علاج الروح والجسد في واحدة من أكثر الوجهات المرغوبة على وجه الأرض فندق Waldorf Astoria Maldives ithaafushi
المالديف - "سنيتيا قطار" Cynthia Kattar
كانت المرة الثالثة التي أزور بها جزر المالديف التي لا يُمل من جمالها. في هذه البقعة من العالم سحر أخّاذ، سواء بطبيعتها الخلابة، أو نقاوة مياهها، أو صفاء سمائها، إضافة إلى حسن ضيافة فنادقها، وخدماتها الفخمة. تتعدّد الفنادق في هذه البقعة المميزة من العالم، وتشتدّ بينها المنافسة لتقديم أرقى الخدمات، وأفضل وأرقى سبل الترفيه. زيارتي الأخيرة كانت الأكثر تميّزا على الإطلاق مع فندق "والدورف أستوريا المالديف إيثافوشي". هذا الفندق الفخم القابع في قلب المحيط الهندي، هو بمنزلة ملاذ فاخر ومنارة للرفاهية، في واحدة من أكثر الوجهات المرغوبة على وجه الأرض.
منذ لحظة دخولي إلى المنتجع، شعرت بأنني منفصلة تماما عن زحمة العالم، غصت في عالم الطبيعة، وبدأت بالاستمتاع بأبسط الأمور وأفخمها. ولمست منذ البداية حرفية فريق العمل، والسرعة في تلبية جميع متطلّبات الضيوف، إذ يوفر الفندق خدمات "الكونسيرج" التي تهدف إلى تلبية جميع احتياجاتهم بمنتهى الفخامة والخصوصية.
يُعد الفندق من أكبر وأضخم الفنادق في جزر المالديف، فهو يمتدّ على مساحة 32 ألف متر مربّع في قلب المحيط الهندي. ورغم ضخامته، صُمم خصيصا ليوفر الخصوصية التامة لضيوفه، كما أن التنقل فيه من مكان إلى آخر عملي وغاية في السهولة، وهو بحد ذاته تجربة ممتعة على الإطلاق. استمتعت فعلا بالتنقل في الجزيرة عبر الدراجة الهوائية، وفي أحيان أخرى سيرا على الأقدام.
مغامرات وتجارب لا تُنسى
للمغامرين خيارات متنوّعة في الفندق. من التجارب التي اختبرتها شخصيا الذهاب عبر القارب لصيد الأسماك، والرحلة كانت جد مثمرة لي، فقد اصطدت سمكتين كبيرتين، كما استمتعت بمشهد مغيب الشمس الساحر، الذي يأخذك إلى عالم آخر، تسوده السكينة والهدوء. سحر المالديف يكمن أيضا في مناخها المميز، وطقسها الذي يفاجئك من حين إلى آخر، فهل هناك أجمل من السباحة في مياه البحر العذبة والسماء تُفاجئك من حين إلى آخر بمطر خفيف وعذب، فتعيش تجربة استثنائية لا تجدها في البلاد الأوروبية.
ولعشاق الرياضات المائية ونشاطات الغوص ورحلات اليخوت حصة كبيرة لدى "والدورف أستوريا المالديف إيثافوشي". أمّا الضيوف الذين يفضّلون التمتع بالخصوصية خارج الجزيرة، فيمكنهم زيارة أحد الشواطئ الرملية الخاصّة المنعزلة في قلب المحيط، حيث يمكنهم الاستمتاع بعشاء خاص وقت غروب الشمس، أو المشاركة بجلسة يوغا شخصية أو تأمل المشاهد الطبيعية.
ولأن الفندق يحرص على مواكبة متطلّبات ضيوفه، فقد أضاف ملعبا خاصا برياضة البادل، هذه الرياضة التي نالت مؤخرا شعبية كبيرة في مختلف أنحاء العالم، وهو ما يتيح للضيوف فرصة الاستمتاع بهذه الرياضة المرحة.
علاجات ثورية
يتيح المنتجع الكثير من خيارات الاسترخاء التي تساعد على تصفية الذهن وراحة الجسد، ما يمنح الضيوف فرصة التأمل وشحن طاقاتهم. اختبرت شخصيا العلاج المائي أو ما يعرف بالـ Hydrotherapy. تجربة عشتها للمرة الأولى في حياتي، وهي تتمثل في حوض سباحة واسع، يتنّقل الضيف فيه من مرحلة إلى أخرى. يمتدّ العلاج لمدة 60 دقيقة، ويستهدف مناطق مختلفة من الجسم. يختبر المرء مجموعة من الأحاسيس، بدءا من الحمام المنعش حتى الهواء المهدئ ونفاثات الدش. أثناء استلقائي على كراسي التدليك، جربت مستويات متفاوتة من الشدة ودرجة حرارة الماء في تناغم لتخفيف توتر عضلات جسمي، وهو ما يسهم في تقوية جهاز المناعة، وتعزيز الدورة الدموية، ورفع جودة النوم. أنصح فعلا بهذا العلاج المرح وغير الممل، والذي عشته في الهواء الطلق، مع منظر خلاّب. بعد الجلسة، شعرت فعلا بانسجام وتوازن بين حواسي وجسمي، إنها فعلا تجربة تشمل الجسد والروح.
يذكر أن جلسات تدليك Aqua Wellness متوفرة أيضا للأزواج.
هذا ويُقدّم فريق العناية الصحية المختصّ علاجات مخصصة للضيوف تلائم حاجاتهم، وتساعدهم على التواصل مع الطبيعة ضمن تجربة فريدة في السبا المقام فوق الماء. كما يتيح كلّ من جناح اليوغا والتأمل والنادي الرياضي المجهّز بالكامل إطلالات خلابة على المحيط، ويوفران خدمات التدريب الشخصي والجلسات التدريبية عند الطلب. وتنقل التجربة المميزة الضيوف إلى عالم هادئ بعيدا عن صخب الحياة اليومية، حيث يمكنهم الاسترخاء على الأرجوحة فوق الماء أو الأرجوحة الشبكيّة المعلقة بين أشجار النخيل، أو الجلوس على أحد كراسي الاستلقاء، أو الغطس في أحد أحواض السباحة الفاخرة.
وتوفّر المساحة المشتركة (هالي) الكثير من خيارات الترفيه للضيوف من كلّ الأعمار. وتتميز جميع خيارات الإقامة بمساحات واسعة داخلية وخارجية في أحضان الطبيعة الخضراء مع إطلالات بانورامية على المحيط. ويمكن للضيوف إقامة احتفالات لا تُنسى تحت السماء المرصّعة بالنجوم، أو الاستمتاع بمشاهدة فيلم على شاشة LED السينمائية، أو الاسترخاء في حوض سباحة لا منتهٍ مع الأفق الذي يمتدّ بطول 35 مترا.
وتخصّ الجزيرة الخاصّة زوّارها من الصغار بحوض سباحة للأطفال ومنطقة للألعاب، كما تتيح لهم الاستمتاع بحديقة الاكتشاف ضمن المنتجع الرئيس الذي يضمّ منطقة نشاطات مائية، والكثير من النشاطات المميزة والمصممة لتحفيز خيال الصغار.
ذكريات لا تُنسى مع أفخم المطاعم
يأخذ تناول الطعام في جزر المالديف معنى جديدا تماما مع فندق "والدورف أستوريا المالديف إيثافوشي". مع 11 مطعما متميزا، يقدم كل منها تجربة فريدة من نوعها، فينغمس المرء في سيمفونية من النكهات الاستثنائية. كل مطعم يوفّر تجربة مختلفة عن الأخرى، سواء في الديكور أو في النكهات. كل لحظة هي فرصة لتذوق غير عادي، وخلق ذكريات لا تُنسى.
من المطاعم التي جرّبتها والأحب إلى قلبي مطعم "زوما". لكوني آتية من دبي، كنت أتوق لتجربة المطعم المفضل لدي، لكن هذه المرة في جزر المالديف. بالطبع لم يخب ظني على الإطلاق، فالمذاق والجودة هي نفسها. أما الإضافة، فتكمن بأجواء المطعم الذي يقع على ضفاف المياه الشاطئية، والمنظر الخلاّب، والنتيجة جلسة من العمر وأجواء لا تُنسى. استمتعت فعلا بتجربة المفهوم الياباني المعاصر المشهور عالميا مع لمسة متطوّرة لتناول الطعام والشراب بشكل غير رسمي. محاط بالمياه الفيروزية المتلألئة في المحيط الهندي، يتميز "زوما" المالديف بأجوائه المذهلة المستوحاة من المواد الطبيعية والتصميم المحلي.
من المطاعم التي استمتعت في زيارتها أيضا مطعم Terra الذي يُعتبر من المطاعم الأكثر رومانسية على الإطلاق، لكونه مؤلفا من جلسات حميمية مصنوعة من الخيزران التراثي المشغول يدويا، والذي يتّخذ قمة الشجرة كموقع له. أما قائمة الطعام، فهي مؤلفة من 7 أطباق من ابتكار الشيف الشهير إيفان ألفاريز وفريقه. يمكن للثنائي الاستمتاع بالوجبات اللذيذة مع منظر خلاّب لا مثيل له.
التزام في الاستدامة إلى أبعد حدود
لأنّ الاستدامة جزء لا يتجزّأ من ثقافة وقيم منتجع "والدورف أستوريا المالديف إيثافوشي"، يحرص المنتجع على التصدّي لزيادة خطر التلوّث البحري الناتج عن البلاستيك وأهمية الحفاظ على البيئة البحرية. من هذا المنطلق، أبرم المنتجع شراكة مع منظّمة بارلي المالديف، تنصّ على التزامه بجمع كافة المواد البلاستيكية، ونقلها من الجزيرة. هذا، ويعمل المنتجع على تشجيع جميع الضيوف وتثقيفهم لبناء رابط عاطفي مع بيئة المحيط لضمان حمايتها في المستقبل، والتفاعل مع الفريق من أجل تحفيزه، ليصبح أعضاؤه من المناصرين لحماية المحيطات، إضافة إلى العمل جنبا إلى جنب مع مدارس المجتمع المحلّي المجاورة، بهدف تعزيز تقدير الطلاب للمحيط، وقدرته على مدّ الجزر بالقوت والغذاء، وتسليط الضوء على الحاجة الملحّة لحمايته.