خبيرة تؤكد: على جميع البالغين إجراء فحوصات السكري من النوع الثاني
يًولد الإنسان في هذه الحياة، وهو يحمل جينات والديه التي لا يمكنه التحكم بها. وهذه الجينات قد تكون سليمة معافاة بدرجة كبيرة، أو قد تكون تعاني من خلل أو طفرات تتسبب بإصابته بالعديد من الأمراض. ما يجعلنا غير قادرين على منع الإصابة بمرض بعينه، أو حماية أنفسنا من الأمراض الخطيرة وتداعياته على صحتنا.
هذا من ناحية؛ أما من الناحية الأخرى، فإننا قد نُمارس الذنب الكبير في إيذاء أنفسنا وإصابتها بالمرض، جراء اتباع نمط حياتي وغذائي غير صحي. وقد أثبتت الدراسات والأبحاث على مدار سنوات وعقود، أن النظام الحياتي غير الصحي يمكن أن يُسهم بدرجة عالية في زيادة خطر الإصابة بالأمراض على اختلاف أنواعها ودرجاتها.
كيف؟ بالإقبال على تناول الأطعمة الدسمة، والغنية بالسعرات الحرارية والدهون والسكريات؛ والوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة هي أكبر مثال على تلك الأطعمة. إضافةً إلى قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم، الإصابة بزيادة الوزن والبدانة، التدخين وشرب الكحول، وغيرها من الأمور "الضارة" التي تنعكسسلبًا على الصحة وتتسبب بإصابتنا بالأمراض، كالسكري مثلًا.
هل السكري داءٌ مزمن؟
لعلمكِ عزيزتي، فإن مرض السكري تمَ تصنيفه في السنوات الأخيرة، على أنه داءٌ مُزمن (وليس فقط مرضٌ) يحمل العديد من التداعيات الخطيرة على صحة المصابين به.. ولعلمكِ أيضًا، فإن أعداد الأطفال المصابين بالسكري من النوع الثاني (وهو نوعٌ شائع بين الكثيرين وناتج بالدرجة الأولى عن نمط الحياة غير الصحي) قد ارتفع بنسبة عالية خلال السنوات الأخيرة؛ خاصةً بين الأطفال دون 5 سنوات. مع الإشارة إلى أن الإصابة بالسكري من النوع الأول، يمكن أن تحدث في أي وقت أثناء الطفولة، حتى في مرحلة الرضاعة؛ لكنها عادةً ما تحدث في المرحلة بين 4-6 سنوات، أو في المرحلة بين 10-14 سنة
ناهيكِ عن تزايد أعداد الإصابة بداء السكري عند المراهقين والبالغين أيضًا، والتي أوردها موقع وزارة الصحة السعودية بالآتي:
- 37 مليون بالغ (1 من أصل 11) متعايشين مع مرض السكري في العام 2021، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص المصابين بداء السكري إلى 643 مليون بحلول عام 2030.
- 1 من كل شخصين بالغين مصابين بالسكري، لا يتم تشخيصهم مما يعادل (232 مليون شخص).
- 1 من كل 5 مرضى بالسكري يبلغ من العمر فوق 65 سنة، مما يعادل (136 مليون شخص).
ما يطرح السؤال حول أهمية القيام بفحوصات السكري من النوع الثاني بانتظام، وهو ما شدَدت عليه الدكتورة كاترينا بيسنتي، رئيسة الشؤون الطبية في مركز روش للسكري – الهند والشرق الأوسط وأفريقيا.
فلنتابع معًا ماذا تقول في هذا الشأن..
لماذا يجب على البالغين إجراء فحوصات السكري من النوع الثاني؟
أشارت الدكتورة بيسنتي، إلى أن أعراض السكري قد تكون خفيةً أو بطيئة التطور؛ما يُسلط الضوء على أهمية إجراء جميع الراشدينلفحوصات دورية، تُسهم في التشخيص المبكر للمرض وبدء العلاج بهدف منع المضاعفات المصاحبة له.
وقالت في هذا الصدد: "يمكن أن تؤدي مستويات سكر الدم المرتفعة بمرور الوقت، إلى اضطرابات في الدورة الدموية أو الأعصاب أو الجهاز المناعي للجسم؛لذا من الضروري إجراء فحوصات السكري، والبدء بالعلاج في حال تشخيص الإصابة به، لتجنب أي مضاعفات صحية قد تنتج عنه."
وأوضحت بيسنتيأن إرشاداتالجمعية الأمريكية للسكري (ADA)؛تُوفر نقطة انطلاق جيدةمن خلال توصيتهابضرورة بدء غالبية الراشدين، إجراء فحوصات السكري اعتبارًا من سنّ 35 عامًا، وإجراء الفحوصات قبل سنّ 35 عامًا للأفراد الذين يعانون من الوزن الزائد أو ممن لديهم عوامل خطورة إضافية تزيد من احتمالات كونهم في مرحلة ما قبل السكري أو إصابتهم بالسكري من النوع الثاني.إلى جانب ضرورة إجراء الفحوصات من قبل أي شخص لديه أعراض مبكرة للسكري.
كيف نعرف أننا مصابون بالسكري من النوع الثاني؟
بحسب بيسنتي، فإن أعراض النوع الثاني من السكري قد تتطور ببطء في كثير من الحالات؛ لذا لا يلاحظها الشخص المصاب في البدايات. وتضيف: "لكن الأمر الجيد هو إمكانية تشخيص المرضعبر فحص دم بسيط، ما يتيح لاحقًا التعامل مع تطوره تحت الإشراف الطبي المناسب ومن خلال المراقبة الذاتية الدورية لسكر الدم، وتناول الأدوية، وإجراء تعديلات على النظام الغذائي وأسلوب الحياة."
وبيّنت الدكتورة بيسنتي أن أعراض الإصابة بالسكري من النوع الثاني تشمل التالي:
- الشعور الزائد بالجوع و/أو العطش.
- التبول المتكرر.
- عدم وضوح الرؤية.
- التعب.
- فقدان الوزن غير المُبرَر.
- الخدر أو الوخز في اليدين أو القدمين.
- الشفاء البطيء للجروح.
- الالتهابات المتكررة.
- ظهور البقع الجلدية الداكنة خاصةً في منطقةالرقبة وتحت الإبطين.
ماذا نفعل في حال تمَ تشخصينا بمرض السكري؟
تجيب الدكتورة بيسنتي على هذا السؤال، ناصحةً بالتوجه إلى مقدمي الرعاية الصحية؛ والذين سيبادرون إلى تقديم الرعاية اللازمة في هذه المسألة.
وقالت: "يجب في حال تشخيص الإصابة بالسكري،البدء بتقديم الرعاية الصحية اللازمة إلى المريض من قبل فريق طبي متعدد التخصصات وخبير بإدارة هذا المرض؛ لأن غياب التشخيص المبكر للمرض أو عدم مراقبته وإدفارته على النحو المطلوب، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل فقدان البصر، وبتر الأطراف، والأزمات القلبية، والسكتات الدماغية، وأمراض الكِلى، وزيادة احتمالات الإصابة بالسرطان وغيرها."
واستطردت: " نمتلك في الوقت الحالي ولحسن الحظ، الكثير من الأدوات التي تتيح لنا مساعدة المرضى على المراقبة الذاتية لسكر الدم بدقة، والتي تسهم إلى جانب تناول الأدوية المناسبة في تمكين المرضىمن تجنب حدوث هذه المضاعفات. ولذلك، فإن مركز روش للسكري يدعو إلى تبنّي نهج مُنظَموشامل،يستند على احتياجات المريض ومُخصص بما يتلاءم مع حالة كل مريض. ونهدف من خلال مركزنا، إلى إيجاد حلول تدعم الأفراد في إدارة أنشطة حياتهم اليوميةبأكبر قدر ممكن من اليسر والسهولة، من خلال المنتجات التي تُغطي كل الجوانب المتعلقة بالمرض من أجهزة قياس سكر الدم وإدارة المعلومات، والأساليب المختلفة لأخذ جرعات الأنسولين، والحلول الصحية الرقمية، والتطبيقات والبرامج التثقيفية لكل من المرضى ومزودي الرعاية الصحية؛والتي تضمن جميعها توفير إدارة مخصصة ومتكاملة لداء السكري وراحة تامة لجميع المرضى."
وفي الختام، طمأنت بيستني الخائفين من القيام بفحوصات السكري بالقول: "يتوجب على المرضى الذين يتم تشخيص إصابتهم بالسكري من النوع الثاني، عدم النظر إلى حالتهم بعينالقلقوالخوف؛إذ يمكنهم من خلال التعاون مع الفريق الطبي والمراقبة الذاتية الدورية لمستويات سكر الدم إدارة حالتهم الصحية بكفاءة، وعيش حياة طبيعية ومنتظمة ومنتجة."
بدورنا، نضم صوتنا لصوت الدكتورة بيسنتي، وندعوكِ عزيزتي؛ وقبل حلول اليوم العالمي للسكري الذي يصادف 14 نوفمبر المقبل، للإسراع في إجراء فحص السكري من النوع الثاني لكِ ولأحبتكِ. فالكشف المبكر كفيلٌ بإدارتكِ للمرض وتجنب مضاعفاته الصحية.
ولا تنسي، أن النظام الحياتي الصحي لكِ ولعائلتكِ؛ يضمن الحماية والوقاية من مرض السكري وغيره من الأمراض. ويحمل لكِ الكثير من الراحة والعافية، لضمان جودة ورفاهية العيش كما ترغبين.