنها ورم القولون والسرطان وأمراض الكبد المُزمنة والارتجاع المعدي المعوي والقرحة المعوية وأمراض الأمعاء الالتهابية ومتلازمة القولون العصبي والتهاب البنكرياس.
كما يتم تدريب أطباء الجهاز الهضمي على نطاق واسع، لإجراء التنظير الداخلي؛ وهو استخدام مناظير مرنة مُزودة بكاميرات مدمجة لتصوير الجزء الداخلي من القناة المعوية. إضافة إلى بعض الإجراءات المتقدمة مثل الفحص التنظيري للقناة الصفراوية (بما في ذلك إزالة الحصوات)، استئصال الغشاء المخاطي بالتنظير، وضع أنابيب التصريف الداخلية، والموجات والتنظير بالأمواج فوق الصوتية. وبمجرد الوصول إلى التشخيص، يعمل متخصصو الجهاز الهضمي إلى جانب فريق الرعاية الأولية للمريض لوضع الخطة العلاجية المناسبة.
نصائح طبية لتحسين صحة الأمعاء طبيعيًا
قالت الدكتورة كريستي لي، خبيرةٌ في أمراض الجهاز الهضمي من"كليفلاند كلينك"، إن اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع يساعد في بناء جهاز هضمي صحي؛ مشيرةً إلى أن صحة الجهاز الهضمي أمرٌ أساسي، للحفاظ على نظام مناعي قوي وتعزيز الصحة العقلية والبدنية للمرء.
وأكّدت الدكتورة لي ضرورة الحفاظ على توازن جيد لبكتيريا الأمعاء من أجل صحة الإنسان؛ موضحةً أن تناول الأطعمة المناسبة يُقوَي منظومة النَّبيتِ المجهري(الميكروبيوم) المُعقَدة في الأمعاء والمؤلّفة من تريليونات الميكروبات التي تضمّ البكتيريا النافعة.
أعراض ضعف صحة الأمعاء
لتبيان الإصابة بهذه المشكلة الصحية، تشير خبيرة أمراض الجهاز الهضمي من كليفلاند كلينك إلى أن الطفح الجلدي والإرهاق هما من أبرز أعراض ضعف صحة الأمعاء؛ عدا عن الأعراض الواضحة والأكثر ارتباطًا، كحرقة المعدة والانتفاخ والغازات المعوية والإمساك والإسهال. وحثّت الدكتورة لي كافة الأفراد على ضرورة الانتباه إلى هذه الأعراض، لا سيما إذا ظهر أي منها عقب تناول الطعام؛ مشيرةً إلى أنها مؤشراتٌلحاجة المرء لإحداث التغيير في النظام الغذائي لمساعدة أمعائه.
كما شدّدت الدكتورة لي على أهمية تحسين التنوع الصحي في القناة الهضمية، مؤكدةً أن التنوع الغذائي يؤدي إلى ميكروبيوم أكثر صحة يحتوي على المزيد من أنواع البكتيريا الجيدة التي من شأنها أن تُحسَن حالة الجهاز الهضمي وترفع قدرته على التعامل مع كل ما قد يدخل فيه.
أطعمةٌ مفيدة يجب الإكثار منها
نصحت الدكتورة لي، بتناول الكثير من الأطعمة النباتية والحبوب الكاملة والأطعمة المحتوية على البريبيوتك والبروبيوتك؛ موضحة أن الأطعمة النباتية غنية بالألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان (البريبيوتك)، والتي تساعد على الهضم وتحافظ على صحة الجهاز الهضمي. وأضافت: "ينبغي لك أن تضعي أمامك هدفًا يتمثل بتناول ما بين خمس حصص وسبع حصص من الفاكهة والخضروات يوميًا، وتنويع ألوانها لتشمل الأخضر والأحمر والبرتقالي والأصفر؛ ما يعني حصولك على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والعناصر الغذائية التي يحتاجها جسمك."
واقترحت تناول الحبوب الكاملة المليئة بالألياف، والتي قالت إنها مهمة أيضًا لانتظام حركة الأمعاء، كالشوفان والشعير والجاودار والدُّخُن والكينوا والأرز البني؛ مُبيّنةً أن الحبوب الكاملة غير المُعالجة تحتفظ بمزايا طبيعية أكثر من الحبوب المطحونة أو المُكرَرة التي نُزعت منها بعض الطبقات المُغذية. وأوصت عند التسوق، باختيار الحبوب التي لا يقل فيها محتوى الألياف الغذائية عن 3 غرامات لكل حصة،سعيًا وراء الحصول على أفضل قدر من الفائدة.
كما أشارت الدكتورة لي إلى إمكانية تضمين الأطعمة المُشتملة على البكتيريا النافعة (البروبيوتك)، في النظام الغذائي؛وهي الأطعمة المُخمّرة،كالزبادي والكفير والكومبوتشا ومخلل الملفوف والميسو. وتشتمل هذه الأطعمة على كائنات حية دقيقة مفيدة لصحة الجهاز الهضمي. مضيفةً أن البريبيوتك، الموجودة في الثوم والبصل والخرشوف والموز والتفاح والشوفان الكامل وغيرها، مهمةٌ لأنها تعمل بجانب البروبيوتك،على الحفاظ على أداء الأمعاء والميكروبيوم بأقصى كفاءة. كماأوضحت أن البريبيوتك تعمل بوصفها مصدرًا غذائيًا لدعم البكتيريا الجيدة في الأمعاء، فيما تُثري البروبيوتك مجموعة البكتيريا الجيدة وتضيف إلى تنوّعها.
أطعمة يجب الحدّ منها أو تجنبها
في المقابل، قد تُسبب أطعمة عدة مشاكل في الجهاز الهضمي؛ ما يُوجب تجنبها أو على الأقلّ الحدّ من تناولها، بحسب نصيحة الدكتورة لي. وتشمل هذه الأطعمة المأكولات عالية الصوديوم كرقائق البطاطا واللحوم المُصنّعة، والكثير من الأطعمة الجاهزة التي يمكن أن تُبطئ عملية الهضم وتؤدي إلى الانتفاخ؛ إضافة إلى الأطعمة المُصنَعة التي تحتوي على مواد حافظة تُبطئ من حركة الجهاز الهضمي وتسمح بتراكم البكتيريا الضارة.
وأوصت الخبيرة بالحدّ من أنواع طعام أخرى تشمل الزيوت المُحمَّلة بالدهون المُشبعة، والتي قد تؤدي إلى عسر الهضم والغازات والإسهال؛ إضافةً إلى المُحلّيات الصناعية التي قد يصعب على الجسم معالجتها. كذلك نصحت بالحدّ من تناول اللحوم الحمراء إلى مستوى لا يزيد عن 85 غرامًا لمرتين في الأسبوع، لا سيما وأن هذه اللحوم مرتبطةٌ بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
أمعاءٌ أكثر صحة وسعادة...
في الختام، أشارتالدكتورة لي إلى أن "الأطعمة البسيطة تظلّ الأفضل لأجسامنا"؛داعيةً إلى أن "نستمع إلى أمعائنا ونلاحظ ردود الفعل على الأطعمة التي نتناولها،والتقليل من الأطعمة التي تُسبَب مشاكل في الجهاز الهضمي، فإذا أضفنا إلى ذلك ممارسة الرياضة بانتظام مع التمارين التي تُقوَي عضلة القلب، فإن أمعاءناستغدو أكثر صحةً وسعادة"، على حدّ وصفها.