العودة للمدارس موسم الخلافات الزوجية .. نصائح هامة للتغلب عليها بذكاء
ما إن تبدأ الدراسة ويأتي موسم العودة إلى المدرس إلا وتكثر الخلافات الزوجية بين الزوجين، وخصوصاً الأزواج الذين يتحملون أعباء ونفقات دراسية كبيرة بسبب كثرة الأبناء، وقد لا تكون هذه الخلافات عميقة إلا أنها تحدث وتربك كل من الأبوين، وذلك بسبب الضغوط والأعباء المادية التي تتراكم على عاتقهم في الموسم الدراسي، والتي تبدأ من مصاريف المدارس التي تتزايد في كل عام، والكتب، ومصاريف العام الدراسي التي تشمل مصاريف المدرسة والزي المدرسي ومصاريف المواصلات والمستلزمات المدرسية.
ولا تتوقف المصاريف المدرسية عند هذا الحد لأن يوجد مصاريف أخرى قد تكون يومية أو أسبوعية، وذلك بحسب حاجة المدرسة.
وعن ارتباط العودة للمدارس بالخلافات الزوجية، تقول داليا شيحة مستشارة زوجية وأسرية أنه من الطبيعي أن يحدث احتكاك وخلاف غير مقصود بين الزوجين بسبب بدء الدراسة، وذلك بسبب الضغط الواقع على كل منهما، ولذلك ومن أجل التغلب على الخلافات الزوجية المصاحبة للعودة للمدراس تقدم شيحة النصائح المهمة التالية.
نصائح خبيرة العلاقات
يحتاج الزوجان إلى فهم حقيقة غالية، وهي أن الاختلافات وكذلك الخلافات الزوجية التي تحدث فجأة بسبب موسم معين مثل الدراسة أو الأعياد، لا تعبر عن جوهر العلاقة بينهما، لأنها تحدث بصفة مؤقتة مع كل مرة يشعران فيها بالضغوط وتراكم الأعباء، ومثل هذه الأمور تعد أمراً سهلاً يمكن التغلب عليها بتطبيق بعض النصائح المهمة مثل :
- حصر جميع احتياجات العام الدراسي وترتيبها من حيث الأهم فالمهم وعمل قائمة بذلك لتسهل عملية التسوق.
- التعامل بمرونة أكبر مع متطلبات العام الدراسي ومحاولة التوفيق بين متطلبات جميع الأبناء بقدر الامكان، وذلك من خلال توفير النفقات للأهم ثم المهم وتقسيمها إلى دفعات يتم توزيعها بحسب الحالة المادية لهما.
- إقامة حوار بناء بين البوين بهدف دراسة الحالة المادية والتفكير على جعل الأولوية للعام الدراسي والتضحية ببعض الأمور التي يمكن الاستغناء عنها مؤقتاً في مقابل ذلك.
- الاتفاق مع المدرسة بجدولة المصاريف المدرسية بشكل منظم وتجزئتها خلال السنة الدراسية مع الالتزام بخطة السداد لكي لا تتراكم الأقساط والأعباء وتحدث الخلافات الزوجية.
- تفهم الزوجين لحقيقة أن الجميع يمرون بهذه الضغوط مهما بلغ المستوى المادي لديهم لأنه كلما زاد المستوى الاجتماعي وزاد الدخل المادي زادت معه الاحتياجات.
- وهنا يجب على الزوجة باعتبارها المسؤولة عن المنزل والأسرة أن تقوم بترشيد النفقات نوعاً ما حتى تمر أزمة بدء العام الدراسي.
وفي هذا الصدد تقول شيحة أنه من الممكن لتفادي هذه الأزمة في أعوام لاحقة، ادخار جزء بسيط من مصاريف المنزل والأسرة لحساب المدارس والمصروفات المتعلقة بها، فقط بعض التنظيم والترشيد سيمكن الزوجان من فعل ذلك والمداومة عليه.
أخطاء يجب تجنبها مع بدء موسم العودة للمدارس
شددت شيحة على أمور غاية في الأهمية وأخطاء يجب تجنب الوقوع فيها ألا وهي:
- المبالغة في شراء المستلزمات الدراسية واختيار أغلى الأنواع الاعتدال في النفقات يساهم في التخلص من توتر الخلافات الزوجية.
- شراء مستلزمات العام الدراسي لجميع الأبناء دفعة واحدة إذ يجب شراء الاحتياجات على فترات ومع الحاجة إليها لمراعاة كثرة النفقات على الأب والأم مع بدء موسم العودة للمدراس.
- تعويد الأبناء على الدروس الخصوصية لأنها تزيد من أعباء الدراسة على عاتق الأبوين، إذ يجب تعويدهم على التركيز عند الاستماع للدروس في المدرسة، ليكون بامكانهم اعادة استرجاع المعلومات في المنزل عند المذاكرة.
- اختيار المدارس ذات المصروفات العالية وخصوصاً مع وجود أكثر من ابن او ابنة في سن المدرسة، إذ يجب اختيار المدراس على حسب المستوى المادي للأب وما إذا كان يسمح بذلك أم لا.
وليكون موسم العودة للمدارس هادئاً يجب على الأبوين مراعاة مشاعر الأبناء، وعدم اقامة أي حوار خاص بالخلافات الزوجية المتعلقة بمصاريف العام الدراسي أمامهم لكي لا تتشتت أذهانهم، ولكي لا تضيع جهود الأبوين مع أبنائهم في العام الدراسي هباء في حال أثر ذلك على معدلات التحصيل الدراسي.
وختاماً تقول شيحة أن كل محنة أو ضغط يمر به الأبوين يختبر درجة تقاربهما من بعضهما البعض، وتفاهمها معاً، ويغرز فيهما الصبر، ويمنحهما الخبرة في إدارة الأزمات وتجاوزها، وهو ما يجب أن يعلمه كل الآباء والأمهات لتمر كل المحن عليهما بسهولة ويسر، وخصوصاً موسم العودة للمدراس.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركينا الرأي .. هل حقاً يعد موسم العودة للمدارس موسماً للخلافات الزوجية؟